تصعيد خطير وانتهاك للسيادة.. ردود فعل عراقية بشأن القصف الأمريكي

قوات الحشد الشعبي تتمركز جنوب غربي كركوك
قوات من الحشد الشعبي تتمركز جنوب غربي كركوك

أعلن الحشد الشعبي العراقي، الإثنين، ارتفاع عدد قتلى القصف الأمريكي لمواقع كتائب حزب الله العراقي إلى 25 قتيلا، بينهم قياديون بالإضافة لـ51 جريحا، وقال إن عدد القتلى مرشح للزيادة.

وكانت وزارة الدفاع العراقية قد أعلنت في بيان، الأحد، أن موقعين للكتائب بمنطقتي غابة سلوم والحرش غربي الأنبار تعرضا لثلاث ضربات جوية أمريكية، بينما أعلن الجيش الأمريكي أنه استهدف خمس قواعد في العراق وسوريا لكتائب حزب الله العراقي الموالي لإيران.

وبينما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن المسؤولين ناقشوا خيارات أخرى مع الرئيس دونالد ترمب توالت الإدانات العراقية للهجمات.

ودان الرئيس العراقي برهم صالح الهجوم، وقال إنه يعد انتهاكًا لسيادة العراق، بينما اعتبرت حكومة تصريف الأعمال العراقية، القصف الأمريكي تصعيدًا خطيرًا.

وأوضح المتحدث العسكري باسم رئيس حكومة تصريف الأعمال أن عادل عبدالمهدي أبلغ وزير الدفاع الأمريكي رفضه الشديد لقصف مواقع الحشد الشعبي، موضحًا أن عبدالمهدي طلب عقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني بهذا الشأن.

ودانت مفوضية حقوق الإنسان في العراق القصف الأمريكي، وطالبت في بيان، باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتهاك سيادة الدولة وحفظ الأمن.

وأضافت أنه يجب إلزام الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف الدولي في العراق بالمهمة التي تتواجد من أجلها وفقًا للاتفاقيات الخاصة الموقعة مع الحكومة العراقية.

وقال نائب رئيس البرلمان العراقي حسن الكعبي في بيان إن “تكرار القصف الأمريكي لمعسكرات الحشد الشعبي عبارة عن خطة ممنهجة ومكشوفة لإضعاف القوات الحشدية ولا سيما الموجودة على الحدود، ونستنكر بشدة هذا العدوان الجوي على موقع الحشد الشعبي”.

وطالب ائتلاف النصر في البرلمان العراقي بزعامة حيدر العبادي الحكومة بإلزام القوات الأمريكية الموجودة على الأراضي العراقية ببنود الاتفاقات الموقعة بين البلدين”، موضحًا أن الاعتداءات ستضر بالاستقرار والأمن والعلاقات الثنائية.

وحذر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، من مخاطر زج العراق في الحرب بين إيران وأمريكا، وقال “لست مع تأجيج الحرب بين إيران وأمريكا ولست مع زج العراق في هذه الحرب وجعله ساحة للصراع الإيراني-الأمريكي”.

وقال رئيس أركان الحشد الشعبي أبو مهدي المهندي إن “دماء الشهداء والجرحى لن تذهب سدى، وأن الرد سيكون قاسيًا”، بينما قال رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم أن تعرض منشآت عسكرية عراقية لقصف أمريكي يعد “انتهاكا سافرًا للسيادة العراقية” ونقضًا للاتفاقات الماضية المبرمة بين البلدين.

وقال فصيل “عصائب أهل الحق” إن الوجود العسكري الأمريكي صار عبئًا على الدولة العراقية “وأصبح لزاما علينا جميعا التصدي لإخراجه بكل الطرق المشروعة قبل أن يتمادى أكثر في تهديده لأمن واستقرار العراق”، وقال نعيد عبودي المتحدث باسم الفصيل “إن القصف الأمريكي في الأنبار يتطلب الوقوف صفًا واحدًا تجاه ما وصفه بالعدوان السافر.

أما حزب الدعوة فقد اعتبر القصف الأمريكي “انتهاك لسيادة العراق”، معربًا عن رفضه أن يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات مع إيران، بينما قال نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي إن القصف جاء ردًا على قصف قاعدة توجد بها قواته في كركوك، مبينًا أن “ما يحدث هو صورة من صور حروب الوكالة وتجري على أرض بلد فاقد للسيادة”.

ويتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وهما حليفتان لبغداد، وسط مخاوف من تحول العراق إلى ساحة صراع بين الدولتين، ويتهم مسؤولون أمريكيون إيران بشن هجمات ضد قواعد عسكرية تستضيف جنودًا ودبلوماسيين أمريكيين في العراق عبر وكلائها من الفصائل الشيعية العراقية، وهو ما تنفيه إيران.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات