تبادل سجناء بين أمريكا وإيران.. هل حان خفض التوتر؟

الإفراج عن معتقلين في أمريكا وإيران.. هل يمهد الطريق لخفض التوتر؟
الإفراج عن معتقلين في أمريكا وإيران.. هل يمهد الطريق لخفض التوتر؟

أفرجت إيران عن معتقل أمريكي غداة وصول عالم إيراني أطلقت واشنطن سراحه إلى بلاده، في عملية تبادل معتقلين محتملة بين الدولتين المتخاصمتين.

وأطلقت طهران سراح العسكري السابق في البحرية الأمريكية مايكل وايت، الذي غادر إلى الولايات المتحدة، تزامنًا مع عودة العالم الإيراني سيروس عسكري (59 عامًا) الذي أفرجت عنه الولايات المتحدة بعد تبرئته من تهمة التجسس وقضائه نحو ثلاث سنوات في السجن.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في تغريدة أن وايت المعتقل في إيران منذ يوليو/تموز 2018 على متن “طائرة سويسرية غادرت للتو المجال الجوي الإيراني”، وأنه سيكون “قريبًا جدًا” بين عائلته في الولايات المتحدة.

وشكر ترمب سويسرا على “مساعدتها الرائعة”، ووعد بمواصلة العمل من أجل “إطلاق سراح جميع الأمريكيين المحتجزين رهائن في الخارج”، وهو ملف حقق فيه نجاحات عديدة منذ ثلاث سنوات.

وكانت والدة العسكري السابق جوان وايت قد أعلنت قبل ذلك خبر إطلاق سراحه، فقالت في بيان “على مدى الأيام الـ683 الماضية، احتجز الحرس الثوري ابني مايكل رهينة”.    

وأضافت جوان “عشت كابوسًا.. يسعدني أن أعلن أن الكابوس انتهى، وأن ابني في طريق العودة إلى المنزل سالمًا”.

غير أن نائب وزير الأمن الداخلي الأمريكي كين كوتشينيلي أكد أن “سايروس عسكري لم يكن جزءًا من اتفاق حول السجناء مقابل مايكل وايت” مضيفا في تغريدة “كنا نحاول طرد عسكري منذ ديسمبر/ كانون الأول، لكن الإيرانيين ظلوا يراوغون حتى هذا الأسبوع”.

وسبق أن اتهم كوتشينيلي إيران بـ”المماطلة”، وكتب في تغريدة “لدينا 11 من مواطنيكم في وضع غير قانوني، ونحاول إعادتهم إلى بلادكم. أرسلوا الطائرة!”

وحتى لو أن الأمر لم يكن عملية تبادل سجناء، إلا أن عودة العالم الإيراني ربما أسهمت في إطلاق سراح وايت.

وأكدت السلطات الإيرانية في منتصف مايو/أيار أنها تريد تبادل “كل المعتقلين” مع واشنطن، بعد آخر عملية تبادل جرت في ديسمبر/كانون الأول حين أفرجت إيران عن الأمريكي شيوي وانغ لقاء إفراج الولايات المتحدة عن الإيراني مسعود سليماني.

مسعود سليماني ( يسار) مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف

 

ولا تزال إيران تعتقل أمريكيين عدة -إيرانيي الأصل- منهم رجل الأعمال سياماك نامازي، ووالده الثمانيني محمد باقر نامازي، والناشط البيئي مراد طهباز، وتطالب واشنطن بإطلاق سراحهم.

وحكم على مايكل وايت في مارس/آذار 2019 بالسجن 10 سنوات بتهمة إهانة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، ونشر صورا خاصة له على شبكات التواصل الاجتماعي، وفق محاميه، وسُمِحَ له في منتصف مارس آذار بمغادرة السجن لأسباب “صحية” و”إنسانية” بشرط ألا يغادر إيران. 

وكثَّف الحاكم السابق لولاية نيومكسيكو الأمريكية بيل ريتشاردسون مساعيه لدى السلطات الإيرانية، بغية التوصل إلى الإفراج عن وايت، وأثبت الفحص إصابته بفيروس كورونا المستجد.

https://twitter.com/TheLaidbackChap/status/1268577326872227842?ref_src=twsrc%5Etfw

وبعد السماح له بالخروج من السجن، سُلِّم وايت في مرحلة أولى إلى سفارة سويسرا في طهران، التي تمثل المصالح الأمريكية في إيران.

ويخيم توتر شديد بين البلدين، تصاعد مع انسحاب ترمب عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والدول الست الكبرى، وإعادة فرضه عقوبات مشدَّدة على الجمهورية الإسلامية.

وردًا على ذلك، باشرت إيران التخلي تدريجيًا عن التعهدات المدرجة في الاتفاق والرامية إلى التثبت من اقتصار برنامجها على الاستخدامات المدنية.

ويؤكد الرئيس الأمريكي منذ ذلك الحين عزمه على التفاوض بشأن اتفاق جديد، وجرت وساطات عدة بهذا الصدد، لا سيما وساطة فرنسية، لكنها جميعها باءت بالاخفاق

وتعد عمليات الإفراج عن معتقلين في غالب الأحيان وسيلة لخفض حدة التوتر.

وتأزم الوضع بين البلدين في مطلع يناير/ كانون ثانٍ الماضي حتى وصل إلى شفير مواجهة عسكرية، بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني بضربة أمريكية في بغداد، غير أن رد إيران بقي محدودا.
اقرأ أيضًا:

إيران وأمريكا تتبادلان الإفراج عن محتجزين

مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني بضربة أمريكية

شاهد: اغتيال قاسم سليماني في الصحافة العالمية

مقتل قاسم سليماني.. التطورات لحظة بلحظة

المخابرات العراقية تنفي علاقتها باغتيال “سليماني” و”المهندس”

تقارير: إصابة أكثر من 100 جندي أمريكي نتيجة الهجوم الإيراني على عين الأسد

أمريكا تعترف بإصابة 64 جنديا بالارتجاج بسبب القصف الإيراني لقاعدتين في العراق

سياسي عراقي: “حقيبة دبلوماسية” كانت السبب في اغتيال سليماني

المصدر : الألمانية + الفرنسية + مواقع التواصل الاجتماعي