الاثنين 7 أكتوبر 2019 21:23
ترمب يهدد بمحو اقتصاد تركيا "إذا تجاوزت الحدود" شرق الفرات

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (يمين) والرئيس الأمريكي دونالد ترمب
رويترز
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتدمير الاقتصاد التركي والقضاء عليه تماما، إذا ما قامت أنقرة بأي أفعال يعتبرها تجاوزا للحدود" في شمال سوريا.
التفاصيل
- ترمب كتب على تويتر: "كما أكدت بقوة سابقا، ومن أجل أن أعيد التأكيد: إذا قامت تركيا بأي أفعال، أعتبرها، بحكمتي العظيمة التي لا مثيل لها، أفعالا تتجاوز الحدود، فإنني سوف أدمر الاقتصاد التركي وأمحوه تماما (كما فعلت من قبل)" في إشارة إلى العقوبات على تركيا العام الماضي.
- ترمب أكد أن تركيا والدول الأوربية ستكون مسؤولة عن المعسكر الذي يحتجز فيه الآلاف من مقاتلي تنظيم الدولة وعائلاتهم شمال شرقي سوريا.
As I have stated strongly before, and just to reiterate, if Turkey does anything that I, in my great and unmatched wisdom, consider to be off limits, I will totally destroy and obliterate the Economy of Turkey (I’ve done before!). They must, with Europe and others, watch over...
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) October 7, 2019
- تغريدات ترمب عن القضاء على الاقتصاد التركي جاءت بعد ساعات فقط من بدء الولايات المتحدة سحب قواتها من المناطق السورية الواقعة على الشريط الحدودي مع تركيا.
- الرئيس الأمريكي واجه ضغوطا من جانب الكونغرس وجهات في إدارته بشأن قراره سحب القوات الأمريكية من الحدود السورية التركية.
- المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) جوناثان هوفمان قال في بيان إن واشنطن لا تؤيد عملية تركية في شمال سوريا ولن تدعمها.
- البيان: وزارة الدفاع أوضحت لتركيا، مثلما فعل الرئيس، أننا لا نؤيد أية عملية تركية في شمال سوريا. القوات المسلحة الأمريكية لن تدعم أية عملية من هذا النوع ولن تشارك فيها.
- البيان: وزير الدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك مايلي أبلغا نظيريهما التركيين بأن التحرك الأحادي سيشكل خطرا على تركيا.
- البنتاغون حذّر من "العواقب المزعزعة للاستقرار" لمثل هذه العملية "بالنسبة لتركيا والمنطقة وخارجها".
- مسؤول كبير بالخارجية الأمريكية أكد للصحفيين أن بلاده لا تؤيد العملية التركية المزمعة في شمال سوريا "بأي شكل من الأشكال".
- المسؤول أوضح أن واشنطن سحبت عددا صغيرا من الجنود، وأنها ما زالت تسيطر على المجال الجوي فوق شمال شرق سوريا.
- المسؤول: ما نقوم به هو سحب بضعة جنود منتشرين على الحدود. إنه عدد صغير للغاية على مسافة محدودة جدا.
- المسؤول: عدا ذلك، لم يتغير وضعنا العسكري في شمال شرق سوريا.
- المسؤول وصف العملية العسكرية التركية بأنها "فكرة في غاية السوء"، مشيرا إلى أنها لن تجعل المنطقة أكثر أمانا من تهديدات تنظيم الدولة.
- المسؤول أضاف أن خطة أنقرة لإعادة توطين اللاجئين في شمال سوريا "أكثر شيء جنونا سمعت به على الأرجح".
مجازفة
- بعد سحب القوات الأمريكية بات الطريق مفتوحا أمام أنقرة لشن هجوم توعد به الرئيس رجب طيب أردوغان ضد المقاتلين الأكراد، الذين تعتبرهم أنقرة "إرهابيين".
- تركيا لوحت منذ أشهر بشن هجوم على مناطق في شرق الفرات تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية، الشريك الرئيسي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في قتال تنظيم الدولة، والذين يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري.
- حسب وكالة الأنباء الفرنسية، يضع الانسحاب الأمريكي "أنقرة أمام تحديات جسيمة وقد ينطوي الانتقال إلى الهجوم على مجازفة كبيرة".
ما الذي تريده تركيا؟
- المقاتلون الأكراد مثلوا رأس حربة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة ونجحوا في دحره من مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، بعد أن حصلوا على دعم من الدول الغربية.
- غير أن أنقرة تعتبر المقاتلين الأكراد "إرهابيين"، تماما مثل تنظيم الدولة، وتعتبرهم امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها على أراضيها منذ 1984.
- أنقرة تعتزم إقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا. والهدف عمليا هو إقامة شريط بعمق 32 كيلومترا وبطول حوالي 500 كيلومتر يمتد من الفرات إلى الحدود العراقية، ويفصل بين الحدود التركية ومواقع وحدات حماية الشعب.
- متحدث باسم الرئيس التركي ذكر أن هذه "المنطقة الآمنة" ستسمح أيضا بإعادة اللاجئين السوريين الذين فروا إلى تركيا منذ بدء النزاع في بلدهم، وبات عددهم يتخطى ثلاثة ملايين.
- ستسمح هذه "المنطقة الآمنة" لأنقرة بتحقيق هدفين، هما: إبعاد "خطر" المقاتلين الأكراد والحد من عدد اللاجئين السوريين في تركيا.
انتصار لأردوغان
- يرى ستيفن كوك من "مجلس العلاقات الخارجية" الأمريكي أن إعلان البيت الأبيض يشكل انتصارا لأردوغان الذي "لم يدخر جهدا لإقناع ترمب".
- جاء الضوء الأخضر من واشنطن في أعقاب مكالمة هاتفية بين ترمب وأردوغان، مساء أمس الأحد، الذي راهن على علاقاتهما الشخصية لنيل تأييد نظيره الأمريكي، بالرغم من المقاومة التي أبدتها الإدارة في واشنطن.
- خبيرة السياسة الخارجية التركية والأستاذة في معهد "سيانس بو" في باريس جنا جبور قالت إنه من وجهة النظر التركية، فإن "الولايات المتحدة بإعطائها (الضوء الأخضر) أعطت الانطباع بأنها (رضخت) للطلبات التركية".
- جبور اضافت أن "هذا بحد ذاته هو انتصار دبلوماسي لأردوغان".
ما الصعوبات؟
- سبق أن نفذت تركيا عمليتين في شمال سوريا منذ 2016، مستهدفة تنظيم الدولة والمقاتلين الأكراد في الأولى، والمقاتلين الأكراد حصريا في الثانية.
- لكن خلافا للعمليتين السابقتين، فإن الهجوم الذي تعتزم أنقرة شنه هذه المرة يستهدف قلب مناطق سيطرة الأكراد الذين يحميهم مقاتلون سلحتهم واشنطن واكتسبوا مهارات قتالية جراء معاركهم مع تنظيم الدولة.
- كما أن العملية العسكرية التي تخطط لها أنقرة أضخم من حيث حجمها الجغرافي.
- جبور أشارت إلى أنه سيترتب على العملية "كلفة اقتصادية، وليس من المؤكد على ضوء الانكماش الاقتصادي الحالي في تركيا، أن يكون البلد يملك الموارد" لذلك.
- جبور أشارت أيضا إلى مخاطر قيام "معارضة داخلية من قبل رأي عام "يزداد تشكيكا في انخراط بلاده في الفوضى السورية".
- جبور رأت أنه كان من الأفضل "لأنقرة الاتفاق مع الولايات المتحدة لإقامة (منطقة آمنة) على حدودها، وهو سيناريو كان سيسمح لها بتقاسم العبء مع واشنطن".
مقاتلو تنظيم الدولة
- القضية الأهم للدول الأوربية التي قاتل عدد من رعاياها في صفوف تنظيم الدولة قبل أن تقبض عليهم القوات الكردية بالمئات عند انهيار التنظيم.
- ترمب يضغط منذ عدة أسابيع على هذه الدول لحضها على استعادة مواطنيها المعتقلين في سوريا، ووصل إلى حد التهديد بإطلاق سراح المقاتلين الأوربيين.
- بإعطاء الضوء الأخضر لهجوم تركي على المقاتلين الأكراد، فإن ترمب يسعى أيضا إلى إلقاء هذا العبء على عاتق تركيا.
- البيت الابيض أعلن في بيانه، مساء الأحد، أن "تركيا ستكون الآن مسؤولة عن جميع مقاتلي تنظيم الدولة في المنطقة الذين ألقي القبض عليهم في السنتين الماضيتين".
- لكن إعلان ترمب المفاجئ يجعل مسألة شائكة تتعلق بآليات انتقال هذه المسؤولية، أمرا غير واضح.
- الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ذكر أن واشنطن وأنقرة ستعملان لتسوية هذه المسألة، من دون أن يشير إلى آلية معينة.
- ستيفن كوك من "مجلس العلاقات الخارجية" الأمريكي قال إنه "سيتحتم على تركيا الآن أن تواجه تنظيم الدولة الذي يظهر بوادر تشير إلى محاولات لتجميع قواه".
- متحدث باسم الرئيس التركي أكد أن بلاده "ستواصل معركتها" ضد تنظيم الدولة ولن تسمح له بالعودة بأي شكل كان.
المصدر
الجزيرة مباشر
وكالات
كلمات مفتاحية