بنما تسحب تسجيل ناقلة نفط محتجزة في إيران وتتهمها بارتكاب مخالفات

صورة للسفينة التي ترفع علم بنما عرضها التلفزيون الإيراني

قالت هيئة الملاحة البحرية في بنما إنها بدأت عملية سحب تسجيل ناقلة النفط “إم.تي رياح” التي جرى قطرها إلى إيران بعد اختفائها من خرائط تعقب السفن في مضيق هرمز يوم 14 يوليو/تموز.

الناقلة “انتهكت عمدا القواعد الدولية”
  • ذكرت الهيئة في بيان، السبت أن السلطات بدأت عملية سحب العلم الجمعة بعدما خلص تحقيق إلى أن الناقلة “انتهكت عمدا القواعد الدولية” لعدم إبلاغها عن أي موقف غير معتاد، وقالت الهيئة في البيان “نندد تماما باستخدام سفن ترفع علم بنما في أنشطة غير قانونية”.
  • بنما، التي تملك أكبر أسطول شحن في العالم، سحبت تسجيل عشرات السفن في الآونة الأخيرة بعضها كانت تديرها إيران، ولم يتضح بعد أي بلد أو شركة تملك وتدير الناقلة.
  • يأتي التطور الأخير بعد احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية بتهمة انتهاك العقوبات المفروضة على سوريا، وقالت بنما إنها رفعت تلك الناقلة من سجلاتها في 29 مايو/ أيار الماضي.
  • وصف الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الإجراء البريطاني بأنه “قرصنة” وهددت إيران بالرد.
  • إيران، أعلنت منتصف الشهر الجاري أنها قطرت سفينة إلى مياهها من مضيق هرمز بعدما بعثت بنداء استغاثة، ورغم عدم كشف طهران عن اسم الناقلة إلا أن “رياح” هي السفينة الوحيدة التي يبدو مسارها المسجل متطابقا مع ذلك الوصف.
  • مسؤولون أمريكيون، قالوا إنهم لم يتأكدوا ما إذا كانت إيران احتجزت الناقلة أم أنقذتها بعدما واجهت مشكلات فنية كما تؤكد طهران، وهو ما يشير إلى غموض في وقت يزداد فيه التوتر بالخليج.
  • كانت الهيئة البنمية قالت في وقت سابق من يوليو/تموز الجاري، إنها ستسحب تسجيل مزيد من السفن التي تنتهك العقوبات والتشريعات الدولية، وذلك عقب شطب 60 سفينة ارتبطت بإيران وسوريا من سجلاتها في الشهور الأخيرة.
صورة تظهر أفرادا من الحرس الثوري في عملية إنزال على الناقلة البريطانية
طهران تنشر فيديو لاحتجاز الناقلة البريطانية
  • من جانبها أدانت بريطانيا احتجاز إيران لناقلة نفط ترفع العلم البريطاني في الخليج قبل يومين ووصفته بأنه “عمل عدائي” ورفضت تبريرا قدمته طهران عن أن الناقلة احتجزت لأنها كانت طرفا في حادث تصادم.
  • أما الحرس الثوري الإيراني، فقد نشر تسجيلا مصورا على الإنترنت يظهر زوارق سريعة وهي تتوقف بجوار الناقلة “ستينا إمبيرو” وكان اسمها ظاهرا بوضوح في التسجيل المصور.
  • أظهرت اللقطات أفرادا ملثمين من الحرس الثوري يحملون أسلحة آلية وهم ينزلون على سطحها من طائرة هليكوبتر وهو ذات الأسلوب الذي استخدمه مشاة البحرية الملكية البريطانية أثناء احتجاز ناقلة إيرانية قبالة ساحل جبل طارق قبل أسبوعين.
  • نقلت وكالة فارس للأنباء عن الجنرال رمضان شريف المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني قوله إن سفينة حربية كانت ترافق الناقلة “ستينا إمبيرو” التي ترفع علم بريطانيا وحاولت منع إيران من احتجازها. رمضان أوضح أن الحرس الثوري تمكن من اصطحاب الناقلة للساحل على الرغم من “مقاومة وتدخل” السفينة الحربية البريطانية، ولم يتسن رؤية أي سفينة حربية بريطانية في الفيديو الذي نشره الحرس الثوري.
  • في رسالة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قالت بريطانيا إن القوات الإيرانية اقتربت من الناقلة عندما كانت في المياه العُمانية وإن هذا العمل “يمثل تدخلا غير قانوني”.
  • قالت بريطانيا في الرسالة “التوترات الحالية مثيرة للقلق للغاية وأولويتنا تنصب على التهدئة ولا نسعى للمواجهة مع إيران… لكن تهديد الملاحة أثناء العمل القانوني في ممرات النقل المعترف بها دوليا غير مقبول ويمثل تصعيدا كبيرا”.
  • يرى الغرب احتجاز الحرس الثوري الإيراني للناقلة في أهم ممر ملاحي في العالم لتجارة النفط على أنه تصعيد عسكري بعد ثلاثة أشهر من المواجهات التي دفعت بالفعل الولايات المتحدة وإيران إلى شفا الحرب.
  • جاء ذلك بعد أن هددت طهران بالرد على احتجاز ناقلتها (غرايس1) المحتجزة في جبل طارق وتتهم بانتهاك عقوبات فرضها الاتحاد الأوربي على سوريا.
  • وصفت وزيرة الدفاع البريطانية بيني موردونت الواقعة بأنها “عمل عدائي” وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت إنه تحدث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف وعبر له عن “خيبة أمله البالغة” كما استدعت وزارة الخارجية البريطانية القائم بالأعمال الإيراني في لندن.
الناقلة التي ترفع علم بريطانيا "ستينا إمبيرو" في بندر عباس
 ارتفاع أسعار النفط
  •  نقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن ظريف قوله لنظيره البريطاني هنت هاتفيا إن قضية احتجاز الناقلة “ستينا إمبيرو” التي ترفع علم بريطانيا يجب أن تمر عبر عملية قانونية لأنها خالفت قواعد الملاحة البحرية.
  • مضيق هرمز هو الممر الوحيد لأغلب صادرات النفط من الشرق الأوسط وتسبب احتجاز الناقلة في ارتفاع حاد في أسعار النفط.
  • حذرت الولايات المتحدة، التي شددت العقوبات المفروضة على إيران في مايو/ أيار بهدف وقف صادراتها النفطية بالكامل، من التهديد الإيراني للملاحة عبر المضيق، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إنه ناقش الوضع مع نظيره البريطاني هنت.
  • قال بومبيو “تحدثنا عما شاهدوه وما يعرفونه وكيف شرعوا في التفكير في كيفية الرد… إيران في مكان اليوم وضعوا أنفسهم فيه”.
  • انضمت فرنسا وألمانيا إلى بريطانيا في إدانة احتجاز الناقلة، والدول الثلاث من الموقعين على الاتفاق النووي المبرم مع إيران في عام 2015 والذي قوضته واشنطن بانسحابها منه العام الماضي ما دفع العلاقات الهشة أصلا بين إيران والغرب لمزيد من التراجع.
  • بموجب الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن في 2018، وافقت إيران على تقييد أنشطتها النووية، التي اعتبرها الغرب لوقت طويل غطاء لتطوير قنابل ذرية، مقابل رفع العقوبات. لكن الولايات المتحدة أعادت فرض العقوبات مما أضر بشدة بالاقتصاد الإيراني.
  • شهدت الشهور الثلاثة الماضية تصعيدا دفع بالولايات المتحدة وإيران أقرب من أي وقت مضى من المواجهة العسكرية المباشرة، وفي يونيو/حزيران أسقطت طهران طائرة مسيرة أمريكية وأمر ترمب بشن هجمات جوية ردا على ذلك ثم ألغاها قبل دقائق فقط من شنها.
  • في نفس سياق الأزمة بين طهران ولندن ذكرت صحيفة ديلي تليغراف البريطانية أن وزراء بريطانيين يضعون خططا تهدف إلى فرض عقوبات على إيران بعد احتجاز إيران لناقلة نفط ترفع علم بريطانيا في الخليج.
  • الصحيفة أضافت، أن من المتوقع أن يعلن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت إجراءات دبلوماسية واقتصادية الأحد بما في ذلك احتمال تجميد أصول إيرانية ردا على الواقعة.
  • قالت الصحيفة إن بريطانيا قد تدعو الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي أيضا إلى إعادة فرض عقوبات على إيران بعد رفعها في 2016 عقب إبرام اتفاق بشأن برنامجها النووي.
المصدر : وكالات