تعرف على لواء “فاطميون” الأفغاني الذي يقاتل لصالح نظام الأسد

لواء فاطميون الأفغاني.. ثاني أكبر مجموعة مسلحة في سوريا

بسبب ازدياد خسائر نظام بشار الأسد، وتضاعف أماكن سيطرة المعارضة السورية في أواخر عام 2012، لجأ النظام في الاستعانة بمقاتلين أجانب من دول بالمنطقة؛ من أجل حماية ما تبقى له من مناطق، وبدأ مرحلة جديدة لإخماد الثورة، واستعادة الأراضي المستولى عليها، مستغلا الظروف الإنسانية والمادية السيئة التي كانوا يعيشونها.

وفي هذه الفترة بدأ لواء يحمل اسم “فاطميون” في الظهور، يضم مقاتلين من عدة دول أبرزها أفغانستان، يجمعهم المذهب الشيعي.

لم تلبث ميليشيات فاطميون كثيرا، حتى بدأت بالانخراط في العمليات القتالية في  مدن سورية عدة، وبدأت تظهر صور ومشاهد مصورة لقتلى تلك الميليشيات وراياتها ومقاتليها.

وفي دراسة لمركز الدراسات الإيرانية IRAM (غير حكومي) مقره إسطنبول، بعنوان “لواء فاطميون : فيالق إيران الأفغانية”، لفت عدد من الخبراء والأكاديميين إلى أن مليشيات “فاطميون” تمثل حاليا خطرا كبيرا على الوضع الأمني في أفغانستان، سيما بعد اكتسابها خبرة ميدانية خلال السنوات القليلة الماضية في المدن السورية، ومتانة أواصرها بالنظام الحاكم في طهران بشكل عام، وقوات الحرس الثوري بشكل خاص.

وبحسب معلومات من مصادر في أجهزة الإعلام الإيرانية وحاسبات تواصل اجتماعي لعدد من الرموز المقربة إلى نظام بشار الأسد، يوجد حاليا في سوريا ما يقرب من 18 ألف مسلح أجنبي، جلبتهم إيران لدعم النظام وقتال قوات المعارضة، منهم 2000 مسلح أفغاني ضمن لواء “فاطميون” في مدينة حلب وحدها.

وأشارت الدراسة أن النظام الإيراني سعى بعد مرحلة احتلال الولايات المتحدة للعراق في 2003 إلى تجنيد مجموعات مسلحة في دول المنطقة، تنوعت أنشطتها خلال السنوات الماضية.

ومع انطلاق الأزمة السورية، جلبت إيران هذه الميليشيات إلى سوريا، زاعمة أن هدفها هو الدفاع عن المذهب الشيعي والأماكن المقدسة في سوريا وحماية الموروث الثقافي والتاريخي هناك، لكن الحقيقة تقول إن هذه المجموعات لا تتحرك إلا لحماية المصالح الإيرانية في سوريا والعراق خاصة وفي الشرق الأوسط بشكل عام.

وأضافت الدراسة أن السياسة الإيرانية نجحت في الواقع من خلال هذه المجموعات، وتبنيها لأيديولوجية مذهبية، في زيادة نفوذها بالمنطقة وتمكنت من تثبيت أقدام نظام الأسد في سوريا.

وأصبح الآن لواء فاطميون ثاني أكبر مجموعة مسلحة موجودة في سوريا بعد “حزب الله” اللبناني.

وينحدر مقاتلو لواء “فاطميون” الأفغان في سوريا من قومية الهزارى، بعضهم كان موجودا بالفعل في البلاد قبل اندلاع الأزمة، وآخرون كانوا لاجئين إلى إيران منذ سنوات، بسبب تردي الوضع الأمني في أفغانستان.

واستغلت إيران متمثلة في الحرس الثوري، فقر وجهل هؤلاء واحتياجهم إلى المال، ليكونوا أحد أدواتها في الصراع السوري مقابل مبالغ مادية، وإعطائهم أوراق إقامة قانونية لهم ولعائلاتهم في إيران.

وتُشير تقارير حقوقية إلى أن قرابة 4 ملايين أفغاني يعيشون في إيران في بيئة تتسم بالفقر والجهل، ويعتنقون المذهب الشيعي.

ولعل تعويض خسائر قوات الحرس الثوري وخفض ميزانية الحرب الباهظة التي تصرفها طهران في سوريا، من أبرز الأسباب التي جعلت هؤلاء الشيعة فريسة للاستغلال الإيراني، والزج بهم داخل الصراع السياسي في سوريا.

أضف إلى ذلك، أن عن طريق هذه المجموعات تكون إيران أظهرت نفسها أمام الرأي العام العالمي، على أنها لا تشارك في الحرب فعليا، متجنبة فرض القوى الكبرى أي ضغوطات أو عقوبات عليها.

وعن مصير هذه المجموعات، ذكرت الدراسة أن إيران عازمة على استخدام أعضاء هذه الميليشيات في فرض نفوذها وسياستها في دولهم، عند انتهاء الحرب في سوريا، ما يعني أن آلاف الأفغان الموجودين في سوريا، سيشكلون تهديدات كبيرة على الدولة الأفغانية حال عودتهم إليها.

كذلك توجد احتمالات بنسب متفاوتة حول إمكانية نقل هذه المليشيات إلى أماكن نزاعات أخرى، أو منحهم الجنسية الإيرنية وتوطينهم هناك.

وأكدت الدراسة أنه كما يفكر الغرب حاليا فيما سيفعله حيال مواطنيه الأوربيين المشاركين في تنظيم الدولة، بعد دحره، فإنَ “على أفغانستان ودول المنطقة التفكير من الآن فيما يجب فعله تجاه تلك الميليشيات، قبل أن يكونوا سببا في نشر الفوضى والنزاعات في بلادهم”.