تركيا: اليونان تختلق المشاكل في المنطقة وتدعمها

وزير الخارجية التركي مولود شاووش أوغلو مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس على هامش منتدى الأمن العالمي في براتيسلافا

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي، إن اليونان هي سبب كافة المشاكل في المنطقة.

جاء ذلك في بيان صادر عن أقصوي، الجمعة، في معرض انتقاده تصريحات وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، خلال زيارته إلى أرمينيا مؤخرا.

وأضاف أقصوي أن تصريحات وادعاءات الوزير اليوناني بحق تركيا، تعتبر دليلا جديدا على اتباع أثينا سياسة التصعيد والتوتر ضد أنقرة، بدلا من الحوار وحسن الجوار والتعاون.

وأردف أن “هذه المزاعم لن تخفي الحقائق التاريخية، مضيفا يجب على اليونان ألا تنسى الفظائع التي ارتكبتها في الأناضول، واضطرت إلى دفع تعويضات بسببها”.

وتابع “كما ينبغي أن تقرأ (اليونان) التاريخ بشكل صحيح، وعليها التخلي عن فكرة ميغالي، ومعاداة الأتراك”.

وشدد أقصوي على أن تركيا هي القاسم المشترك لحلول كافة الأزمات في المنطقة، في حين أن اليونان تختلق المشاكل في المنطقة وتدعمها.

وأضاف أن “اليونان تدعم نظام الأسد الظالم في سوريا، والانقلابي حفتر في ليبيا، والاحتلال الأرميني في إقليم قره باغ، وكافة التنظيمات الإرهابية المعادية لتركيا،بما في ذلك فتح أبوابها لاستقبال إرهابييها”.

وزاد “اليونان حولت بحر إيجة إلى مقبرة لطالبي اللجوء، وتتبع سياسات توسعية في إيجه وشرق المتوسط”.

وأكد أنه يجب على وزير الخارجية اليوناني التمييز بين المحتل والضحية في قره باغ والمناطق الـ 7 المحيطة بها.

كما دعا أقصوي المجتمع الدولي إلى إدانة أرمينيا لاحتلالها الأراضي الأذربيجانية رغم قرارات مجلس الأمن الداعية لإنهائه والانسحاب من تلك المناطق من دون شروط مسبقة.

“استفزازات”
سفينة التنقيب التركية عروج رئيس

 

من جانبه انتقد رئيس المجلس الأوربي شارل ميشال الجمعة استئناف تركيا التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، مندداً بما اعتبرها “استفزازات”، في ختام قمة في بروكسل.

وقال ميشال “نندد بتصرفات واستفزازات تركيا الأحادية”، مؤكدا أن الاتحاد الأوربي يعتزم درس الوضع في ديسمبر/ كانون الأول للنظر في عقوبات ضد أنقرة.

وناقش القادة الأوربيون هذا النزاع خلال قمة في بروكسل، بعدما أعادت تركيا سفينة أبحاث إلى مياه شرق المتوسط.

وقال الزعماء الـ 27 في بيان قمتهم إن الاتحاد الأوربي “يأسف لتجدد الإجراءات الأحادية والاستفزازية من جانب تركيا في شرق البحر المتوسط، بما في ذلك النشاطات الاستكشافية الأخيرة”.

وحضوا تركيا على التراجع عن خطوتها الأخيرة، وأكدوا مجددا “تضامنهم الكامل” مع اليونان وقبرص العضوين في الاتحاد الأوربي.

وقالت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل “اتفقنا على أنّ الخطوات الأحادية الأخيرة التي اتخذتها تركيا، وهي طبعاً استفزازية، تؤجج التوتر مجدداً بدلاً من تهدئته”.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سبق أن ساند اليونان وذهب إلى حد إجراء مناورات عسكرية في المتوسط في عرض قوة، فقال إن أوربا على استعداد للتحدث إلى أنقرة.

لكنه نبه قائلا “لن تنازل عن أي شيء أمام هذه الاستفزازات”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركي حامي أكصوي في وقت لاحق الجمعة إن وصف الاتحاد الأوربي تحركات تركيا بـ “الاستفزاز” أمر “لا يبعث على المفاجأة” نظرا للنهج “المعتاد المتحيز والمنحاز” للتكتل.

لكنه شدد على أن “لغة التهديدات لن تنجح ضد تركيا”، داعيا إلى مقترحات لحل المسألة “بطريقة غير منحازة ومفيدة للطرفين”.

وأجرى قادة الاتحاد الأوربي نقاشا مطولا حول علاقاتهم مع أنقرة في قمة عقدت قبل أسبوعين، لكن أثينا ونيقوسيا أعادتا إثارة موضوع التنقيب التركي عن الطاقة في شرق البحر المتوسط.

وبعد خطوة مماثلة في أغسطس/ آب أثارت خلافا، أعادت أنقرة إرسال سفينة “عروج ريس” إلى المياه الاستراتيجية بين قبرص وجزيرتي كريت وكاستيلوريزو اليونانيتين.

ووصفت الولايات المتحدة وألمانيا، وكلاهما حليفتان في حلف شمال الأطلسي لليونان وتركيا، مهمة التنقيب عن الغاز بأنها “استفزاز” وحضّتا أنقرة على سحب السفينة.

لكن رغم ذلك، قال ميشال إنه لن يكون هناك تغيير في الاستراتيجية المتفق عليها في القمة الأخيرة.

وبموجب هذه الاستراتيجية، يرصد الاتحاد الأوربي عن كثب تحركات تركيا في شرق البحر المتوسط وسيقرر إجراء محتملا خلال قمة يفترض إقامتها في ديسمبر/ كانون الأول.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات