بعد سنوات من هجوم “شارلي إيبدو”.. حادثة طعن تعيد مشاهد الرعب (فيديو)

بعد نحو ست سنوات من الهجوم على الصحيفة الأسبوعية الفرنسية الساخرة “شارلي إيبدو”، أسفر هجوم -طعنًا بسكين- عن إصابة شخصين، الجمعة، في باريس قرب المبنى السابق للصحيفة.

وفتحت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب تحقيقًا في هذا الهجوم الذي أحيا الخوف في حي شهد الاعتداء على مقر “شارلي إيبدو” في يناير/ كانون الثاني 2015.

وتزامنت حادثة الطعن مع جلسات محاكمة شركاء مفترضين لمنفذي الهجوم على “شارلي إيبدو”، الذي أسفر عن مقتل 12 شخصًا، وفي وقت أصبحت فيه الصحيفة الساخرة -مجددًا- هدفًا للتهديدات.     

وأفاد تقرير أولي من الشرطة عن إصابة أربعة أشخاص، اثنان منهم “في حالة حرجة”، إلا أنها عدلت الحصيلة في وقت لاحق إلى إصابتين فقط.     

وروت شاهدة تعمل في وكالة “بروميير لينيه”، يقع مقرها في هذا الشارع “كان اثنان من زملائي يدخنان أسفل المبنى في الشارع، سمعت صراخًا وذهبت إلى النافذة؛ فرأيت أحدهما ملطخًا بالدماء، يطارده رجل يحمل ساطورًا”.     

وكانت وكالة الأنباء هذه المجاورة لصحيفة “شارلي إيبدو” شاهدة على الهجوم الذي نفذه الأخوان كواشي في العام 2015 في مقر هيئة تحرير الصحيفة الأسبوعية، التي انتقلت منذ ذلك الحين إلى مكان مجهول.     

وألقي القبض على مشتبه فيه في ساحة “باستيل” قرب مكان الهجوم، وفق إفادة الشرطة، كما وضِع شخص آخر في الحبس على ذمة التحقيق، بحسب مصدر قضائي.     

وقالت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب إنها فتحت تحقيقًا بشأن “محاولة اغتيال مرتبطة بعمل إرهابي” و”جمعية إرهابية إجرامية”.

رئيس الوزراء جان كاستيكس ووزير الداخلية جيرالد دارمانان في موقع الهجوم
منطقة مغلقة    

وقالت الشرطة إنها أرسلت قوات مكافحة الإرهاب إلى المكان، داعيةً إلى “تجنب الذهاب إلى المنطقة”. 

وشكّلت خلية أزمة في وزارة الداخلية، بينما توجه وزير الداخلية جيرالد دارمانان، ورئيس الوزراء جان كاستيكس إلى مكان الهجوم.     

وقالت إدارة مدارس وجامعات باريس لوكالة فرانس برس إن آلاف التلاميذ في خمس مدارس في محيط منطقة الهجوم لا يزالون داخلها.     

وأشار صحفي من وكالة فرانس برس إلى أن شارع “نيكولا أبّير” حيث كان مقر الصحيفة الساخرة قد أغلِق وانتشر فيه عشرات من أفراد  الشرطة المسلحين على الفور.     

وقال حساني عروان (23 عامًا)، وهو مصفف شعر يعمل في صالون قرب مكان الحادث “قرابة الظهر، ذهبنا لتمضية استراحة الغداء في مطعم. عندما وصلنا، صاحت بنا صاحبة المطعم (انصرفوا، انصرفوا وقع هجوم)؛ فخرجنا مسرعين ودخلنا الصالون وأغلقناه، وبقينا فيه حيث كانت أيضًا أربع زبونات”.     

وكتبت رئيسة منطقة باريس، فاليري بيكريس، على تويتر “صُدِمت من الهجوم الدامي الذي وقع قرب المبنى السابق لشارلي إيبدو في منطقة باريس، التي دفعت بالفعل ثمنًا باهظًا للعنف الإرهابي”.

 

تهديدات جديدة

ويأتي هذا الهجوم في الوقت الذي تتعرض فيه هيئة تحرير صحيفة “شارلي إيبدو” لتهديدات جديدة منذ إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في 2 سبتمبر/أيلول الجاري، تزامنًا مع بدء المحاكمة التي تستمر حتى 10 نوفمبر/ تشرين الثاني بشأن هجمات يناير 2015.     

وبعد تعليق قصير للمحاكمة، استؤنفت الجلسة دون أن تذكر محكمة الجنايات الخاصة في باريس هذا الهجوم.     

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نقِلت مديرة الموارد البشرية في “شارلي إيبدو”، ماريكا بريت، من منزلها بمرافقة الشرطة؛ بسبب تهديدات اعتُبرت خطيرة.     

وعقب هذه التهديدات، طلب وزير الداخلية “إعادة تقييم التهديدات التي يتعرض لها الصحفيون والمتعاونون مع شارلي إيبدو”.     

ونشرت مئة وسيلة إعلامية من صحف ومجلات وقنوات تلفزيونية وإذاعية، الأربعاء الماضي، رسالة مفتوحة تدعو الفرنسيين إلى التعبئة من أجل حرية التعبير.     

وفي السابع من يناير 2015، قتل الأخوان شريف وسعيد كواشي 11 شخصًا في هجوم استهدف هيئة تحرير “شارلي إيبدو”، قبل أن يلوذا بالفرار ويقتلا شرطيًا.     

في اليوم التالي، قتل أميدي كوليبالي شرطية في مونروغ في ضواحي باريس، وفي التاسع من يناير كانون الثاني 2015، قتِل أربعة أشخاص، جميعهم يهود، عندما احتُجز رهائن في متجر “إيبر كاشير” على أطراف باريس الشرقية.     

وقتلت الشرطة كوليبالي بعدما اقتحمت المتجر، وقُتِل الأخوان كواشي على أيدي القوات الخاصة في الشرطة الفرنسية في مطبعة لجآ إليها في “دامارتان-أون-جول”، شمال شرقي باريس.

وفي السياق، دان رئيس المجلس الأوربي، شارل ميشيل، الهجوم، وأعرب في تغريدة عن تعاطفه مع “ضحايا هذا العمل العنيف الجبان”، وعن تضامنه مع الشعب الفرنسي، وقال: “الإرهاب ليس له أي مكان على الأراضي الأوربية”.  

وأدت سلسلة الاعتداءات التي شهدتها فرنسا منذ يناير 2015 إلى مقتل 258 شخصًا، ولا يزال مستوى التهديد الإرهابي “مرتفعًا جدًا” بعد خمس سنوات على ذلك، وفق بيان الداخلية الفرنسية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات