الهجرة النبوية.. منطلق التاريخ ومبتدأ خبر الإسلام

الهجرة النبوية.. منطلق التاريخ الإسلامي ورحلة الإيمان والعزيمة

اكتملت قبل أيام، أربعون وأربعمئة وألف سنة، واحدة من أخلد رحلات التاريخ، وأكثرها مأثورية وقداسة لدى المسلمين.

إنها هجرة رسول الله محمد، عليه الصلاة والسلم، من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، التي يعتبرها المسلمون منطلق التاريخ ومستقر الوحي ومأوى آفاق الحضارة الإسلامية.

ناقش تقرير لموقع الجزيرة الوثائقية كيف احتفى المسلمون بالهجرة النبوية، وجعلوها بداية التاريخ، ومبتدأ خبر الإسلام.

الهجرة: التخطيط والإبداع
  • استمرت دعوة الرسول الكريم، على طول ثلاث عشرة سنة مفعمة بالسرية والجهرية والعذاب الأليم والتنكيل والوشاية والتشهير والمؤامرات.
  • لم يكن طريق الهجرة سهلًا، لكنه في مقابل ذلك كان مفروشًا بآمال من الحب والإصرار والعزيمة، واستنفاد الجهد والطاقة البشرية، من أجل المشروع الإيماني الراسخ.
  • في كتاب الهجرة النبوية صفحات مهمة للتخطيط النبوي، فالصادق الأمين حفيد سيد البطحاء عبد المطلب بن هاشم وابن العواتك من سليم؛ أضاف إلى ما تعرفه قريش فيه من صدق وعزيمة ونقاء وإصرار عقلا تخطيطيا واستراتيجيا لم تعرف العرب مثله.
  • أخذت قريش عُدتها للقضاء على الرسول محمد قضاء نهائيًا، بعد أن كتبوا صحيفتهم التي مثلت أول حصار شامل لمجتمع طاهر.
  • كان حصارًا بسبب القيم الجديدة، التي تريد أن تهدم قيما أخرى، تقوم على تأليه الطبيعة وتسوير العلاقات الإنسانية.
تمويه وتدخل إلهي
  • المرحلة الأولى من الهجرة النبوية، شملت عملًا تخطيطيًا تمويهيًا، حينما بدأت طلائع المهاجرين تغادر مكة تباعًا.
  • خرجوا من مكة بعد أن استوثقوا من أمان ودار مُقام جديدة، إثر إسلام جمهور أهل يثرب التي حملت بعد ذلك اسم المدينة المنورة.
  • بدأ الإيمان اليثربي يزيح آمادًا طويلة من الأحقاد والدماء الدافقة بين القبائل، فقد حمل الجميع اسم الأنصار وكانوا كذلك للدعوة المحمدية.
  • بعد أن انطلقت مواكب المهاجرين، بدأ النبي محمد ينتظر الإذن من رب العالمين، كي يلحق بالركب المهاجر، ورفقة خليله وأقرب صحابته إليه أبي بكر الصديق.
  • انطلقت المرحلة الثانية من الهجرة، وفي الوقت ذاته كانت عناصر متعددة تمارس دورها في التمويه وشغل قريش عن المسيرة والهدف.
  • ينام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في فراش النبي، صلى الله عليه وسلم، وتسهم أسماء بنت أبي بكر الصديق وأخوها عبد الله في تضليل قريش والتكتم على معلومة الهجرة واتجاه المهاجرين.
  • كان عامر بن فهيرة ذلك الدليل الأمين، عنصرًا آخر من عناصر المسيرة التي تضامنت فيها الجهود البشرية والتخطيط العقلي والتسخير الإلهي للقلوب والعواطف والطبيعة.

 

في خيمة أم معبد.. الجمال والجلال
  • نزل الركب الميمون عند خيمة أم معبد التي تقول كتب التاريخ الإسلامية عنها إنها امرأة من قبيلة خزاعة، وكانت سيدة برزة تقري الضيوف وتقدم خدمات الضيافة للعابرين بوجه طلق ودون مقابل.
  • هنالك انطلقت المعجزة الخالدة عندما درّت الشاة الهزيلة أضعاف ما تدره شياه عديدة، وشرب الركب النبوي وبقي في حقائب التاريخ والذكرى عبق من ذلك النور الكبير.
  • تحدثت أم معبد في وصف عظيم عن ذلك الرجل الظاهر الوضاءة الوسيم القسيم الذي ترك بصماته على التاريخ والحضارة والإيمان والقيم، مخلفة للأدب والجمال والوصف واحدًا من أبدع نصوص الوصف البديع الدقيق.
  • كانت الهجرة النبوية، منطلق حياة جديدة في تاريخ المسلمين، والعالم كله.
الهجرة.. بداية التاريخ
  • انتقل المسلمون من التأريخ بالحوادث والوقائع والحروب إلى حد معروف البداية، وهو هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
  • وفق الروايات التاريخية، فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إليه أبو موسى الأشعري أنه “تأتينا من أمير المؤمنين كتب لا ندري بأيّها نعمل، فقد قرأنا صكًا منه محله شعبان، فما ندري أي الشعبانين الماضي أم الآتي؟”، فعمِل عمر رضي الله عنه على كتابة التاريخ، وأراد رفع الإشكال فحدد الهجرة منطلقًا للتاريخ الإسلامي.
  • هنالك رواية أخرى نقلها السيوطي في كتابه الشماريخ في التاريخ، تقول إن النبي، صلى الله عليه وسلم هو الذي وقّع في رسائله إلى الملوك بوسم تاريخ الهجرة تحديدًا.
  • يعتمد التقويم الهجري عند المسلمين حركة القمر، حيث إن عدة الشهور إثنا عشر شهرًا، تحمل أسماء عربية خالدة.
  • في الذكرى الأربعين بعد المئة الرابعة والألف، يتدفق شجن كبير للذكرى، حيث يهاجر من جديد كثير من أبناء مكة والمدينة وبقاع أخرى من العالم الإسلامي إلى أي أرض يوجد بها نظام عادل لا يُكره الناس على التنكّر لقيمهم أو مواجهة السجن والاغتيال ولو بمنشار.
     

للاطلاع على التقرير بكامله، يمكن الرجوع للرابط التالي:

الهجرة النبوية.. منطلق التاريخ الإسلامي ورحلة الإيمان والعزيمة

المصدر : الجزيرة الوثائقية