ترمب والسعودية.. تاريخ من الإهانات

الرئيس الأمريكي دونالد مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

في أبريل/ نيسان الماضي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إن هناك دول ستسقط خلال أسبوع إذا رفعت عنها الولايات المتحدة الحماية.

في ذلك الوقت زعم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن ترمب كان يقصد دولة قطر بهذا التصريح، مطالبا إياها بدفع “ثمن وجود القوات العسكرية الأمريكية في سوريا وأن تقوم بإرسال قواتها العسكرية إلى هناك قبل أن يلغي الرئيس الأمريكي الحماية الأمريكية لدولة قطر والمتمثلة بوجود القاعدة العسكرية الأمريكية على أراضيها”.

لكن الأيام تمر ويكرر ترمب نفس التصريح بالضبط لكنه يذكر صراحة اسم الدولة التي يقصدها، ليتضح أنها المملكة العربية السعودية دون غيرها.

تصريحات ترمب الأخيرة
  • كان ترمب قد كشف عن فحوى مكالمة هاتفية بينه وبين الملك سلمان بن عبد العزيز قبل يومين، حذر فيها العاهل السعودي من أنه لن يبقى في السلطة “لأسبوعين” دون دعم الجيش الأمريكي.
  • ويوم السبت الماضي قال ترمب خلال تجمع لمؤيديه في ولاية فرجينيا إنه أبلغ الملك سلمان أنه من دون الولايات المتحدة “الرب وحده يعلم ماذا سيحدث” للمملكة، قائلا إن بلاده يجب أن تحصل في مقابل “الأمان” الذي توفره للسعودية على حصة من تريليونات الدولارات من خزائن السعودية.
صمت رسمي وتبرير إلكتروني
  • لم تكن تلك التصريحات المهينة التي كررها ترمب مرتين خلال 4 أيام فقط عن السعودية هي الأولى، فلترمب تاريخ طويل من التصريحات التي تحط من قدر السعودية وتهزأ منها ومن الأموال الطائلة التي تمتلكها وكذلك عجزها عن الدفاع عن نفسها دون حماية أمريكا.
  • اللافت أن هذه التصريحات الأمريكية تقابل بصمت مطبق من المسؤولين السعوديين، الذين تجنبوا الرد عليها مقابل الرد العنيف الذي أبدوه ضد كندا عندما انتقدت الأخيرة أوضاع حقوق الإنسان في السعودية.
  • في المقابل ظهرت بعض المحاولات التبريرية لتلك التصريحات من جانب مغردين سعوديين، زعموا خلالها أن ترمب يخدع الشعب الأمريكي بتلك التصريحات وأنها غير صحيحة، كما زعم البعض الآخر أنها تصريحات “طبيعية” وأن ترمب تحدث عن دول أخرى بنفس الأسلوب مثل أوربا واليابان وكوريا، وهو ما اعتبره بعض المعلقين بمثابة اعتراف بالإهانة وتبريرها بأنها إهانة موجهة للجميع وليست للسعودية فقط.

 

تاريخ من الإهانات

للرئيس الأمريكي تاريخ من التصريحات التي يمكن اعتبارها مهينة بحق المملكة، منها على سبيل المثال:

  • في أبريل/ نيسان الماضي، كشفت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن ترمب هاجم مسؤولين من السعودية والإمارات، بسبب عدم تقديمها موارد كافية لمحاربة تنظيم الدولة في سوريا، ونقل التقرير عن ترمب قوله إن “الملوك الأغنياء لهذه الدول سيضطرون إلى التخلي عن طائراتهم الخاصة ونمط حياتهم الفخم حال انسحاب أمريكا من المنطقة”. وقال ترمب لمسؤولين سعوديين “إنكم من دوننا ما كنتم لتستمروا في مواقعكم مدة أسبوعين، ولكنتم انتقلتم إلى رحلات تجارية عادية (بدل طائراتكم الخاصة)”.
  • خلال زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن في مارس/ آذار الماضي، قام ترمب بإحضار لوحة عليها المبالغ التي دفعتها أو ستدفعها السعودية للحصول على صفقات سلاح من أمريكا، معتبرا أن تلك المبالغ ضئيلة بالنسبة للمملكة.
  • في أبريل/ نيسان 2017 قال ترمب في حوار مع وكالة رويترز “بصراحة السعودية لم تعاملنا بعدالة، لأننا نخسر كماً هائلاً من المال للدفاع عن السعودية”.
  • في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 انتقد ترمب الرئيس السابق باراك أوباما بسبب عدم استقبال أي مسؤول سعودي له في المطار عند ذهابه في زيارة إلى المملكة، قائلا إنه لو كان الرئيس ولم يجد الملك في استقباله بالمطار فإنه سيغادر المكان ويعود أدراجه فورا، واصفا السعودية بأنها من الدول التي ليست ذات اعتبار.
  • في يوليو/ تموز 2016، قال ترمب المرشح الرئاسي وقتها إنه يحب السعوديين لأنه ربح الكثير من المال منهم، مضيفا “هم يشترون مني الكثير، الكثير من الألعاب من ترمب، ويدفعون لي الملايين ومئات الملايين، لكن هل تعلمون؟ أنهم يصنعون مليار دولار يوميا يا أصدقاء. وعندما يقعون في ورطة، فإن جيشنا يهتم بهم، ولا نحصل على شيء في المقابل”.
  • في ديسمبر/ كانون الأول 2015، رد ترمب على رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال قائلا “الأمير البليد الوليد بن طلال يريد التحكم بالسياسيين الأمريكيين بأموال والده. لن يتمكن من فعل ذلك عندما أفوز بالانتخابات” بعد أن وصف الوليد ترمب بأنه “عار على الحزب الجمهوري وأمريكا” قبل أن يسارع لتقديم التهنئة للأخير عقب فوزه بالانتخابات.

  • في أغسطس/ آب 2015، قال ترمب في حوار مع قناة (إن بي سي) إن السعودية دولة ثرية ويجب أن تدفع مقابل تحالفها الدبلوماسي مع الولايات المتحدة. مضيفا “سواء أحببنا ذلك أم لم نحببه، لدينا أشخاص دعموا السعودية.. أنا لا أمانع بذلك ولكننا تكبدنا الكثير من المصاريف دون أن نحصل على شيء بالمقابل.. عليهم أن يدفعوا لنا” وتابع “السبب الرئيسي لدعمنا للسعودية هو حاجتنا للنفط، ولكننا الآن لا نحتاج كثيرا إلى نفطهم، وبحال تغيّر الحكم بأمريكا فقد لا نحتاج نفطهم على الإطلاق ويمكننا ترك الآخرين يتصارعون حوله”. وهي تصريحات قالها قبل ذلك في حوار مع شبكة سي إن إن في يناير/ كانون الثاني من نفس العام.
  • كتب ترمب تغريدة على تويتر في سبتمبر/ أيلول عام 2014 قال فيها “المملكة العربية السعودية لا تملك أي شيء سوى الألسنة، التخويف.. جبناء يملكون المال، ولا يملكون الشجاعة”.

  • وصف ترمب السعودية في كتابه “لنجعل أمريكا رقم 1 مرة أخرى” الصادر عام 2011 السعودية بأنها “أكبر ممول للإرهاب في العالم”.

ومن الصعوبة بمكان حصر كافة التصريحات التي وجهها ترمب ضد السعودية خلال الأعوام الماضية، لكن معظمها تدور حول نفس المضمون القائل إن السعودية دولة ثرية وإن الولايات المتحدة تحميها وإنه يجب على المملكة أن تدفع الكثير مقابل تلك الحماية وإلا فإنها ستنهار.

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام + وكالات