“باشاغا والمشري” يقودان حملة شرسة ضد “حفتر” ومشروعه

وزير الداخلية الليبي، فتحي باشاغا ورئيس مجلس الدولة الليبي خالد المشري

حملة شرسة وقوية يقودها وزير الداخلية الليبي، فتحي باشاغا ومعه رئيس مجلس الدولة الليبي خالد المشري لعزل اللواء المتقاعد خليفة حفتر عن أي مبادرة أو تفاوض أو حوارات سياسية مستقبلية.

جاءت الحملة التي ظهرت في تصريحات ومواقف “باشاغا والمشري” بعد المبادرة التي طرحها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج وفسرها البعض بأنها قد ترحب بوجود “حفتر” على طاولة المفاوضات كون المبادرة لم تهاجم أو تستبعد الجنرال العسكري، وهذا ما عابه البعض على “السراج” والذي التقى “حفتر” لأكثر من مرة قبل عدوان الأخير على العاصمة “طرابلس”.

“باشاغا” في مواجهة “حفتر”
  • مواقف “باشاغا”، ضابط سابق تولى وزارة الداخلية بحكومة الوفاق مؤخرا، ليست جديدة ولا غريبة كون الرجل رفض أي حوار أو تقارب مع “حفتر” بل وكان له السبق في إطلاق لفظ “المتمرد” على الأخير بعد شن قواته حربا شرسة على العاصمة طرابلس، واستعان فيها بمرتزقة وطائرات مصرية وإماراتية واستخبارات أجنبية”، وفق معلومات وردت “الجزيرة مباشر” من قبل مصدر مقرب من عملية “بركان الغضب” التابعة للحكومة.
  • واشتهر “فتحي باشاغا”، أحد قيادات مدينة مصراتة (غرب ليبيا)، بمواقفه القوية والشرسة ضد “حفتر” بعكس “السراج” الذي لازال يراهن على نجاح التفاوض مع “حفتر”، لكن “باشاغا” يهدد “حفتر” ومشروعه ومموليه ويطلق عليه عدة مسميات مثل “متمرد وإنقلابي” وهو ما لاقى قبولا واسعا لدى الشارع الليبي، ما جعل الرجل الأول في وزارة الداخلية يتصدر المشهد سياسيا وعسكريا.

 

“غلق قنوات التواصل”
  • وفي خطوة قوية تؤكد استمرار “باشاغا” على نهجه الرافض لحفتر ومشروعه، أعلن الوزير الليبي أن كل قنوات التواصل مع “خليفة حفتر” قد انقطعت، وأن قاعدة الحوار السياسي في ليبيا قد تغيرت بعد إقدام حفتر على غزو طرابلس، مؤكدا أن “حفتر” لايمثل الشرق الليبي”.
  • ولم يكتف رجل الأمن القوي من الهجوم على “حفتر” وعدوانه على “طرابلس”، لكنه صعد من الأمر كثيرا ليهاجم علانية الدول التي دعمت الجنرال الليبي في مشروعه أو هجومه على العاصمة، كاشفا عن تراجع بعض هذه الدول عن مواقفها ومحاولة فتح قنوات تواصل مع حكومة الوفاق، دون أن يسمي هذه الدول.
  • “باشاغا” أكد أن “الدول التي دعمت مشروع “خليفة حفتر” سواء إقليمية أو دولية لم تعد مصدر ثقة لدى حكومته أو مؤيديهم في الغرب الليبي، وهو ما فسره البعض بغلق قنوات التواصل مع هذه الدول رسميا ومستقبليا”.
“المشري..عداوة دائمة وقديمة”
  • أما بخصوص رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، ومواقفه الرافضة لحفتر ومشروعه، فالأمر يرجع لعداوة دائمة ومستمرة بين المشروع العسكري ويمثله “حفتر” وبين “الإسلام السياسي” ويمثله “المشري” والذي كان أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا وأحد مؤسسي حزبها “العدالة والبناء”.
  • “المشري”، وهو عضو سابق في المؤتمر الوطني العام وعضو في البرلمان العربي، بدأ هجومه منذ ظهور “حفتر” على الساحة السياسية والعسكرية، مطالبا بعدم السماح لهذا الشخص بأي تواجد يذكر متهما إياه بمحاولة السيطرة على الحكم في ليبيا عبر الانقلابات العسكرية وأنه رجل مصر في ليبيا ويحاول تكرار تجربة “السيسي”.
  •  وحتى بعد وصول “المشري” إلى منصب رئيس مجلس الدولة عبر الانتخابات، ظلت العداوة مستمرة، بل تجنب حتى مجرد السلام أو التواجد في مكان فيه “حفتر”، وظهر ذلك جليا في مؤتمر “باريس” الذي ضم كل من “السراج والمشري وحفتر وعقيلة صالح”، والذي رفض المشري حتى مجرد السلام باليد على حفتر رغم أن المؤتمر جاء لعمل مصالحة.
  • “المشري” ظهر على قناة “فرانس24″ في نفس ليلة المؤتمر وهاجم حفتر وقال:”أنا لن أعترف بحفتر ولا بوجوده في المشهد”.
  • ولم يتحدث “المشري” باسمه فقط، بل أكد مؤخرا باسم “مجلس الدولة” (مؤسسة انبثقت عن الاتفاق السياسي الليبي) بأن “مجلسه لن يقبل التفاوض مع أي طرف يكرس للعدوان على العاصمة، ويفرض الرأي بالقوة، في إشارة لحفتر، بل طالب البعثة الأممية ورئيسها، غسان سلامة خلال اللقاء الأخير معه بالقيام بدورهم المهم في بيان حقيقة العدوان على العاصمة من قبل “حفتر”.
  • هجوم “باشاغا” المستمر وعداوة “المشري” الدائمة لحفتر ومشروعه، طرحت عدة تساؤلات حول مدى نجاح هذه الحملة في إقصاء “حفتر” من المشهد سياسيا وعسكريا، وما إذا كانت هذه الخطوات تهدف لقطع الطريق على “السراج” إذا أراد أي تقارب او تفاوض جديد مع الجنرال المنشق بضغط دولي وإقليمي.
صورة نشرتها صفحة عملية بركان الغضب على فيسبوك لقصف قوات حفتر للمستشفى الميداني بالسواني

 

رؤية موحدة
  • عضو البرلمان الليبي والمقرب من حكومة “الوفاق”، جلال الشويهدي أكد لـ”الجزيرة مباشر” أن إقصاء “حفتر” ورفض الحوار معه أمر متفق عليه من جميع الأطراف المناوئة له سواء المجلس الرئاسي ورئيسه “السراج” أو مجلس الدولة أو مجلس النواب المنعقد حاليا في “طرابلس” وكذلك المقاتلين على الأرض، وكلها رؤية موحدة”.
  • وفي رده على أن مبادرة “السراج” لم تذكر إبعاد “حفتر” أو إقصائه من المشهد، أوضح الشويهدي في تصريحات خاصة أن “حتى وإن لم تذكر المبادرة ذلك مباشرة إلا أن “السراج” نفسه صرح عدة مرات أنه “لا حوار مع “حفتر”.
  • “الشويهدي” أشار إلى أن “الحوار مع حفتر لن يكون إلا مع القضاء إذا تم القبض عليه فى ليبيا، وإن تمكن من الفرار إلى أمريكا التى يحمل جنسيتها فإن القضاء الأمريكي فى انتظاره لمحاسبته على ما ارتكبه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، وفق تقديراته.
  • وأكد البرلماني الليبي أن “الرؤية بخصوص “حفتر” ومستقبله السياسي أو العسكري أمر متفق عليه من جميع الأطراف الفعالة سوء السياسية أو العسكرية، أم بخصوص الضغط الدولي فهذا لا نعول عليه كثيرا، لكن بعد الانتصارات المتتالية لحكومة “الوفاق” وآخرها السيطرة على مدينة “غريان” الاستراتيجية سنرى تغيرا فى العديد من المواقف الدولية تجاه “حفتر” ومشروعه”، حسب كلامه.
عشرات الضحايا بقصف قوات حفتر لطرابلس

 

حوار بضغط دولي:
  • وزير التخطيط الليبي الأسبق، عيسى التويجر أشار إلى أن “الحوار مع “حفتر” من البداية كان خطأ فرضته الأمم المتحدة، فهو عسكري هدفه الانقلاب على المسار الديمقراطي وتحويل الحكم إلى حكم أسري وفق أجندة خارجية واضحة، فكيف يكون معه حوار وتفاوض”.
  • وأوضح في تصريحات لـ”الجزيرة مباشر” أن “السراج هو أكثر الناس خبرة في التفاوض مع “حفتر” وقد عبر عن ذلك بأنه طعنه في الظهر بعد أن اتفق معه على تقاسم السلطة، إذا العودة للتفاوض مع هذا الرجل هو عبث غير مقبول وهو ما تعبر عنه مواقف “باشاغا والمشري” وهو أيضا موقف كل المدافعين عن الدولة المدنية الرافضين لعودة حكم الفرد”، وفق رأيه.
“سياسة انتهازية”
  • لكن الباحث الليبي ورئيس منظمة الديمقراطية وحقوق الإنسان ومقرها “واشنطن”، عماد الدين المنتصر أكد أن “أي سياسي ينادي بإقصاء “حفتر” سيحقق مكاسب سياسية شعبية كبيرة، وكلما زادت هزائم “حفتر” كلما رأينا عدد أكبر من السياسين ينتقل إلى معسكر رفض الحوار، وإن كان بعض هذه المواقف منبثقة من مبدأ، إلا أن البعض الآخر ما هي إلا سياسة انتهازية تهدف لدفع صاحبها إلى الواجهة السياسية والإعلامية”.
  • وأوضح في تصريحه لـ”الجزيرة مباشر” أنه “هناك تخوف كبير على كل المستويات في ليبيا من أن يقوم “السراج” بفتح باب الحوار ثانية لخليفة حفتر، لذا هناك إصرار شعبي ورسمي لإجبار “السراج” على الالتزام بإبعاد حفتر ومؤيديه من أي عملية مستقبلية في ليبيا، وتصريحات “المشري وباشاغا” هي استجابة لهذه المطالب الشعبية لمنع السراج من اجتياز هذا الخط الأحمر”.
المصدر : الجزيرة مباشر