بلدة لبنانية تمنع المسلمين من شراء واستئجار العقارات
27/6/2019
أثارت بلدة الحدث اللبنانية جدلا واسعا في لبنان بعدما حظرت على سكانها المسيحيين بيع أو تأجير العقارات للمسلمين.
التفاصيل:
- تقع بلدة الحدث على أطراف منطقة الضاحية المكتظة بالسكان جنوبي العاصمة بيروت والتي تعد معقلا لحزب الله اللبناني.
- تمثل بلدة الحدث مثالا على الانقسامات الطائفية العميقة الجذور في لبنان، والتي أدت في الماضي إلى حرب أهلية استمرت 15 عاما وخلفت أكثر من 100 ألف قتيل.
- البلدة تحظر على سكانها المسيحيين بيع العقارات أو تأجيرها لسكان مسلمين.
- قبل ثلاثة عقود كانت البلدة ذات أغلبية مسيحية، لكن أغلبية سكانها اليوم من المسلمين.
- بدأ فرض هذا الحظر عام 2010، حيث كانت نسبة السكان المسلمين تتراوح بين 60٪ و65٪.
- هذا الحظر ينطبق فقط على العقارات المملوكة لمسيحيين، حيث يُسمح للسكان المسلمين أو مالكي العقارات المسلمين ببيع أو تأجير ممتلكاتهم للمسلمين من خارج المدينة أو لمن يريدون.
- الحدث هي المنطقة الوحيدة التي يطبق فيها هذا الحظر بشكل علني، حيث يفرض المسؤولون المحليون في المناطق المسيحية في وسط وشرق وجنوب لبنان مثل هذا الحظر ولكن بطرق مستترة.
- في منطقة جزين ذات الأغلبية المسيحية جنوبي البلاد، قام بعض المسؤولين المحليين بتغيير وصف الأراضي في قراهم من أراض تجارية إلى زراعية من أجل منع إقامة مشاريع البناء الكبيرة.
- في قرى وبلدات أخرى يُسمح للسكان المحليين فقط بشراء العقارات.
إدانات لسياسة البلدة:
- وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن نددت بشدة بسياسة البلدة ووصفتها بأنها غير دستورية.
- ندد كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي ومحطات التلفزيون المحلية بقرار إدارة البلدة ووصفوه بأنه “عنصري وتمييزي”.
- الصحفي بيار أبي صعب، نائب رئيس تحرير صحيفة الأخبار اللبنانية، قال إنه من غير المقبول ألا يتمكن المواطنون اللبنانيون من العيش في أي مكان يريدون في البلد، داعيا إلى تطبيق سياسات من شأنها إنهاء أجواء الخوف التي تؤدي إلى ممارسات كهذه.
العمدة يبرر القرار:
- جورج عون، عمدة البلدة، دافع بشدة عن قراره هذا، مشيرا إلى أنه اتخذ في عام 2010، بعد فترة وجيزة من انتخابه لهذا المنصب.
- عون قال إنه في نهاية الحرب الأهلية في لبنان عام 1990، كانت البلدة مسيحية خالصة، لكن بحلول عام 2010، دخل عشرات الآلاف من المسلمين، كثير منهم من الشيعة من الضاحية الجنوبية، إلى البلدة وأقاموا بها.
- اعتبر عون أن قراره لا ينتهك الدستور، الذي يسمح لأي مواطن لبناني بالاستقرار والتملك في أي مكان في لبنان، مشيرا إلى أن نحو 60٪ من سكان البلدة هم من المسلمين.
- عون قال: “ينبغي على كل قرية أن تحافظ على طبيعتها. ينبغي أن تحافظ كل قرية شيعية على طبيعتها الشيعية، وعلى كل قرية مسيحية أن تحافظ على طبيعتها المسيحية، وينبغي أن تحافظ كل قرية سنية على طبيعتها السنية. نريد الحفاظ على قريتنا أو ما تبقى منها”.
خلفية:
- يبلغ عدد سكان لبنان حوالي 5 ملايين نسمة.
- يعيش لبنان وسط توازن طائفي حساس بين طوائفه الدينية البالغ عددها 18 طائفة.
- آخر تعداد سكاني للبنان أجري عام 1932، حيث كان المسيحيون هم الأغلبية، ولكن على مدار العقود الماضية، انخفض عددهم بسبب تباطؤ معدلات المواليد وزيادة الهجرة في صفوف المسيحيين.
- اليوم، يشكل المسيحيون ما يقرب من ثلث السكان، بينما يتوزع الثلثان الآخران بالتساوي تقريبا بين الشيعة والسنة.
المصدر : أسوشيتد برس