تحليل لواشنطن بوست: هل هناك ربيع عربي جديد يلوح في الأفق؟

تزايد الاحتجاجات في الجزائر مع ترشح بوتفليقة للعهدة الخامسة

استعرض تحليل بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية المشهد الحادث حاليًا في المنطقة العربية، متسائلًا إذا ما كان يلوح في الأفق ربيع عربي جديد في المنطقة.

التحليل أعده المراسل في الشؤون الدولية ايشان ثارور، مستعرضًا المشهد في السودان والجزائر بصورة خاصة.

أبرز ما جاء في التحليل:
  • الأسابيع الأخيرة شهدت مظاهرات حاشدة ضد اثنين من الحكام الذين يتولون مقاليد السلطة منذ فترة طويلة في السودان والجزائر.
  • المظاهرات الحاشدة والمستمرة منذ ثلاثة أشهر دفعت الرئيس السوداني عمر البشير إلى إعلان حالة الطوارئ لمدة عام وحل الحكومة وعزل حكام الولايات في مسعى لتعزيز سلطته.
  • في ظل تواصل المظاهرات في السودان يضعف موقف البشير.
  • هناك من يرى أن نهاية حكم البشير المستمر منذ ثلاثة عقود تلوح في الأفق.
  • كثيرون من المتظاهرين السودانيين في الشوارع يرون قرار البشير الأسبوع الماضي بأنه خطأ كلاسيكي كرره القادة المستبدون الذين تمت الإطاحة بهم، ويرفع ذلك من آمال المتظاهرين في أن أيام البشير باتت معدودة.

  • من ناحية الأخرى، في الجزائر، زادت الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد على مدى الأسبوعين الماضيين، داعية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للتخلي عن خوضه الانتخابات الرئاسية لفترة خامسة في أبريل/نيسان المقبل.
  • بوتفليقة بلغ 82 عامًا هذا الأسبوع ويتولى مقاليد السلطة في البلاد منذ عام 1999.
  • أصيب بوتفليقة بجلطة دماغية في عام 2013 جعلته يستخدم كرسيًا متحركًا، ولم يتحدث علانية منذ سبع سنوات.
  • صحة بوتفليقة المعتلة تقدم نوعًا من الاستعارة عن شيخوخة متجذرة في الجزائر.
  • منذ الفوز باستقلال تامٍ عن فرنسا في عام 1962، لم تتخل جبهة التحرير الوطني في الجزائر عن الحكم.
  • بوتفليقة على رأس ما يصفه النقاد بنظام قديم يدعمه كبار ضباط الجيش والاستخبارات ومجموعة من رجال الأعمال.
  • حكومة بوتفليقة حمت نفسها في عام 2011 إبان ثورات الربيع العربي من خلال إعانات سخية لتهدئة التوترات الاقتصادية.
  • انخفاض أسعار النفط العالمي أجبرت الحكومة الجزائرية على خفض إنفاقها الاجتماعي.
  • بعد ثماني سنوات من الربيع العربي، الجزائريون ربما يكونون مستعدين لثورة جديدة.

  • محللون يحذرون من الإعلان عن ظهور ربيع عربي جديد، على الأقل لأن الاضطرابات في السودان والجزائر تجري في سياقات مختلفة.
  • في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ظروف الاضطرابات الكبرى لا تزال قائمة وربما تتفاقم.
  • التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها كل نظام شرق أوسطي تقريبًا اليوم أسوأ من حيث حجمها عما كانت عليه في عام 2011 – وما زالت العوامل الهيكلية التي تمكن العدوى الاحتجاجية قوية.
  • الأحداث في الجزائر والسودان جزء من “تسلسل أوسع من حركات احتجاج شعبية ضربت أكثر من ثلث بلدان المنطقة على مدار السنتين الماضيتين، بما في ذلك احتجاجات كبرى مناهضة للفساد والحكومة في الأردن والعراق وتونس وإيران.
  • الحكومتان في العراق والجزائر لديهما إرث طويل ووحشي من القمع.
  • رسمت الحكومة في الجزائر، على وجه الخصوص، نفسها لعقود من الزمن كحصن ضد الجماعات الإسلامية المتشددة في شمال أفريقيا.
  • أدت صورة الحكومة الجزائرية كمثبت أساسي للاستقرار الإقليمي وشراكتها في عمليات “مكافحة الإرهاب” مع الحكومات الأوربية إلى دفع الكثيرين في الغرب إلى التغاضي عن قصورها الديمقراطي وخنقها للمعارضة.
(أسوشيتد برس)

 

  • منذ ثورات الربيع العربي في عام 2011، تحركت الأنظمة الملكية في شبه الجزيرة العربية خاصة في الرياض وأبو ظبي إلى قمع الحركات الإسلامية والحركات المطالبة بالديمقراطية في مناطق مختلفة من العالم العربي بدعوى الحاجة إلى استعادة النظام. ومددت دعمها المتواصل للحكام الأقوياء مثل البشير متجاهلين سجلاتهم المروعة.
  • على الرغم من القدرات الحقيقية الواسعة لتلك الأنظمة لقمع المعارضة فإن بقائهم بات أمرًا مستبعدًا.
  • حلفاء بوتفليقة يأملون في كسب مزيد من الوقت خلال استعدادهم لرحيله النهائي، لكن شرعيتهم تواجه تحديًا من جيل شاب غاضب ومتحرر من الوهم يدرك تماما عجز بوتفليقة.
  • في السودان، خبراء يحذرون من أن البشير ربما يجد أن قراره بتسليم السلطة مؤقتًا لوكلاء عسكريين هو نهاية له.
المصدر : الجزيرة مباشر