تحليل: هل يكون مايك بنس الرئيس القادم للولايات المتحدة؟

مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي

يُعد الخمسيني ذو الوجه الذي يصعب ضبط انفعالاته، ويكسو الشعر الأبيض رأسه، البديل التلقائي للرئيس الأمريكي دونالد ترمب حال إقالته.

فقبل سنة بالضبط، عُرف اسم حاكم ولاية إنديانا مايك بنس في جميع أنحاء العالم، بفضل دونالد ترمب الذي اختاره مرشحا لمنصب نائب الرئيس، وكسب بنس الرهان إذ أصبح في يناير/كانون الثاني، النائب الثامن والأربعين للرؤساء الأمريكيين.

ويرى محللون أن كل شيء يفصل الرجل عن الرئيس دونالد ترمب، فهو أحد المسيحيين المتشددين المحافظين، فيما يستهتر ترمب بالمدارس العقائدية، وهو أيضا أكثر صلابة وانضباطا من رئيسه المعروف باندفاعه ويصعب التكهن بردود فعله.

ويعتقد مراقبون أن هذه الرزانة وثبات الشخصية جعلا منه واحدا من أبرز شخصيات واشنطن، ويحترمه كثير من النواب الجمهوريين الذين أوقعتهم سياسة ترمب في حيرة، فكل أسبوع تقريبا، يقوم مايك بنس الذي اتخذ مكتبا في مجلس النواب، بجولة مكوكية بين البيت الأبيض والكونغرس “لطمأنة ” النواب الذين يجدون صعوبة في فهم سياسة السلطة التنفيذية.

ولم يعد مايك بنس -58 عاما-الذي يبدي ولاء مطلقا للرجل الذي أخرجه من الظل، يأبه للأقاويل، ففي مايو/أيار، شكل اثنان من المقربين منه لجنة عمل سياسي، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز يجمع العاملون فيها المال ويمكن أن تكون مفيدة جدا لتمويل ترشيح محتمل.

وبدأ نائب الرئيس أيضا بتوجيه دعوات إلى العشاء في مسكنه الرحب بواشنطن، إلى كبار المانحين الجمهوريين، ويمكن أن تكون هذه اللقاءات أيضا مفيدة في الوقت المناسب.

تؤدي التحقيقات حول تواطؤ محتمل بين أعضاء من فريق حملة دونالد ترمب ومقربين من السلطة الروسية خلال الحملة الرئاسية الأمريكية، إلى إضعاف الرئيس الأمريكي، ولا يتردد بعض الديمقراطيين في الدعوة إلى إقالته.

لكن هذا الاحتمال لا يزال بعيدا جدا، ما دام الجمهوريون في هذه المرحلة مع ترمب، لكن السحب الروسية لا تتبدد، ويتخوف كثيرون من خلاصات تحقيقات المدعي الخاص روبرت مولر.

وإذا ما حصلت الإقالة، يصبح مايك بنس عاشر نائب رئيس في التاريخ يبلغ قمة السلطة من دون أن ينتخب رئيسا، وكان الأخير جيرالد فورد في 1974 بعد استقالة ريتشارد نيكسون.

وقد حرص مايك بنس هذا الأسبوع على النأي بنفسه عن الابن البكر للرئيس، دونالد جونيور، الذي التقى محامية روسية العام الماضي آملا في أن تزوده بمعلومات تسيء الى هيلاري كلينتون.

 لكن بنس ليس معزولا بالكامل عن القضية، فقد ترأس في الواقع فريق الانتقال الرئاسي في 2016. وخدعه على ما يبدو أحد مستشاري ترمب، مايكل فلين الذي أخفى عنه جزءا من محادثاته مع السفير الروسي في واشنطن.

وتعرضت صدقية بنس أيضا لضربة بعد الكشف عن لقاء ابن ترمب مع المحامية الروسية، لأن بنس كان قد أكد علنا عدم حصول أي اتصال مع الروس خلال الحملة.

وقال “بول بيك ” الخبير السياسي في جامعة أوهايو لوكالة فرانس برس: “لكن إذا تحول الخلاف حول روسيا إلى مشكلة خطيرة جدا لإدارة ترمب، سيجد بنس نفسه في مواجهة مع بقية أعضاء الفريق”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع فرنسية