بعد عام على الجريمة: هذا ما نعرفه عن مقتل خاشقجي

ولي العهد السعودي اعترف بالمسؤولية السياسية عن مقتل الكاتب جمال خاشقجي

رغم مرور عام على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ما زالت الجريمة تكتسب اهتماما دوليا واسعا ومطالب بتحقيق العدالة، وسط اتهامات طالت ولي العهد السعودي نفسه بالمسؤولية عن الجريمة.

مقتل خاشقجي
  • يوم الثلاثاء الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2018، دخل الصحفي السعودي جمال خاشقجي قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول بتركيا للحصول على وثائق من أجل زواجه من خطيبته التركية خديجة جنكيز، لكنه لم يخرج من المبنى ولم يره أحد منذ ذلك الحين.
  • في الأيام التالية قال مسؤولون أتراك إن خاشقجي (59 عاما) قُتل وقطعت جثته على أيدي 15 من عملاء المخابرات السعودية.
  • نفت الرياض في البداية علمها بمصير خاشقجي، لكنها قالت في وقت لاحق إنه قُتل فيما وصفوه بعملية “مارقة”.
  • أثارت الجريمة غضبا عالميا وتوصل تحقيق للأمم المتحدة في يونيو/ حزيران الماضي إلى أن خاشقجي كان ضحية “عملية إعدام متعمدة ومخطط لها سلفا” تتحمل السعودية المسؤولية عنها.
  • التحقيق قال إن هناك أدلة “كافية” و”موثوقا بها” تربط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بجريمة القتل.
  • ولي العهد السعودي نفى في مقابلة بثت قبل أيام الادعاءات بأنه أمر بقتل خاشقجي، لكنه قال إنه يتحمل المسؤولية عن ذلك، كون الجريمة وقعت وهو في موضع المسؤولية في بلاده.
وقائع الجريمة التي هزت العالم
من هو جمال خاشقجي؟
  • وُلد خاشقجي عام 1958 في المدينة المنورة بالسعودية، وكان قريبا من العائلة المالكة في السعودية، كما كان يتمتع بسمعة طيبة كونه رجلا إصلاحيا.
  • بدأ خاشقجي حياته المهنية صحفيا في جريدة “سعودي غازيت” التي تصدر باللغة الإنجليزية، وشارك في تغطية أحداث كبرى مثل الغزو السوفيتي لأفغانستان.
  • لاحقا عمل خاشقجي مستشارا إعلاميا للأمير تركي بن فيصل، الرئيس السابق لجهاز المخابرات السعودي والسفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة.
  • في سنواته الأخيرة، أصبح خاشقجي مدافعا عن حقوق المرأة وحرية التعبير في السعودية. وفي عام 2017 ذهب إلى منفى اختياري في الولايات المتحدة، وقال إنه تلقى أوامر “بالصمت”.
  • في الولايات المتحدة، بدأ خاشقجي كتابة مقال شهري لصحيفة واشنطن بوست، حيث انتقد خلال مقالاته سياسات محمد بن سلمان، بما في ذلك حملته القمعية ضد المعارضة وقرار التدخل في حرب اليمن.
  • في إحدى مقالاته الأولى لصحيفة واشنطن بوست، انتقد خاشقجي اعتقال المفكرين السعوديين في ظل قيادة محمد بن سلمان، وجاء في مقاله: “السعودية لم تكن مطلقا بهذه الدرجة من القمع. الأمر أصبح لا يطاق”.
  • لكن خاشقجي كان يُعرف نفسه دائما بأنه سعودي وطني معربا عن فخره بذلك، وكان يرفض وصفه بالمنشق.
الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي
ما رأي محمد بن سلمان في خاشقجي؟
  • قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها في فبراير/ شباط الماضي إن محمد بن سلمان أبلغ أحد كبار مساعديه في محادثة بينهما عام 2017 أنه مستعد لاستخدام “رصاصة” مع خاشقجي إذا لم يعد إلى بلاده وينهي انتقاداته للحكومة السعودية.
  • الصحيفة نقلت أيضا عن مسؤولين أمريكيين وأجانب سابقين لديهم اطلاع مباشر على تقارير المخابرات، أن ولي العهد السعودي اشتكى أيضا لمساعد آخر من أن خاشقجي أصبح مؤثرا للغاية، وأن مقالاته وتغريداته على تويتر تشوه الصورة التي يسعى ابن سلمان لترويجها عن نفسه باعتباره إصلاحيا وتقدميا.
  • حينها قال المساعد إن أي تحرك ضد خاشقجي يشكل خطرا لأنه سيثير ضجة دولية، لكن ابن سلمان رد قائلا إن السعودية لا ينبغي أن تهتم بردود الفعل على كيفية تعاملها مع مواطنيها.
  • بعد مقتل خاشقجي، ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن ولي العهد السعودي وصف خاشقجي بأنه “إسلامي خطير” في مكالمة هاتفية مع جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ومستشار الأمن القومي السابق جون بولتون. حدثت هذه المكالمة بعد وقت قصير من اختفاء خاشقجي.
كيف كان رد فعل السعودية على مقتل خاشقجي؟
  • قدمت السلطات السعودية روايات متناقضة عن مكان خاشقجي، حيث ادعت في البداية أنه غادر القنصلية السعودية في إسطنبول.
  • بعد أيام من اختفاء خاشقجي صرح ولي العهد السعودي لوكالة بلومبرغ أن خاشقجي غادر القنصلية بعد “بضع دقائق أو ساعة واحدة”.
  • لكن مع استمرار المسؤولين الأتراك في تسريب أدلة تشير إلى تورط مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى في اختفاء خاشقجي، اعترفت الرياض في نهاية المطاف بأن خاشقجي قتل داخل مقر القنصلية.
  • في 20 أكتوبر/ تشرين الأول2018 أصدر النائب العام السعودي بيانا قال فيه إن خاشقجي قُتل في شجار بالأيدي داخل القنصلية وإنه ألقى القبض على 18 سعوديا في القضية.  لكن البيان لم يشر إلى مكان جثته.
من يحاسب السعودية على مقتل جمال خاشقجي؟
  • بعد خمسة أيام قال النائب العام السعودي إن مقتل خاشقجي نفذ “مع سبق الإصرار”، في تراجع عن التصريحات السابقة التي أفادت بأن عملية القتل لم تكن مقصودة.
  • في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، قال شعلان الشعلان وكيل النائب العام السعودي إن خاشقجي قُتل بعد فشل “المفاوضات” معه في إعادته إلى المملكة.
  • الشعلان قال إن خاشقجي توفي نتيجة حقنه بمادة قاتلة، وجرى تقطيع جسده وإخراجه من مبنى القنصلية، مضيفا أن جريمة القتل نفذت بأمر من رئيس فريق التفاوض الذي أرسل إلى خاشقجي.
  • منذ ذلك الحين، اتهمت السلطات السعودية 11 مشتبها بهم بقتل خاشقجي، لكنها لم تكشف عن أسمائهم. من بين هؤلاء المتهمين خمسة أشخاص قد يواجهون عقوبة الإعدام بتهمة “إصدار الأوامر وارتكاب الجريمة”.
  • قاومت الرياض الضغوط التركية المطالبة بتسليم المشتبه بهم إلى أنقرة لمحاكمتهم.
  • في الوقت نفسه أمر الملك سلمان بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد السعودي لإعادة هيكلة أجهزة المخابرات في المملكة.
من هم أعضاء فريق الاغتيال؟
  • وفقا للمخابرات التركية، سافر 15 من عملاء المخابرات السعودية إلى إسطنبول على متن طائرتين خاصتين قبل ساعات من مقتل خاشقجي.
  • عمل معظم أعضاء فريق القتل في الجيش السعودي أو الأجهزة الأمنية أو المخابرات، ومن بينهم من عمل في الديوان الملكي السعودي.
  • ضم الفريق أيضا الخبير في الطب الشرعي صلاح الطبيقي، الذي عمل في قسم الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية السعودية، ويعتقد أنه الشخص الذي قام بتقطيع جثة خاشقجي.
  • من بين أعضاء الفريق ماهر عبد العزيز المطرب، وهو ضابط بارز في المخابرات السعودية، وأحد حراس الأمير محمد بن سلمان.
  • بعد قتل خاشقجي، ارتدى ضابط مخابرات آخر يعمل في الديوان الملكي السعودي يدعى مصطفى مدني ملابس خاشقجي وخرج من الباب الخلفي للقنصلية، في محاولة للإيهام بأن الصحفي السعودي قد خرج من المبنى.
  • ألقت السلطات السعودية باللوم أيضا على اثنين من المسؤولين البارزين، لدورهما في العملية، رغم أنهما لم يكونا جزءا من الفريق الذي سافر إلى إسطنبول.
  • الرجلان هما سعود القحطاني المستشار بالديوان الملكي، والذي كان يوصف بأنه الذراع الأيمن لولي العهد السعودي، واللواء أحمد العسيري نائب رئيس المخابرات السعودية.
  • أقيل الرجلان من منصبيهما. لكن لا يعرف مكان القحطاني حاليا.
فريق اغتيال خاشقجي
كيف قتل خاشقجي؟
  • كشفت وسائل الإعلام التركية تفاصيل مروعة لما حدث لخاشقجي، كما ساهم التحقيق الذي أجرته مقررة الأمم المتحدة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء، في كشف تفاصيل الجريمة.
  • تظهر الروايات، التي استندت إلى تسجيلات المخابرات التركية، كيف تناقش قتلة خاشقجي فيما بينهم بشأن كيفية تقطيع الجثة ونقلها.
  • قبل دقائق من دخول خاشقجي للمبنى، سأل أحد أعضاء الفريق ما إذا كان “حيوان الأضحية” قد وصل أم لا.
  • تشير التسجيلات الصوتية إلى سحب خاشقجي من ذراعه بعد دخوله مبنى القنصلية إلى مكتب القنصل العام في الطابق الثاني.
  • أبلغ المطرب، الحارس الشخصي لولي العهد السعودي، خاشقجي أنه سيعاد إلى الرياض، وأمره أن يترك رسالة لابنه، وأن يطلب منه ألا يقلق إذا لم يتمكن من الوصول إليه.
  • رفض خاشقجي تنفيذ الأمر، فجرى حقنه بمادة مخدرة، وكانت آخر كلماته قبل أن يفقد وعيه: “أنا مصاب بالربو. لا تفعل ذلك، سوف تخنقني”.
  • بعد نحو 24 دقيقة من دخول خاشقجي مبنى القنصلية تظهر في التسجيلات أصوات تقول المخابرات التركية إنها لمنشار وكذلك صوت أغطية بلاستيكية.
  • منذ وقوع الجريمة لم يعثَر على رفات خاشقجي حتى الآن.
كيف كان رد الفعل العالمي؟
  • أثار مقتل خاشقجي ردود فعل واسعة النطاق، إذ دعت منظمات حقوق الإنسان والمنظمات المدافعة عن حرية الصحافة إلى محاسبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والحكومة السعودية.
  • الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصف قتل خاشقجي بأنه عمل “وحشي” و”جريمة قتل سياسي”.
  • تعهد أردوغان هذا الأسبوع بمواصلة “الجهود لإلقاء الضوء” على الجريمة.
  • الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وصف قتل خاشقجي بأنه “فظيع”، لكنه أشار إلى دعم الرياض لسياسات واشنطن حيال إيران وسوريا، كما أشار إلى أن السعودية تشتري أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات، وتعهد “بالبقاء شريكا ثابتا للسعودية”.
  • رغم أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” تعتقد أن ابن سلمان هو الذي أمر بقتل خاشقجي، فإن ترمب يقول: “ربما فعل ذلك، وربما لم يفعل”.
  • حظرت كل من ألمانيا والدنمارك وفنلندا مبيعات الأسلحة إلى السعودية.
  • أنييس كالامار، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء، قالت إن مقتل خاشقجي “يشكل جريمة قتل خارج نطاق القضاء تتحمل المملكة العربية السعودية المسؤولية عنها”.
  • في تقريرها المؤلف من 100 صفحة والذي نشر في يونيو/ حزيران الماضي قالت كالامار إنها “انتهت إلى أن هناك أدلة موثوقا بها، مما يستدعي إجراء مزيد من التحقيق في المسؤولية الفردية للمسؤولين السعوديين رفيعي المستوى، ومن بينهم ولي العهد”.
  • رفضت كالامار محاكمة الأحد عشر سعوديا المشتبه بهم، ووصفتها بأنها خدعة، وقالت إن المحاكمة لا ترقى إلى مستوى المعايير الدولية، ويجب أن تكون علنية ومفتوحة أمام مراقبي المحاكمات.
  • احتشد حلفاء السعودية، وفي مقدمتهم مصر والإمارات والبحرين، وراء موقف المملكة، وأعلنوا دعمهم للتحقيق الذي تجريه الرياض في مقتل خاشقجي

 

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات