تحذير من تمويل إماراتي لمشروع استيطاني ضخم في القدس المحتلة

متطرف يهودي ينظر إلى مدينة القدس
مدينة القدس

أعرب مسؤول حقوقي بالقدس المحتلة عن مخاوف الفلسطينيين من دعم إماراتي لمشروع استيطاني إسرائيلي ضخم، من شأن تنفيذه تغيير المعالم العربية لمدينة القدس الشرقية.

وبرزت المخاوف الفلسطينية إثر إعلان فلر حسن-ناعوم، نائبة رئيس البلدية الإسرائيلية في القدس، وجود تحمس إماراتي لتمويل المشروع الذي تطلق عليه إسرائيل وادي السيلكون.

وكانت ناعوم قد زارت الإمارات الأسبوع الماضي، وأعلنت لاحقا في مقابلة مع صحيفة ماكور ريشون الإسرائيلية، أنها طرحت المشروع على مسؤولين ورجال أعمال إماراتيين، حيث وجدت حماسة له.

ووصفت ناعوم المشروع، الذي يتضمن إقامة فنادق ومعاهد تكنولوجيا حديثة ومرافق اقتصادية إسرائيلية، بأنه مفيد للفلسطينيين في القدس الشرقية.

تهويد المدينة

لكن الجانب الفلسطيني يؤكد أن المشروع الذي سيقام على أنقاض أكثر من 120 ورشة تصليح سيارات، ومحل تجاري فلسطيني، سيغير معالم المدينة العربية في إطار المشروع الإسرائيلي الهادف إلى تهويد المدينة.

زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق القانونية والاجتماعية، قال: المشروع خطير وهو يأتي في سياق مخطط إسرائيلي أوسع، يهدف إلى تغيير المعالم العربية لمدينة القدس وتهويدها.

وأضاف: الأخطر هو إعلان المسؤولة الإسرائيلية، المعروفة بمواقفها اليمينية المتشددة، أنها وجدت حماسة في الإمارات لتنفيذ هذا المشروع التهويدي.

وسلمت البلدية الإسرائيلية أصحاب الورش والمحال التجارية بالمنطقة الصناعية في وادي الجوز، منتصف العام الجاري، قرارات بهدم محالهم وورشهم في المنطقة حتى نهاية العام الجاري.

وندد الفلسطينيون بالمشروع الذي حاول رئيس البلدية الإسرائيلية موشيه ليون، الترويج له، من خلال الزعم بأنه مفيد لسكان القدس الشرقية الفلسطينيين.

وقال الحموري: المشروع ليس جديد ولكن البلدية الإسرائيلية طرحته بقوة في الأشهر الماضية، وهم يحاولون إيجاد تمويل له بقيمة تصل إلى ما بين 600-700 مليون دولار.

وزاد: فضلا عن هدم المحال والورش الفلسطينية القائمة منذ عقود، فإن المشروع يهدف إلى ضرب الفنادق الفلسطينية بالقدس الشرقية وهو يشجع تعليم المنهاج الإسرائيلي من أجل الالتحاق بالمعاهد التكنولوجية التي سيشملها، ويضرب الاقتصاد الفلسطيني في القدس الشرقية، وهو سيدار من قبل إسرائيليين.

مال إماراتي مغموس بالدم الفلسطيني

المشروع هو جزء من مشروع استيطاني أكبر، بدأ منذ سنوات في المناطق القريبة مثل الشيخ جراح، حيث تم الاستيلاء على عشرات المنازل الفلسطينية، وبالقرب منه، المقر العام للشرطة الإسرائيلية ومقر وزارة الداخلية الإسرائيلية.

وحذّر إقليم حركة فتح في القدس، من المال الإماراتي المغموس بالدم الفلسطيني، والذي يأتي عبر بوابة الاحتلال في وقت توصد الأبواب أمام القيادة الفلسطينية ويمنع النشاط الفلسطيني في القدس.

كما لفت أمين سر إقليم فتح بالقدس شادي مطور في تصريح خلال وقت سابق من الأسبوع الجاري، إلى اتفاقيات الشراكة بين بلدية الاحتلال والحكومة الإماراتية، لمشاريع استيطانية جاري أو مخطط إنشاؤها على أراضي الشيخ جراح والمصرارة ووادي الجوز.

وقال: سيتم رفع الغطاء القانوني والعشائري عن كل من يرضى لنفسه التعامل مع هذه المشاريع بصورة مباشرة او غير مباشرة.

وتابع المطور: إن المطبعين العرب كشفوا عوراتهم، وعروا أنفسهم ولن يجدوا في القدس مرحباً بنهجهم الوضيع.

وحي وادي الجوز، من المناطق الحساسة في مدينة القدس الشرقية لقربه من أسوار البلدة القديمة.

وتعود الأرض المنوي إقامة المشروع الاستيطاني الإسرائيلي عليها، لعائلة الخطيب المقدسية، ولكن العائلة أكدت في يونيو/حزيران الماضي، أن البلدية الإسرائيلية لم تتشاور معها بشأن المشروع، وأنها ترفض مصادرة إسرائيل للأرض من أجل إقامة المشروع عليها.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر