تحالف الأعداء.. أسباب انقسام التحالف السعودي الإماراتي

فوكس نيوز: الإمارات غيرت مسارها في اللحظة الأخيرة وطلبت من السعودية الامتناع عن دعم الاتفاق

قد يبدو لكثيرين أن الصراع في اليمن، بين دولتي التحالف السعودية والإمارات غير منطقي، فالأهداف المعلنة لتدخل الدولتين، نصرة الحكومة برئاسة عبدربه منصور هادي، ومكافحة الحوثيين.

ما الأسباب التي قادت للخلاف بين الحليفين؟
  • بعد سيطرة الحوثيين على مناطق شاسعة من اليمن نهايات العام 2014 وحتى مطلع العام 2015، بما في ذلك العاصمة صنعاء، فر أعضاء  حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عدن في الجنوب.
  • وسط الحرب، غادر هادي عدن إلى الرياض، ومن هناك، قادت الحكومة في المنفى المواجهة ضد الحوثيين، بدعم من السعودية والتحالف الإقليمي الذي أنشأته مع جارتها الإمارات في مارس/آذار 2015، ضد الحوثيين.
الاستراتيجية الإماراتية
  • بدعم من دولة الإمارات، قام الانفصاليون في نهاية المطاف بتأسيس المجلس الجنوبي الانتقالي، الذي أصبح القوة الرئيسية لاستقلال الجنوب.
  • أضيف إلى قوة المجلس قوات الحزام الأمني، الذي أنشأته الإمارات كقوة عسكرية للدفاع عن حدود المحافظات الجنوبية ضد هجمات الحوثيين، وتتعاطف قوات الحزام الأمني مع المجلس الانتقالي وتنشط نيابة عنه  في محافظات عدن وأبين وشبوة.
  • استولى المجلس الانتقالي على القصر الرئاسي في عدن في 10 من أغسطس/آب، ودعا إلى إقامة دولة مستقلة في الجنوب، وأكد زعيمه، عيدروس الزبيدي، على أن جهود إعادة توحيد اليمن ستستعيد ببساطة الوضع الذي أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية الحالية، وبالتالي يجب أن يستعيد الجنوب استقلاله.
  • يرى الزبيدي أن تقسيم الشمال والجنوب في اليمن يعكس الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي والتاريخي، وهو أمر طبيعي أكثر من اليمن الموحد، وقد دعا بالفعل الهيئات الدولية وكذلك حكومة هادي والسعوديين إلى الامتثال لإعادة إنشاء الدولة الجنوبية.
  • كانت المواجهات بين حكومة هادي المدعومة من السعودية والمجلس الانتقالي ذات طبيعة عسكرية في محافظتي أبين وشبوة، وعلى الرغم من التصريحات بسحب قواتها من عدن ودعوات التحالف للشروع في مفاوضات، استمرت المناوشات بين القوتين.
قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات في مواقع حكومية في محافظة أبين
من المتضرر من استراتيجية فصل الجنوب عن الشمال؟
  • لا تخدم دولة جنوبية مستقلة المصالح السعودية ولا مصالح حكومة هادي، خاصةً عندما تظل معظم المناطق الشمالية السابقة تحت سيطرة الحوثيين، وتعتبر السعودية الحوثيين امتدادا لإيران في اليمن، وبالتالي فهي غير قادرة على قبول حكمهم في أي جزء من اليمن.
  • يشكل حل الانفصال وقيام دولتين واحدة في الشمال وأخرى في الجنوب، مصلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة فمن خلال إنشاء دولة جنوبية تسعى الإمارات لزيادة نفوذها على المناطق الساحلية في اليمن من أجل تخفيف حدة المنافسة الاقتصادية لموانئها في دبي وأبو ظبي.
  • وكذلك توسيع أنشطتها في الدول الأفريقية القريبة، بالإضافة إلى ذلك، فإن قيام دولة في جنوب اليمن قد يمكّن دول الخليج الأصغر من تكوين علاقات ووضع سياسات خارج سياق الصراع الإيراني السعودي.
  • من جهة أخرى فمع وجود الحركة الجنوبية ومؤيديها الذين يسعون جاهدين لإقامة دولة جنوبية مستقلة، فإن المجلس الانتقالي يواجه تحديات من داخل الجنوب.
  • فعلى سبيل المثال، دفع الاعتراض على طريقة عمل قوات المجلس التعسّفية في منطقة شبوة بعض المقاتلين في شبوة -والذين يدعمون من حيث المبدأ استقلال الجنوب- إلى الانضمام إلى قوات هادي.
استراتيجية السعودية
  • تعكس الخلافات بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والقوات التي تدعمها في اليمن المصالح المتباينة للبلاد.
  • السعودية مهتمة في المقام الأول بالتهديد الذي يمثله الحوثيون المتمركزون في شمال اليمن، لأنهم قريبون جغرافيا من المملكة ويكنّون العداء للسعودية، كما يتضح من الهجمات الحوثية المستمرة على أهداف استراتيجية مدنية وعسكرية في السعودية.
  • للتخفيف من هذا التهديد، كانت الرياض على استعداد للتعاون مع مختلف القوى، بما في ذلك حزب الإصلاح الإسلامي اليمني، الذي كانت المملكة العربية السعودية قد وصفته سابقا باسم منظمة “إرهابية”. بينما في المقابل، ترى الإمارات أن القوى الإسلامية هي التهديد الرئيسي لاستقرارها وأمنها القومي، وتهدد حرية الملاحة في بحر العرب وحول مضيق باب المندب.
مستقبل العلاقة السعودية الإماراتية
  • من المهم أن نرى كيف تؤثر التطورات الأخيرة في الحملة في اليمن على العلاقات بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد الإمارات محمد بن زايد، ويعتبر تعاونهما السياسي والعسكري في اليمن شهادة على العلاقات القوية بين البلدين.
  • فهل يعني (أو يساهم) إعلان انسحاب القوات العسكرية الإماراتية من اليمن تدهور العلاقات بين البلدين، أم أن آثار الانسحاب تقتصر على المسرح اليمني فحسب؟
  • الانسحاب من اليمن يدل على رغبة دولة الإمارات العربية المتحدة في أن تنأى بنفسها عن حملة اليمن التي تقودها السعودية، بسبب النقد الذي وجدته في الكونغرس الأمريكي والسعي لتخفيض خسائرها في النزاع الطويل من أجل تركيز الانتباه والموارد على تهديد آخر هو إيران.
سيناريو تخلي الإمارات عن السعودية في مواجهة الحوثي
  • إضافة إلى ذلك، فإن الانسحاب العسكري لدولة الإمارات سيجعل من الصعب على السعوديين القتال ضد الحوثيين، حيث إن الجزء الأكبر من القتال البري كان من قِبل الإمارات ومرتزقة من الصومال وكولومبيا .. والقوات المحلية.
  • في حملة صعبة بالفعل، سيؤدي فقدان شريكها الأكثر كفاءة إلى تعقيد الوضع بالنسبة للسعودية وقد يجبرها على البحث عن حل تفاوضي مع الحوثيين.
  • هذا الموقف الضعيف يمثل مشكلة بالنسبة للمملكة حيث تسعى إلى التراجع بعد توسع الحوثيين في هجماتهم على أهداف في المملكة بالإضافة إلى بدء تطور علاقاتهم مع إيران (بما في ذلك تعيين سفير لإيران مؤخرا).
  • من المحتمل أن يكتسب الحوثيون شجاعة إضافية جراء التفكك الفعلي للتحالف وكذلك الأضرار التي لحقت بصورة السعودية نتيجة لحملتها العسكرية التي أدت إلى كارثة إنسانية في اليمن.
  • من أجل التصالح مع واقع جديد، من الممكن أن تختار الرياض الآن اتباع نهج أكثر تقييدا من ذلك الذي اتسمت به عملياتها منذ بداية الحرب، مع تحديث أنظمة الدفاع الصاروخي الخاصة بها في الوقت نفسه، والدفاع السلبي، والقدرات الاستخباراتية للتعامل بشكل أفضل مع تهديد الحوثي بصواريخ أرض – أرض. في ضوء التطورات الأخيرة، يبدو أن السعوديين فقدوا نفوذهم تجاه الحوثيين ومؤيديهم.
  • أصبح الآن الامتياز في يد واشنطن، التي تسعى إلى إعادة الجانبين إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى، وهذه المرة تحت رعاية عُمان.
المصدر : الجزيرة مباشر