تصعيد حكومي ضد “حفتر” بعد قصف “شرس” على طرابلس

عشرات الضحايا بقصف قوات حفتر لطرابلس

أثار القصف الذي شنته قوات حفتر على أحياء سكنية في العاصمة الليبية “طرابلس” وتسبب في قتلى وجرحى، ردود فعل غاضبة رسميا وشعبيا ودوليا.

وجاءت ردود الأفعال وسط مطالبات بقرار دولي لردع هذا العدوان، بل وتقديم حفتر للمحكمة الجنائية الدولية كمجرم حرب.

واستهدف القصف بصواريخ “غراد” الذي استمر لعدة ساعات ليل أمس، أحياء في وسط العاصمة، معروفة بكثافتها السكانية، ما تسبب في سقوط 11 قتيل وجرح أكثر من 50 شخصا وهدم الكثير من البيوت ونزوح بعض العائلات، ومقتل عائلة بالكامل بينها أطفال.

التفاصيل
  • أكد عميد بلدية “طرابلس المركز”، عبد الرؤوف بيت المال أن “حصيلة القتلى جراء العدوان على العاصمة حتى الآن وصل إلى 100 قتيل و496 جريحا ونزوح أكثر من 24 ألف شخص”.
  • ذكر شهود عيان من أماكن القصف للجزيرة مباشر أنه “للمرة الأولى يكون القصف بهذه القوة وأن يستمر لعدة ساعات وسط هلع وترويع الآمنين وكبار السن ونزوح بعض العائلات، وأن “الكثير من الشباب توجهوا فجر اليوم إلى ساحة ميدان الشهداء لتنظيم تظاهرة كبرى لرفض هذا العدوان وإدانته”.
تصعيد حكومي:
  • توعدت حكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دوليا، قوات حفتر بالرد الحاسم في الميدان على الصعيد العسكري، وعلى الصعيد السياسي تقديم أدلة موثقة للمحكمة الجنائية الدولية ومطالبتها بالقبض على خليفة حفتر كمجرم حرب، خاصة بعد القصف بالصواريخ لعاصمة البلاد”. 
  • تعهد رئيس الحكومة، فايز السراج بتقديم حفتر قريبا لمحكمة الجنايات الدولية، مؤكدا خلال جولة تفقدية لأماكن القصف بأن “المجرم الذي قام بهذا العمل سينال جزاءه، وأن ما حدث هو هجمة بربرية وحشية قام بها “المجرم حفتر” على أحياء سكنية بها مدنيين، وانه سيبدأ من اليوم تقديم الأدلة للقضاء الدولي”.
  • وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني، محمد سيالة، أجرى اتصالا هاتفيا بمندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة وأبلغه بقصف العاصمة، طالبا منه إبلاغ مجلس الأمن بهذه التطورات، وضرورة توجيه اللوم للمجلس بعدم تحركه حتى الآن أو إصدار قرار لصد هذا العدوان”.
  • كان “سيالة” قد أرسل، مساء أمس الثلاثاء، رسالة رسمية لمجلس الأمن يطالبه فيها بتدخل فوري وعاجل لمنع القصف والعدوان على العاصمة، لكن جلسة المجلس اليوم فشلت في إصدار أي قرار، ما دفع الوزير الليبي لاتهام دولة “روسيا” بأنها وراء هذا الإفشال.
  • طالب رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري، مجلس الأمن بـ”رفع حظر السلاح عن حكومة الوفاق لفرض الأمن والاستقرار في كافة أرجاء ليبيا، مستنكرا حال الصمت الدولي تجاه العدوان على “طرابلس”، محملا المجلس مسؤولية حماية المدنيين”.
صمت دولي
  • فشل مجلس الأمن خلال عدة جلسات في إصدار قرار دولي ضد عدوان حفتر أو حتى بيان إدانة يسمي فيه المعتدي باسمه، وكان آخر هذه الجلسات التي دعت لها بريطانيا من أجل إصدار قرار للمطالبة بوقف إطلاق النار وعودة حفتر لتمركزاته السابقة، لكن “الفيتو” الفرنسي والروسي أفشلا الجلسة.
  • في محاولة لرفع الحرج عن مجلس الأمن، أصدر المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة بيانا وصل “الجزيرة مباشر” نسخة منه، دان فيه عمليات القصف على العاصمة “طرابلس”، مطالبا باحترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، كما يجب اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين والمنشآت المدنية، لكنه لم يذكر حتى اسم حفتر في البيان كونه الطرف المعتدي”.
بركان الغضب:
  • المتحدث باسم عملية “بركان الغضب”، التابعة للحكومة وضد حفتر، كشف “للجزيرة مباشر” أن رد قواتهم على جريمة قصف العاصمة سيكون على عدة مستويات، منها السياسي والقانوني والشعبي أيضا، وسيتم ترجمة هذه الردات على أرض الواقع وستكون على مستوى الحدث كما أبلغتنا الحكومة.
  • أضاف ” مصطفى المجعي” في تصريحات خاصة أن التصعيد العسكري سيكون عبر القوات المسلحة الليبية المدافعة عن الشرعية والتي تتحرك وفق استراتيجية وخطط معدة مسبقا، وأن “هذه “العربدة” وقصف الطيران لم ولن يفت في عضد قواتنا، بل سيزيدها إصرارا على استئصال شأفة هذا التمرد، وتسليم المتورطين فيه إلى العدالة لينالوا جزاءهم”، حسب كلامه.
  • بخصوص اعتمادهم على رد الفعل الدولي، أوضح “سجل حفتر مليء بجرائم الحرب وأن القصف على الأحياء المدنية تم أمام مرأى ومسمع من العالم، وبحضور بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، وحقيقة نحن لا نعول على المجتمع الدولي وهذه الدول الكبرى كثيرا ولا ننتظر منهم موقفا، لكننا نضعهم أمام مسؤولياتهم”.
  • تابع البجعي للجزيرة مباشر “أما على أرض الواقع، فإن قواتنا تعلم تماما ما تكبده المتورطون معه في الميدان، وتعلم كيف غصت السجون بمجموعات كاملة من “ميليشياته”، وكيف آلت إلى أيدي قواتنا الأسلحة التي تصله من الدول الراعية والداعمة له، ونحن مستعدون لكل الاحتمالات، وسنمضي في عملياتنا حتى يتحقق النصر الكامل لليبيا”، كما قال.
  • في رده على الاتهامات التي وجهها المتحدث باسم حفتر، أحمد المسماري بأن “قوات موالية للحكومة هي من تقوم بالقصف لاستعطاف المجتمع الدولي”، قال “المجعي” من داخل غرفة العمليات التابعة لحكومة الوفاق:”هذه مزاعم كاذبة ومن العبث الرد عليها، فهم صرحوا في البداية بأننا من قمنا بضرب أنفسنا، واليوم يقولون إن من قام بالقصف “مندسون” وسط قواتهم وأن الأمر تم دون علمهم وأوامرهم، هؤلاء مجرمون والرد الفعلي عليهم سيكون في الميدان”، بحسب تهديداته.
  • تشهد العاصمة منذ صباح اليوم هدوء حذرا بعد ليلة دموية عاشها أهالي الأحياء التي تعرضت للقصف الذي وصل –بحسب بعض المصادر العسكرية- إلى أكثر من 10 صواريخ من نوع “غراد”، وسط حالة طوارئ وجاهزية لقوات الحكومة في طرابلس، استعداد لأي هجوم مباغت لقوات حفتر او محاولة استعادة بعض المناطق التي فقدتها أمس.
المصدر : الجزيرة مباشر