بوراك ونصرت.. وأسرار الخلطة التركية

الطاهيان الشهيران بوراك أوزدمير ونصرت غوكشيه

قديمًا، كانت صورة الشيف أنه ضخم ذو كرش كبير يصنع أطباقه بتتبيلة سحرية؛ أما الآن فنحن في عصر الطهاه نجوم “إنستغرام”.

تجاوزت المطاعم فكرة تقديم الطعام اللذيذ فقط، بل أصبحت ساحة لتقديم تجربة اجتماعية وثقافية وإعلامية مختلفة.

ولمعت نجومية عدد من الطهاه الأتراك على إنستغرام، أشهرهم الشيف نصرت غوكشيه (25 مليون متابع)، والشيف بوراك أوزدمير (13 مليون متابع).. فما سر نجوميتهم؟

  1. الاستعراض:

يتقن كل من بوراك ونصرت فن الاستعراض، ولكن كل على طريقته. يحرص بوراك على تقديم الوجبات العملاقة، يبني بنفسه أفرانا، يفجر مواد كيميائية، ينتج مقاطع تمثيلية مع تقنيات المونتاج لإبهار متابعيه على الدوام. يطبخ خراف بأكملها، يطارد النعام، يطهو أواني المحاشي الضخمة بألوان وأشكال تسر الناظرين.

أما نصرت، فهو ملك الاستعراض.. ميزته حركة رش الملح الشهيرة، حتى أن مطعمه يحمل نفس الاسم Salt Bae. يتفنن المشاهير ومتابعيه وزبائنه في تقليد حركته التمثيلية المميزة، يختتم كل وصفاته برشه ملح خشن عشوائية تتوج اللحم الشهي الساخن.

لا يكتفي نصرت بهذا، ولكنه يستعرض أيضا لياقته وقوته العضلية، مرة يجر سيارة مربوطة بحبل في خصره، ومرة يحمل الأثقال، ومرات ومرات يشارك يومياته في النادي الصحي والحدائق ليلا، وهو يغرق في عرقه ليبني عضلات مفتولة. حتما هو مثار إعجاب الشباب والفتيات معا.

  1. الطبخ للمشاهير:

يزور الرؤساء ونجوم الفن والرياضة حول العالم مطاعمهم. في البداية اعتقد المتابعون أن الأمر دعائي، كما يحدث مع بعض المطاعم الصغيرة التي تتهافت على دعوة المشاهير والمؤثرين لجذب الأضواء إليهم.

ولكن يبدو أن الأمر مختلف، فالمشاهير أنفسهم تواقون لتجربة الأكل وتسجيل إعجابهم والتقاط الصور مع نجمي إنستغرام.

متابعو مواقع التواصل مغرمون بتجربة حياة المشاهير بصفة عامة، وتقليد نجموهم المفضلين بصفة خاصة.

  1. قصة نجاح ملهمة:

بدأ الطاهيان العمل في سن صغيرة لدى مطاعم الغير، ثم استقلا وأنشأ كل منهما مطعمه الخاص، ثم لمعت نجوميتهما عالميًا.

نصرت كان فقيرًا، ثم أصبح طاهيًا شهيرًا، لديه سلسلة مطاعم في عدد العواصم العربية والعالمية.

نحن مولعون بالناجحين، ننتقدهم أحيانًا، يحقد عليهم البعض، لكن يبقوا رموزا نحترم نجاحاتهم، ونتمنى أن نؤتى ما أوتوا من إرادة وأسباب للتفوق.. يمدوننا بقوة لنقول لأنفسنا بصوت واثق: “نعم أستطيع أن أحقق حلمي مثلهم”.

  1. سحر إسطنبول:

جزء من متعة السفر في تجربة الطعام. ويفكر معظم زوار مدينة إسطنبول في ارتياد مطعم المدينة لبوراك وسلسلة محلات نصرت، تحولت مع الوقت مطاعمهم إلى مزار سياحي في المدينة العريقة عروس الشرق والغرب.

تشتهر تركيا بمطبخها العريق، الذي تناول على مائدته ملوك وسلاطين حكموا العالم، كما تتميز بثراء مواردها الغذائية ورخص الأسعار مقارنة بجاراتها من العواصم الأوربية.

نال بوريك ونصرت قسطًا من شعبية المطبخ التركي عالميًا، وإن كانت معظم الأطباق في مطاعم نصرت تنحاز للذائقة الغربية.

  1. الطرافة:

يستمتع متابعو صفحات بوراك ونصرت بمشاهدة مقاطعهم الطريفة.. إعداد الطعام بطرق غير تقليدية.. حركة نصرت الشهيرة وهو يقلد مارلون براندو في دور زعيم المافيا بفيلم “الأب الروحي”.. بشاشة وابتسامة بوراك وهو يقطع البصل والخضراوات بسرعة دون أن ينظر إلى السكين.. وأفكاره الغريبة في إعداد الوجبات الضخمة أو المصغرة. وقد حصد بورك جائزة أهم صناع المحتوى بتركيا على منصة تيك توك TikTok.

نصرت يقلد شخصية زعيم المافيا في فيلم الأب الروحي

 

  1. الحميمية:

يحرص نصرت على تقديم أطباقه وتقطيع اللحم بنفسه لزبائنه على طاولاتهم، حتى يتسنى لهم مشاهدة الشيف الشهير، والتقاط سيلفي ومقاطع الفيديو معه، فلا شك أنهم زاروا المطعم لأجل شهرته.

واشتهر بوراك بالتقاط صور مع زبائنه، وبخاصة الأطفال والرضع، كما يحرص على إعداد أطباقه المميزة وسط رواد المطعم.

  1. الأنشطة الخيرية:

انتشرت مقاطع كثيرة للشيف بوراك وهو بصحبة أطفال ذوي احتياجات خاصة.

ومن اللفتات الإنسانية لنصرت، دعوته للنساء لتناوله أطباقه الشهيرة مجانًا في فروع مطعمه احتفالًا باليوم العالمي للمرأة.

المصدر : الجزيرة مباشر