بعد تهديدات وزارة الاعلام.. أى مصير ينتظر الصحافة في السودان؟

فيصل محمد صالح، وزير الإعلام والثقافة السوداني

مستقبل قاتم ينتظر الصحافة بالسودان عقب تهديد وكيل وزارة الاعلام رشيد سعيد يعقوب بملاحقات أمنية وقانونية ضد الصحافة والصحفيين.

استقالة مسؤول الصحافة 

الخميس الماضي استقال الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات عبد العظيم عوض بسبب التدخل في عمله من قبل وزارة الإعلام على حد قوله.
عوض قال في تصريحات صحفية إن وزارة الإعلام تعمل على إعداد خطة لتكميم أفواه بعض الصحف واسكات بعض الأقلام الصحافية.
وأضاف أن الوزارة تريد أن تجعل من مجلس الصحافة والمطبوعات رأس الرمح في مواجهة الصحف واسكات صوتها، وأنه رفض لعب هذا الدور وتقدم باستقالته التي أودعها مكتب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك. 

معاناة مع كل الحكومات 

وعانت الصحافة في عهد البشير من الكبت والتنكيل والمصادرة والرقابة القبلية من قبل جهاز الأمن والمخابرات الوطني، ويتخوف مراقبون من أن تسير السلطة الحالية في ذات الطريق السابق بعد التصريحات التي أطلقها وكيل وزارة الاعلام رشيد سعيد.

سيناريوهات متوقعه

مصدر رفيع بوزارة الإعلام أبلغ موقع الجزيرة مباشر أن أربعة سيناريوهات تنتظر الصحافة الورقية ستنفذها الحكومة الإنتقالية، أولها منع الصحف المناوئة للحكومة والمتهمة بمولاة النظام السابق من الإعلانات الحكومية للضغط عليها اقتصادياً، إذ تمثل الحكومة أكبر معلن في سوق الإعلان الصحفي.
وثاني الإجراءات التي تنتظر الصحافة الورقية لاسيما التي تقود خطاً ضد حكومة حمدوك هي ملاحقتها بالقانون وتقييد شكاوى ضد أي صحفي ينشر خبرا كاذبا أو غير دقيق، وايقاع عقوبات رداعة في حقها.
فضلاً عن ذلك قال المصدر إن الحكومة ستقوم بسحب السجل الصحفي من عدد من رؤساء التحرير، موضحا أنهم سيقومون بمراجعة مؤهلات رؤساء التحرير العلمية، وكل من يثبت عدم امتلاكه مؤهلات علمية لموقع رئيس التحرير سيتم سحب السجل الصحفي منه.
أما ثالث الإجراءات التي ستقوم بها الحكومة الإنتقالية ضد الصحافة تتمثل في إلزامها بمعايير صارمة، وحال عدم تطبيقها يتم سحب تراخيصها وحسب المصدر فان المعايير تتمثل في تهيئة البيئة الصحفية من حيث الأجور وتدريب الصحفيين  وتهيئة أماكن العمل فضلاً عن تأهيل رؤساء التحرير ،وحال الإخلال بالمعايير سيتم سحب ترخيص الصحيفة.
أما رابع الإجراءات المتوقعة حسب المصدر هو نزع منح ترخيص الصحف من مجلس الصحافة وتحويله لوزارة الإعلام حتى يتسنى لها مراجعة التصاديق السابقة إلى جانب التغول على سلطة إصدار تراخيص الصحف الجديدة.

الصحفي والمحلل السياسي عبد الماجد عبد الحميد ـ الجزيرة مباشر
مابين المصادمة والمهادنة

الصحفي والمحلل السياسي عبد الماجد عبد الحميد قال لموقع الجزيرة مباشر: إن دوافع حكومة الحرية والتغيير في ملاحقة الصحافة تتمثل في خوفها من الحرية والكلمة الحرة والضمائر الصحفية الحية.
عبد الحميد وهو رئيس تحرير صحيفة مصادر المتوقفة عن الصدور توقع تصعيدا من قبل الحكومة الإنتقالية بحق الصحف من أجل تركيعها، ووصف الاتجاه الحكومي في محاصرة الصحف بغير المنطقي وغير القانوني والمخالف للمواثيق الدولية.
أما الصحفي والمحلل السياسي حسن فاروق فيري ضرورة ملاحقة أجهزة الإعلام المملوكة للنظام السابق وتحويلها لصالح الدولة.
وقال فاروق إن النظام السابق يملك واجهات إعلامية من صحافة وتلفزة وإذاعات ويجب تحريرها وتحويلها إلى صالح الشعب السوداني، مضيفا أن كل مؤسسة إعلامية أيا كانت ثبت أنها كانت تدعم من النظام السابق يجب مصادرتها على حد قوله.
 

المصدر : الجزيرة مباشر