بوش الابن يخرج عن صمته وينتقد المشهد السياسي في عهد ترمب

بوش الابن ينتقد المشهد السياسي في عهد ترمب

ندد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن بالتعصب والاعتقاد بتفوق العرق الأبيض داعيا إلى العودة إلى القيم الديموقراطية.

وفي خطاب نادر ألقاه في نيويورك الخميس – فٌسِّر على أنه تنديد بسياسات الرئيس دونالد ترمب – حذر الرئيس الذي حكم البلاد لولايتين (2001-2009) من أن تشديد النبرة القومية والتسبب بالانقسامات أمران يهددان الديموقراطية الأمريكية.

وقال بوش: “يبدو أن هناك تماديا في التعصب، يبدو المشهد السياسي لدينا أكثر عرضة لنظريات المؤامرة والفبركات الواضحة”.

ورغم أنه لم يسم ترمب شخصيا، فإن بوش وبّخ بشكل لاذع الإدارة الحالية والسياسات المثيرة للجدل التي شكلت دافعا لملايين الناخبين الذين أوصلوا ترمب إلى السلطة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقال بوش في حديثه الذي يأتي بعد شهرين من انتقاد ترمب “الطرفين” في أعمال عنف وقعت في نهاية تظاهرة للنازيين الجدد في فرجينيا، إن “التعصب والاعتقاد بتفوق العرق الأبيض بأي شكل من الأشكال يعد طعنا في العقيدة الأمريكية”.

وتزامن خطاب بوش مع منع ريتشارد سبينسر، وهو من الشخصيات المدافعة بشكل كبير لنظرية تفوق العرق الأبيض، من إلقاء كلمة في جامعة فلوريدا.

وأكد بوش في خطابه أن الجدال “يتحول بسهولة بالغة إلى عداوة” و”الخلاف في الرأي يتفاقم ليجرد الأشخاص من إنسانيتهم”.

ووجّه بوش انتقادات إلى روسيا أيضا على خلفية تدخلها المحتمل في انتخابات العام 2016 ومحاولتها تأليب الأمريكيين ضد بعضهم البعض واستغلال الانقسامات في البلاد، وقال إن على أمريكا تعزيز دفاعاتها في وجه الهجمات الخارجية، بحسب ما جاء في خطابه.

لكن الجزء الأكبر من خطاب بوش تركز على انتقاد البيئة السياسية الحالية في الولايات المتحدة والانقسامات التي باتت مكشوفة منذ أعلن ترمب عام 2015 ترشيح نفسه إلى الانتخابات.

وحدد بوش الخطوات الضرورية لتحسين وضع الديموقراطية الأمريكية، وقال: “علينا تذكر واسترداد هويتنا لتجديد بلدنا علينا فقط تذكر قيمنا”.

وبعكس خلفه الديموقراطي باراك أوباما، ابتعد بوش الجمهوري عن الحديث علنا عن ترمب أو الوضع السياسي في الولايات المتحدة هذا العام، وقد رفض دعم ترشح ترمب إلى الرئاسة، ونأى بنفسه بشكل كبير المهاترات السياسية، إلا أن خطاب الخميس يشكل خروجا عن صمته هذا وتعبيرا عن قلق الرئيس السابق البالغ من العمر 71 عاما في حقبة غير مسبوقة من تاريخ البلاد.

ولاقت تصريحات بوش أصداء إيجابية لدى الأوساط السياسية في واشنطن، فقد كتب تيد ليو، النائب الديموقراطي المعارض بشدة لترمب، على حسابه على تويتر: “شكرا لك جورج دبليو بوش لقولك الحقيقة عن دونالد ترمب ومن يقفون إلى جانبه”.

وقال السناتور جون ماكين، الذي نافس بوش للترشح عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية في العام 2000، إنه “خطاب مهم من صديقي”.

وانتقد ماكين، الذي يُنظر إليه على أنه بطل حرب أمريكي وكثيرا ما يعرب عن مواقف معارضة لترمب، ما وصفها بـ”الوطنية الزائفة” في تصريحات اعتبرت هجوما على سياسات الرئيس الحالي.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع فرنسية