بعد انتشار كورونا.. كيف تدير عملك من المنزل؟

العمل من المنزل يتطلب إدارة الوقت وأدوات تكنولوجية
العمل من المنزل يتطلب إدارة الوقت وأدوات تكنولوجية

أجبرت عدد من المؤسسات حول العالم موظفيها على العمل من المنزل للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، فكيف يمكنك أن تعد نفسك لتحدي العمل من البيت؟

ويواجه العاملون بنظام “العمل عن بعد”، أو “العمل من المنزل” تحديات تتمثل في إدارة الوقت، وتداخل أوقات العمل والراحة، والتشتيت، وافتقاد بيئة العمل المناسبة.

ولكن توجد نظرة إيجابية تجاه هذا النظام المرن، لما يحققه من توازن بين الحياة المهنية والاجتماعية، ويرى أنصار هذا الرأي أن العمل لساعات طويلة يسرق الحياة، ويستعبد الإنسان، ويجعل محور حياته العمل.

العمل الناجح من المنزل يحقق التوازن في الحياة الأسرية (غيتي)
أدوات تكنولوجية

أكدت جيسيكا ديفيس في مقال بموقع information week أن هناك وظائف لا يمكن أداؤها إلا من خلال الحضور لمقرات العمل مثل عمال المطاعم وعمال التجزئة والسائقين. أما إذا كنت تعمل أمام الكمبيوتر؛ فأنت مرشح للعمل من المنزل.

وأوضحت أن العمل من المنزل، يتطلب عددا من الأدوات التكنولوجية؛ أهمها:

  • توفير إنترنت منزلي ذي سرعة مناسبة؛ خاصة إذا كنت تتشارك مع أسرتك في استخدام الإنترنت، وقتها ستحتاج إلى سرعة عالية تناسب حجم عملك، وتفي باستخدامات أبنائك في مشاهدة الأفلام والألعاب عبر الإنترنت.
  • برنامج مدير كلمات المرور Password manager لإدارة كلمات المرور الخاصة بمنصات عملك، واستخدام كلمات مرور قوية لحماية بياناتك.
  • تطبيقات للتواصل والمحادثة والاجتماع مع زملاء العمل، وتحسين كاميرا الكمبيوتر المحمول -إن تطلب الأمر- من أجل مقابلات الفيديو.
العمل من المنزل يتطلب تقليص المشتتات وتنظيم العلاقة مع أفراد الأسرة أو شركاء السكن (غيتي)
تطبيقات التواصل

ذكرت فاطمة حيشية في كتابها “التوظيف عن بعد”، عددًا من التطبيقات التي تتيح التواصل بين الفرق من خلال الدردشة، والرسائل القصيرة، ويشعرهم كأنهم يعملون في نفس المكتب؛ مثل سلاك Slack، ويامر Yammer، وتريلو Trello، وسكويجل Sqwiggle، وهيب شات HipChat وأسانا Asana، وتطبيق التقويم من غوغل Google Calender لتجنب تضارب المواعيد بين أعضاء الفريق، وتنظيم الالتزامات الأسرية والمهنية في مكان مركزي واحد.

هناك تطبيقات ومواقع توفر التواصل بسهولة مع زملاء العمل وكأنهم يعملون في نفس المكان (غيتي)
بيئة عمل بديلة

وقدمت ميرسي ليفينغستون في مقال لها بموقع cnet مجموعة من النصائح للموظفين والعاملين الذين اضطروا للعمل من المنزل بسبب انتشار الفيروس، وأبرزها:

  1. تجنب العمل من السرير، وجعل غرفة النوم للاسترخاء فقط، لأنك إن جعلت مكتبك في غرفة نومك، ستجد صعوبة في تجنب التفكير في العمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. وينبغي إعداد مساحة عمل في مكان آخر غير مشتت، حتى لو كان هذا المكان هو طاولة الطعام.
  2. تجنب العمل في الأماكن التي تشتت الانتباه في المنزل: حاول أن تجهز غرفة أو ركنا هادئًا بعيدًا عن المشتتات مثل التلفزيون.
  3.  وضع قانون صارم مع الأسرة: ينبغي أن تضع حدودًا مع أفراد الأسرة أو شركاء السكن، وأن تخبرهم أنك ستكون مشغولًا خلال ساعات عمل معينة، وينبغي ألا يزعجونك إلا في حالة الطوارئ. يمكنك وضع لافتة على بابك إن لزم الأمر، وحاول أن تفعل كل ما يجنبك المقاطعات.
  4. خذ فترات راحة: حدد لنفسك أوقات للاستراحة كل 75 إلى 90 دقيقة، لمدة 15 دقيقة لتحصل على راحة حقيقية، وليس مجرد تصفح لهاتفك، كما يمكنك أن تتحرك لتحصل على بعض الهواء النقي، أو تتواصل مع أفراد الأسرة.
  5. تجنب العزلة الاجتماعية الكاملة، وحاول أن تتواصل ولو –عن بعد – مع محيطك الاجتماعي.
ينبغي توفير غرفة أو ركن للعمل حتى لو كانت طاولة الطعام (غيتي)
عوامل التشتيت

ذكر أفرام بيلتش في مقال له بموقع tomshardware أن أكثر ما يزعج في “العمل من المنزل” هو عوامل التشتيت سواء داخل البيت، أو على الكمبيوتر والاستغراق في تصفح مواقع التواصل وعناوين الأخبار، فضلًا عن نقص أدوات العمل مثل المكاتب والكمبيوتر الجيد.

واقترح تثبيت برنامج مكافحة الإلهاء لتقييد الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار والمواقع الأخرى التي تستنزف الوقت خلال يوم ساعات العمل.

وأشار إلى نقطة هامة لا ينتبه إليها البعض أثناء العمل من المنزل، وهي “الملابس”، البعض يعمل بملابس النوم، وهذا يصيب الموظف بالتراخي ويجعله يشعر بالكسل، والأفضل أن يأخذ الموظف حمامًا ويتجهز مثل تجهزه للعمل بعد الإفطار، ويقوم بغسل أسنانه، ويرتدي ملابس مناسبة للعمل وكأنه في الدوام بشكل حقيقي.

ونصح أيضًا بتعويد الموظف نفسه على إخطار زملائه عبر برامج الدردشة في حال أخذ استراحة غداء أو خرج لقضاء المشاوير، مما يرسخ ثقافة الالتزام بالعمل.

رحلات إلى الثلاجة

عرض كيفين روز في مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز”، الجوانب السلبية للعمل من المنزل، وهي صعوبة التأقلم مع نمط حياة العمل من المنزل، وقلة التحفيز بسبب عدم التواصل الإنساني المباشر مع زملاء العمل.

وأوضح أن ثقافة العمل في الشركات بوادي السيلكون صارمة بشأن المطالبة بالعمل من مقر الشركة. على سبيل المثال، كان ستيف جوبز من أشهر معارضي العمل عن بُعد، معتقدًا أن الأفضل لموظفي آبل الاحتكاك مع زملائهم في العمل وليس الجلوس في المنزل أمام صندوق البريد الإلكتروني.

وأضاف كيفين “أنا من جيل ذوي الياقات البيضاء، ويفترض أن أشجع ثورة العمل عن بعد، لكنني أدركت أنني لا أستطيع أن أقدم أفضل ما عندي وأتظاهر بإبداء الاهتمام بمؤتمرات الفيديو بين رحلاتي إلى الثلاجة. وسأبقى في المنزل طالما نصح رؤسائي والسلطات الصحية. ولكن بصراحة، لا أستطيع الانتظار للعودة إلى العمل”.

اقرأ أيضا:

التعليم عن بعد.. الفصول الافتراضية في مواجهة كورونا

“عالم بلا عمل”.. هل تسرق الروبوتات وظائفنا؟

المصدر : الجزيرة مباشر