تفاصيل إسقاط مشروع قرار يدين التطبيع.. وسياسيون: إعلان وفاة الجامعة العربية (فيديو)

كشف الدبلوماسي الفلسطيني مهند العكلوك، تفاصيل إسقاط مشروع قرار في اجتماع جامعة الدول العربية، أمس الأربعاء، كان يسعى لإدانة اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي.

وقال العكلوك، الذي يشغل منصب السفير المناوب لفلسطين في الجامعة العربية إن “نقاشا استمر نحو ثلاث ساعات في اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، تم خلاله إسقاط مشروع قرار فلسطيني يقضي بإدانة اتفاق التطبيع”.
وفي وقت سابق الأربعاء، كشف دبلوماسي فلسطيني آخر فضّل عدم كشف اسمه للأناضول، أن جامعة الدول العربية أسقطت مشروع القرار الذي قدمته فلسطين في اجتماع وزراء الخارجية العرب بهذا الشأن.

https://twitter.com/BCP_Palestine/status/1303728320513703943?ref_src=twsrc%5Etfw

وقال العكلوك” كان هناك بند فرعي على جدول أعمال المجلس سيبحث تحته البيان الثلاثي الإماراتي الإسرائيلي الأمريكي (الذي صدر في 13 أغسطس/آب المنصرم)”.
وأوضح أن فلسطين طلبت بأن تكون مناقشة البند تحت عنوان “بحث تداعيات اتفاق التطبيع على القضية الفلسطينية، ومبادرة السلام العربية”.
وأشار العكلوك إلى أن فلسطين تعرضت خلال الأيام الماضية لـ “ضغوط كبيرة” من دول لم يسمها بشأن العنوان السابق، بهدف تحويله إلى “التطورات السياسية للقضية الفلسطينية”.

أول رحلة مباشرة من إسرائيل إلى الإمارات عبر الأجواء السعودية)
القرار التوافقي 

وأوضح السفير المناوب في الجامعة العربية “ومن باب أن يصدر قرار توافقي من الجامعة العربية على البيان الثلاثي وافقنا على تبديل عنوان مناقشة البند”.
واستدرك “لكن قدمنا مشروع قرار يفند اتفاق التطبيع ويخرجه عن الشرعية العربية، بكونه يتخلى عن الأرض مقابل السلام وينتقص من الحقوق الفلسطينية، بما فيها حق السيادة وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأوضح أن مشروع القرار تضمن “فقرة ترفض المضامين التي جاءت في البيان التطبيعي” لكنها لاقت اعتراضا من قبل بعض الدول العربية التي لم يسمها.
وأضاف “بتعليمات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قلنا” نوافق بالحد الأدنى على صدور قرار من الجامعة العربية يتضمن تأكيد التمسك بالمبادرة العربية للسلام، وإدانة الخروج عنها (أي إدانة التطبيع)”.‎
واستدرك “لكن واجهتنا مجموعة من الدول العربية (لم يسمها) ورفضت هذه الإضافة”.

وأشار إلى أن وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، اقترح تعليق الجلسة “ساعات أو أيام أو إسقاط بند إدانة التطبيع كليا، وهنا أجمعت الدول على عدم تعليق الاجتماع، وبالتالي سقط مشروع الإدانة تلقائيا”.
ورغم أن العكلوك لم يذكرها صراحة، فإنه أكد أن الدول التي أيدت ورحبت باتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي هي من دافعت عن الإمارات ورفضت إدانتها.
وفي كلمته خلال رئاسته الاجتماع، دعا المالكي، الدول العربية إلى رفض اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي وقال “نرفض خطوة التطبيع الإماراتي ونأمل منكم عدم قبولها”.

تمرير سياسات مفروضة 

من ناحية أخرى، اعتبر المجلس العربي، أن الجامعة العربية أضحت أداة لإقرار سياسات مفروضة من قوى الهيمنة الدولية بهدف تصفية القضية الفلسطينية وتأبيد تبعية أنظمة المنطقة ووأد أي نفس تحرري سيادي في كامل المجال العربي. 
وقال بيان للمجلس على صفحة الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي على فيسبوك” على إثر إسقاط الجامعة العربية لمشروع قرار فلسطيني لإدانة اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، يدعو المجلس العربي الشعوب العربية إلى اعتبار الجامعة العربية كيانا ميتا انتهى في العقول والقلوب”.
وأضاف بيان المجلس “ولا أمل يرجى في إصلاحه وإحيائه مادام واقعا تحت سلطة الدكتاتوريات العربية العميلة والفاقدة لقرارها والمنفصلة عن قيم وطموحات وانتظارات شعوبها”. 
ودعا بيان المجلس العربي قوى الأمة الحيّة إلى الانخراط في جهد شعبي مواطني للتأسيس التدريجي لاتحاد الشعوب العربية بديلا عن الجامعة الميتة”.
وأشار إلى أن ذلك يكون، عبر مبادرات مفتوحة للتشبيك بين تلك القوى تحت سقف ثوابت مشتركة، تتمثل في  قيم المواطنة والسيادة والكرامة والتضامن العربي والتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني ورفض كل أشكال التطبيع والتبعية”.

انتقادات بسبب فشل إدانة التطبيع

وأثار الاجتماع الوزاري العربي، موجة انتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، بعد إسقاط جامعة الدول العربية مشروع قرار فلسطيني يُدين التطبيع الإماراتي مع إسرائيل.

وانتقد مغردون، ما سموه بـ”الموقف السلبي” للجامعة العربية من تطبيع الإمارات مع إسرائيل، معتبرين ذلك بمثابة “شهادة وفاة” لهذا التكتل العربي.
وقال المعارض المصري أيمن نور، عبر حسابه على تويتر “إعلان وفاة الجامعة العربية، إثر إسقاط مشروع قرار فلسطيني لإدانة اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي”.
ونقل نور بيانا أصدره المجلس العربي (تأسس عام 2014) دعا فيه “الشعوب العربية إلى اعتبار الجامعة العربية كيانًا ميتًا، انتهى في العقول والقلوب، ولا أمل يرجى في إصلاحه وإحيائه”.
بينما دٌون ساخرا حساب باسم “توفيق علوية” عبر تويتر “لسان حال الجامعة العربية: لقد تأخرنا كثيرًا في التطبيع مع إسرائيل، يا جماعة تعالوا لنتلو كتاب الندم على هذا التأخير.
واعتبر الكاتب والسياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة، عبر تويتر، أن “إسقاط مشروع إدانة اتفاق التطبيع الإماراتي الصهيوني من جدول أعمال اللقاء العادي للجامعة للعربية، تأكيد جديد على أن الجامعة في وادٍ، وجماهير الأمة في وادٍ آخر”.
وقال الزعاترة “إدانة الأمة واضحة للجميع. وهي لا تعترف بالمبادرة العربية، لأن فلسطين؛ كل فلسطين، عندها خط أحمر”.

بينما قال حساب باسم “حسين فايع” على  تويتر “الجامعة العربية تُسقط مشروع قرار فلسطيني لإدانة التطبيع مع العدو. لا يشرفنا إلا أن نكون ضد هؤلاء الأقزام والخونة والمطبعين”.
وعلق حساب باسم “حمزة زراقط” عبر تويتر، على تناول الصحف لاجتماع الوزاري العربي، قائلا “العنوان يقول الجامعة العربية فشلت في تبني قرار يدين التطبيع بين الإمارات والعدو الإسرائيلي”.
وأضاف “بينما الحقيقة إنها نجحت في تمرير قرار التطبيع مع العدو، وهي النتيجة المرجوه من الاجتماع”.
وبعبارة مقتضبة قال حساب باسم “إبراهيم الشدوي” على  تويتر “باختصار.. جامعة الدول العربية باعت فلسطين بثمن بخس!”.
وتوصلت الإمارات وإسرائيل في 13 أغسطس/ آب الماضي، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، وهو ما رفضته فلسطين، سلطة وفصائل وشعبا.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر