بعد انتخاب زعاترة نائبا لعمدة حيفا .. نتنياهو يطالب بتغييره

رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

انتقدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من وزراء حكومته لمنع استلام، رجاء زعاترة، زعيم حزب حداش منصب نائب عمدة مدينة حيفا شمال إسرائيل.

وذكرت صحيفة هآرتس، ذات الميول اليسارية في افتتاحيتها،الأربعاء، بعنوان:” رجاء زعاترة لديه الحق ليصبح نائب عمدة حيفا” أنه حتى لو لم تكن آراؤه مقبولة لدى يهود إسرائيل، فإنه كزعيم لحزب حداش تم انتخابه بطريقة ديمقراطية في مجلس بلدية المدينة، ومن حقه تولي المنصب العام.

أهم ما ورد في افتتاحية هآرتس:
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي طلب من عمدة حيفا “عينات قاليش روتيم”، إلغاء تعيين نائب لها “رجاء زعاترة” يدعم حزب الله وحماس اللذين قال إنهما تعلنان اعتزامهما تدمير دولة إسرائيل.
  • ليس من المستغرب أن ينضم نتنياهو إلى وزير الداخلية آرييه درعي ووزيرة الثقافة ميري رغيف في مساعي منع تولي زعاترة منصب نائب عمدة حيفا، وهي وظيفة عامة مدفوعة الأجر، لأن نتنياهو يعارض أن يمارس مواطن عربي في إسرائيل حقه في التصويت والترشح للمناصب القيادية.
  • دائما يستفيد نتنياهو انتخابيا من التحريض ضد العرب ويقوم بتصويرهم على أنهم ” طابور خامس” ويدعمون الإرهاب، وهذا النوع من التحريض يؤتي ثماره لليمين الإسرائيلي من جهتين، الأولى أنه يشجع الناس على التصويت لصالح أولئك الذين يتعهدون بالتصدي لتلك الأقلية والحفاظ على الطابع اليهودي للدولة!
  • من ناحية أخري، فإنه يقوض شرعية التحالفات مع الأحزاب العربية في إسرائيل مثل ذلك التحالف الذي تم تدشينه لأول مرة في عهد رئيس الوزراء الراحل إسحاق رابين.
  • زعاترة قام بشجب الصهيونية، مؤكدا أن حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني ليستا إرهابيتين وأن مقاومتهم للاحتلال تعد أمرا مشروعا.
رجاء زعاترة
  • رغم أن تصريحات زعاترة قد لا تطرب آذان يهود إسرائيل غير أن مسعى نتنياهو لتصويرها على أنها تدعم “حرب تدمير إسرائيل”، فإن هذا التصوير يعد أمرا ديماغوغيا ومنافقا إلى حد كبير.
  • زعاترة مواطن إسرائيلي من أصل فلسطيني، وهذان التعريفان في هويته يتنازعان فيما بينهما بشكل دائم، فشعب زعاترة (الفلسطينيون) عاش تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية لأكثر من 50 عاما من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن البلد الذي يحمل هويته باعتباره مواطنا فيه تخلى عن مبدأ المساواة وقام بسن قانون يهودية الدولة الذي يكرس تميز اليهود وتدني مرتبة العرب في المجتمع الإسرائيلي.
  • إن آراء زعاترة مهما كان من الصعب على البعض أن ينصت اليها، فإنها تبقى آراء مشروعة، وإذا كان لدى خصومه أي أساس قانوني لعدم أهليته للمنصب استنادا لتلك التصريحات، كان يتعين عليهم أن يفعلوا ذلك خلال فترة الحملة الانتخابية له وليس بعد انتخابه بطريقة ديمقراطية صحيحة.
  • موقف رئيس حزب العمل آفي جاباي، ورئيسة حزب ميرتيس السيدة تامار زندبيرغ يستحقان الإشادة بموقفهما الداعم لموقف عمدة حيفا السيدة قاليتش روتيم الرافض للاستسلام للضغوط الهائلة التي تستهدف إلغاء تعيين، رجاء زعاترة، نائب لعمدة حيفا.
  • جاباي قال: “عمدة حيفا تواجه تحديا ليس سهلا للحفاظ على التعايش في المدينة”، والواقع ليس فقط الحفاظ على التعايش ولكن مستقبل الدولة ناهيك عن المعسكر السياسي الذي يسعى لقيادة البلاد استنادا إلى التعايش وخلق تحالفات سياسية بين العرب واليهود.
  • المواطنون العرب في إسرائيل لديهم الحق في انتخاب ممثليهم، وتعيين زعاترة كنائب لعمدة حيفا تم بطريقة ديمقراطية ولا أساس قانونيا لعدم تأهله للمنصب.
زعاترة يرد:
زعاترة مواطن إسرائيلي من أصل فلسطيني

   لن أسحب ما قلته في الماضي.
•    هدفي الرئيس من شغل هذا المنصب هو دعم التعايش بين جميع الطوائف داخل حيفا.
•    أسعى للعمل على حل المشكلات التي تعاني منها حيفا في مجالات التعليم والإسكان والمرور وغيرها من المجالات الأخرى.
•    الذين يجلسون معنا في التحالف يسعون للتحريض ضدي وإشعال الكراهية تجاهي كشخص، وتجاه حزبي، وأيضا تجاه القطاع العربي في إسرائيل.
•    أتفهم تلك التصرفات في ضوء كونها وسائل ضمن إدارة عملية سياسية داخلية.
•    أقترح على من يوجهون هذه الاتهامات ضدي أن ينتظروا ليحكموا على أفعالي التي تدعم العيش المشترك والمساواة بين المواطنين في حيفا.

البحث عن حلول للأزمة:

 

  • بعض الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية تحدثت، الأربعاء، عن حل وسط للخروج من المأزق السياسي مع اليسار الإسرائيلي في حيفا.
  • تسريبات كشفت عن اعتزام زعاترة عقد مؤتمر صحفي علني يطلب فيه من عمدة حيفا التخلي عن تعيينه نائبا لها واختيار شهيرة شلبي (من أصل فلسطيني أيضا) والتي حلت في المركز الثاني بعده في لائحة الحزب الانتخابية لمنصب نائب عمدة حيفا.
  • صحيفة هآرتس أكدت في افتتاحيتها، الأربعاء، أن هذا الحل (إذا تم تنفيذه) وإن بدا حلا ذكيا للخروج من المأزق السياسي الحالي في حيفا، فإنه في الواقع ليس حلا عادلا على الإطلاق.
خلفية:
  • من المقرر أن يستمر رجاء زعاترة في منصبه كنائب لعمدة حيفا لمدة 30 شهرا (عامان ونصف العام) كجزء من اتفاق لتبادل مناصب بلدية حيفا.
  • رجاء زعاترة وهو عضو في حزب حداش (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) كان قد دخل في ائتلاف انتخابي في انتخابات البلدية وتم انتخابه ممثلا لحزب حداش، ومن ثم اختارته العمدة ليكون نائبا لها.
  • صحيفة يديعوت أحرونوت نبهت إلى أن سكان مدينة حيفا تنتابهم الحيرة جراء السبب وراء اختيار زعاترة الذي حصل حزبه على مقعدين فقط في مجلس البلدية بينما لم تقم العمدة باختيار ممثل حركة الليكود التي ينتمي إليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي حصلت على 3 مقاعد في مجلس بلدية المدينة.
المصدر : الجزيرة مباشر + هاآرتس