“ترمب والمسامير الخمسة”.. الأب مانويل ينتفض للجولان

الأب مانويل مسلم راعي كنيسة اللاتين بغزة سابقا (يمين) مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية

وجه الأب مانويل مسلم راعي كنيسة اللاتين بغزة سابقا وعضو الهيئة المسيحية الإسلامية لنصرة المقدسات، رسالة قاسية للرئيس الأمريكي، اليوم الخميس، جاءت تحت عنوان “ترمب والمسامير الخمسة”.

ونشر الأب مانويل رسالته عبر صفحته على موقع فيسبوك بعدما أقر ترمب اعتراف بلاده بسيادة “إسرائيل” على الجولان السوري المحتل، وعدّ الأب مانويل في رسالته “المسامير الخمسة”، التي دقها ترمب في نعوش كل من “اتفاقية أوسلو والحكومات العربية المطبعة مع إسرائيل والصهيونية والأصولية المسيحية وإسرائيل و السلام العالمي”.

أبرز ما ذكره الأب مانويل:
  • كان ترمب يحمل 5 مسامير وشاكوشًا حين أعلن الجولان السوري المحتل أرضًا إسرائيلية. كان يرسم سياسة جديدة للمنطقة معتمدًا على قوته.
  • هذه السياسة ستلطّخ وجه المنطقة أولًا بالدم، ووجه العالم بالبصاق، ونخشى أن يتبعها الدم.

المسمار الأول

  • دقّه ترمب في نعش اتفاق أوسلو، أي أن الحل السلمي والمشروع الوطني بإقامة دولة على حدود 1967 بدون القدس سلميّاً معناه ماتت أوسلو، فادفنوها في مزابل التاريخ. والآن ليس أمام الفلسطينيين إلا قرار واحد وهو القتال والمقاومة والدم.
  • سقطت قرارات منظمة التحرير السابقة وانهارت معها المنظمة نفسها التي يجب إعادة بنائها وترميمها.
  • هذا القرار الأمريكي وهذا المسمار أعطى الفلسطينيين بصيصًا من الأمل أن قضيتهم لم تمت وأن قرار صفقة القرن لن يقاومها فقط الفلسطينيون بل انضمت إليهم سوريا بالتأكيد من بين العرب والمسلمين وسنقاتل سويًا لاسترداد أرضنا.

المسمار الثاني

  • دقّه ترمب في نعش الحكومات العربية التي تطبّع وتتصالح مع “إسرائيل”. وحفر لها قبرًا جماعيًا بقرب قبر ابن لادن في البحر ليأكلهم السمك.
  • هؤلاء أصرّوا أن يبقوا مقاومين إرادة شعوبهم في تحرير القدس والجولان، أي مسرى النبي عليه الصلاة والسلام كجزء من العقيدة الإسلامية، وأرض الجولان أرض العرب والمسلمين. وستقوم شعوبهم بتصفيتهم وإراقة دمائهم في الشوارع.

المسمار الثالث

  • دقّه ترمب في نعش الصهيونية والأصولية المسيحية التي تؤمن بأن العصر الألفي لمجيء المسيح قد ابتدأ، وأن معركة “هرمجدون” ما بين ملاك الخير ويأجوج ومأجوج (رؤيا يوحنا 20: 8) قريبة وفيها قول بأن ثلثي اليهود سيموتون فيها ويرتد الثلث الباقي للمسيحية ويأتي المسيح ويعيش ألف سنة على الأرض.

المسمار الرابع

  • دقّه ترمب في نعش “إسرائيل” لأن الجولان لن يكون إلا سوريًا عربيًا وأنه بالقوة العسكرية سيُسْتَرَد ما أُخِذ بالقوة، وبذلك فتح مسار حرب إقليمية سيندثر فيها الغازي ويبقى شعب الأرض عليها ويعمرها؛ هذه سُنّة التاريخ “ولا جديدَ تحت الشمس” قالها الأقدمون.

المسمار الخامس

  • دقه ترمب في نعش السلام العالمي، وهنا ربما يكون مقدمة لتحقيق نبوءات السيدة العذراء في مرات ظهورها إلى لوسيا والأطفال في بلدة فاطمة في البرتغال سنة 1917.
  • لوسيا ذكرت أن العذراء قالت لها: يسير الضالون في طريق واسع وسهل يؤدي بهم مباشرة إلى دمارهم الذَري… أرواح كثيرة على حافة الهلاك، أمم عديدة سوف تختفي من على وجه الأرض.
  • الأب مانويل اختتم رسالته بتساؤل: هل زمن يأجوج ومأجوج كان رمزًا عن زمن ترمب ونتنياهو وقد تحقق الآن؟ الله أعلم. لكنني أدعو الناس جميعًا أن يصلّوا من أجل السلام ليقف الله في وجه هذين الرجلين ويُبْطِل مشوراتهما.

ويُعرف الأب مانويل بمقاومته للاحتلال الإسرائيلي ومناهضته للسلطة، ودفاعه المستميت عن القدس وعن المقاومة الفلسطينية ورجالها، كما عرف بمطالباته المتكررة بإنهاء الانقسام ورص الصفوف في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهو صاحب الجملة المشهورة “إن هدموا مساجدكم ارفعوا الأذان من كنائسنا”، حيث قالها أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في العام 2014.

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوقع على قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة (رويترز)
خلفيات:
  • الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وقّع الإثنين الماضي، قرارًا يعترف بسيادة “إسرائيل” على هضبة الجولان السورية التي احتلتها عام 1967 وضمتها عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ورأت دمشق في هذا القرار “اعتداء صارخاً على سيادة ووحدة أراضي” سوريا.
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سعى منذ فترة طويلة للحصول على اعتراف ترمب بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل، ويرى محللون أن اعتراف ترمب هو بمثابة هدية لحملة نتنياهو الانتخابية قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في التاسع من أبريل/نيسان.
  • سبق أن اعترف ترمب في ديسمبر/ كانون الأول 2017 بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل قبل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها في مايو/آيار 2018، في اليوم الذي يوافق ذكرى قيام ما بات يعرف بدولة “إسرائيل” على أرضٍ فلسطينية محتلة، عام 1948.
  • احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان السورية خلال حرب عام 1967، وأقر الكنيست (البرلمان افسرائيلي)، في 1981، قانونًا بضمها إلى “إسرائيل”. ولا يزال المجتمع الدولي يتعامل مع الجولان على أنها أراضٍ سورية محتلة.
  • سوريا حاولت استرداد المرتفعات المحتلة في حرب عام 1973. ووقعت “إسرائيل” وسوريا اتفاق هدنة عام 1974 ومنذ ذلك الحين يسود الجولان هدوء نسبي.
  • في عام 2000 أجرت “إسرائيل” وسوريا أرفع محادثات بينهما بشأن احتمال عودة الجولان وتوقيع اتفاق سلام. لكن المفاوضات انهارت وفشلت المحادثات التي تلتها.
المصدر : الجزيرة مباشر