انطلاق كرنفال “بيلماون” بإنزكان المغربية

كرنفال بيلماون ببلدة إنزكان المغربية

 

انطلقت فعاليات النسخة الرابعة لكرنفال “بيلماون بودماون” (كرنفال الجلود والأقنعة المتعددة) مساء أمس السبت، ببلدة إنزكان، جنوب غربي المغرب.

وقال “أحمد صابر” المدير العام للكرنفال، إن “الكرنفال  يمتد على مسافة 5 كيلومترات ويشارك فيه 4000 مشارك يتوزعون على أكثر من 45 فرقة منتسبة لهيئات مدينة إنزكان وأحياء بالمنطقة”.

وأضاف أن الكرنفال أصبح “فضاءً للترويح عن النفس والخروج عن المألوف وكسر التابوهات وإنتاج التصورات في شكل هزلي عن الأنا والآخر (إنسانا كان أو حيوانا).

ولفت “صابر” إلى أن “دورة هذا العام عكست شعاره من أجل تصنيفه تراثا لا مادي لدى منظمة اليونسيكو، والتي ما يزال أهالي جنوب غرب المغرب يحافظون على عادة بيلماون (بوجلود) لقرون”.

 وأوضح أنه واكب ما يربو عن 210 ألف متفرج، وأن فعالياته تتواصل حتى ليلة الأحد، وهو رقم قياسي لم تشهده الدورات الثلاث السابقة”.

وقال “الحسين بويعقوبي” الباحث الأنثروبولوجي المغربي، إن “بيلماون  (صاحب الجلود) شكل شعبي ذكوري يعتمد على التنكر في جلد الماعز أو الغنم من طرف مجموعة من الشبان ترافقهم مجموعة أخرى  تعتمد على استعمال الأقنعة وأشكال تنكرية مختلفة أخرى لتجسيد مختلف الأدوار والفئات والمهن الموجودة في المجتمع المغربي”.

وأوضح “بويعقوبي” أستاذ الأنتروبولوجيا بجامعة “ابن زهر” جنوب غربي المغرب، أن “هذه الممارسة الثقافية تعكس سعي الانسان الأمازيغي إلى الحفاظ على هذا الطقس، والذي تتقاسمه شعوب شمال إفريقيا وجزر الكناري بمسميات مختلفة”.

 وشدد على أن “الظاهرة تحمل أسماء عديدة حسب مناطق البلاد، سواء كانت ناطقة بالأمازيغية أو بالعربية في مختلف مناطق شمال إفريقيا.  ومن هذه التسميات نجد (بيلماون) و (بوجلود) و(هرما) و(تمعزات) في سوس (جنوب)، وفي الأطلس المتوسط (وسط) نجد (بو يسليخن).

وتابع “كما نجد لدى الناطقين بالعربية (بولبطاين) أو (سبع بطاين) نسبة لعدد الجلود اللازمة لكساء الشخص الواحد”

وذكر أن هذه العادة انقرضت في منطقة القبائل بالجزائر،  منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، مضيفا “فنجد أسماء (بوعفيف) و (بابا الحاج) و(أمغار أوقروش).

ويرى بويعقوبي أن “اعتقادات دينية لدى الأمازيغ، تقول إن بيلماون يستجلب بركة ما أو حسن طالع أو يطرد مكروها أو يحقق أمنية أو يجلب رزقا أو يزوج عازبة أو يداوي سقما، حينما يلمس طالب “البركة” “إيفنزي ن بيلماون” (حافر الكبش من قبل أحد أعضاء بيلماون”.

ورجح الباحث أن “يكون أصل هذه العادة مرتبطا بمعتقدات قديمة في شمال إفريقيا تقدس الكبش، وإشكالية الأصل تطرح بالنسبة لكل الممارسات التنكرية المسماة “كرنفال” والموجودة في كل المجتمعات الإنسانية”.