ترمب يعلن عن اتفاق “تاريخي” لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل

رئيس الوزراء الإسرائيلي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد (يسار)

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، اليوم الخميس، أن الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل توصلتا الى “اتفاق تاريخي” حول تطبيع العلاقات يشكل “اختراقا ضخما”.

وكتب ترمب في تغريدة “انفراجة ضخمة اليوم! اتفاق تاريخي للسلام بين دولتين صديقتين عظيمتين لنا هما إسرائيل والإمارات”.

وفي البيت الأبيض، قال ترمب إن المناقشات بين الجانبين اتسمت في بعض الأحيان بالتوتر مشيرا إلى أن اتفاقات مماثلة قيد النقاش مع دول أخرى في المنطقة.

وأضاف ترمب أن مراسم توقيع للاتفاق بحضور وفدين من إسرائيل ومن الإمارات ستعقد في البيت الأبيض في الأسابيع المقبلة.

وقال ترمب “قال الجميع إن هذا الأمر سيكون مستحيلا… بعد 49 عاما ستقوم إسرائيل والإمارات بتطبيع علاقاتهما الدبلوماسية بالكامل. ستتبادلان السفراء والبعثات الدبلوماسية ستبدآن تعاونا في شتى المجالات”.

وقال ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد على تويتر إنه تم التوصل لاتفاق سيوقف مزيدا من الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وقال على تويتر “في اتصالي الهاتفي اليوم مع الرئيس الأمريكي ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين) نتنياهو، تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية. كما اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا إلى علاقات ثنائية”.

واعتبر سفير الإمارات لدى واشنطن يوسف العتيبة أن الاتفاق الذي توصلت إليه بلاده مع إسرائيل يشكل “انتصارا دبلوماسيا” و”تقدما مهما في العلاقات العربية الإسرائيلية”.

وقال العتيبة في بيان نشره موقع السفارة الإماراتية في واشنطن “إعلان اليوم انتصار للدبلوماسية وللمنطقة. إنه تقدم مهم في العلاقات العربية الإسرائيلية”، مشيرا الى أنه “يقضي على الفور بوقف الضم وإمكانية حدوث تصعيد عنيف. ويحافظ على قابلية حل الدولتين كما تدعمه جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي”.

ونشرت وكالة الأنباء الإماراتية “البيان المشترك للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة”، وجاء فيه “نتيجة لهذا الانفراج الدبلوماسي وبناء على طلب الرئيس ترمب وبدعم من دولة الإمارات، ستتوقف إسرائيل عن خطة ضم أراض فلسطينية وفقا لخطة ترمب للسلام”.

وأشادت إسرائيل بالاتفاق ووصفته بأنه “يوم عظيم للسلام”.

وأعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نشر تغريدة ترمب التي أعلن فيها الأخير عن الاتفاق، مرفقا إياها بالقول إنه “يوم تاريخي”.

وقبل إعلان ترمب بفترة قصيرة، ذكرت قناة “كان” العبرية الرسمية، أنّ نتنياهو غادر لفترة وجيزة الاجتماع الوزاري المصغر (الكابينت) الذي عقد في وقت سابق الخميس، بشكل غير متوقع، قائلا إنه يجب أن يهتم بمسألة بالغة الأهمية للمصلحة الوطنية.

وقال نتنياهو عندما عاد للاجتماع‎: “ستعرفون لاحقا سبب مغادرتي”. 

وقال رون ديرمر السفير الإسرائيلي في واشنطن على تويتر “يوم عظيم للسلام! تثني إسرائيل على شجاعة (محمد بن زايد آل نهيان) في اتخاذ قرار تاريخي لانضمام الإمارات إلى مصر (1979) والأردن (1994) في صنع السلام مع إسرائيل. إسرائيل ممتنة بعمق لكل… ما فعله ترمب ليجعل تلك الانفراجة ممكنة”.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للصحفيين الذين يرافقونه في رحلة إلى دول وسط أوربا إن الاتفاق خطوة “كبيرة” للأمام على الطريق الصحيح.

وسيؤدي الاتفاق، الذي لعب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب دور الوساطة فيه، إلى تطبيع كامل للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وقال مسؤولون بارزون بالبيت الأبيض لرويترز إنه بموجب الاتفاق، وافقت إسرائيل على تعليق بسط سيادتها على مناطق من الضفة الغربية كانت تدرس ضمها.

وأضاف المسؤولون أن الاتفاق جاء نتاج مناقشات مطولة بين إسرائيل والإمارات والولايات المتحدة جرى تسريع وتيرتها في الفترة الأخيرة.

وبذلك تكون الإمارات الدولة العربية الثالثة التي توقع اتفاق سلام مع إسرائيل بعد مصر (عام 1979) والأردن (عام 1994).

ويأتي الإعلان عن اتفاق السلام بين تل أبيب وأبو ظبي بعد تصريح نتنياهو ومسؤولين آخرين في أكثر من مناسبة بوجود تقارب مع الإمارات، ومع دول عربية وإسلامية أخرى.

كما زادت وتيرة التطبيع، خلال الفترة الأخيرة، بأشكال متعددة بين إسرائيل والعرب، عبر مشاركات إسرائيلية في أنشطة رياضية وثقافية واقتصادية تقيمها دول عربية، بينها الإمارات.

المصدر : وكالات