النظام الموريتاني الجديد.. أبناء المشايخ يحتلون الواجهة

الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني خلال تسلمه الحكم، في 1 أغسطس 2019.

ينتمي الرئيس الموريتاني المنتخب لجماعة صوفية، وعين رجلين ينتميان أيضًا للطائفة الصوفية في أهم منصبين في الدولة بعد منصب الرئيس هما: منصب الوزير الأول، ومدير ديوان الرئيس.

يوم الخميس الماضي استلم الرئيس الموريتاني الجديد محمد بن الشيخ الغزواني مهام الحكم وغادر الرئيس المنصرم محمد ولد عبد العزيز السلطة، ليقضي ليلته الأولى خارج السلطة في شقة سكنية بقصر المؤتمرات الحكومية قبل أن يغادر إلى تركيا في مهمة ذكرت وسائل إعلام موريتانية إنها تتعلق بعلاج ركبتيه بعد مسيرة حكم استمرت حوالي 4 آلاف يوم.

وينتمي الرئيس الجديد إلى عمق التصوف، فقد كان أبوه الشيخ محمد أحمد بن الشيخ الغزواني زعيمًا صوفيًا للطريقة القظفية التي هي فرع للطريقة الشاذلية الواسعة الانتشار في غرب أفريقيا وأجزاء من العالم العربي والإسلامي عمومًا.

وخلال الحملة الانتخابية، ركز الرئيس محمد بن الشيخ الغزواني وأنصاره على البعد الصوفي في شخصيته، حيث تحدث الرئيس في خطابه الافتتاحي لحملته عما “من الله بي علي من تربية وأخلاق”.

إسماعيل بده الشيخ سيديا رئيس حكومة موريتانيا الجديد (مواقع التواصل)
وزير أول صوفي
  • لم يطل الانتظار كثيرًا حتى أعلن الرئيس الجديد مساء الجمعة تعيين المهندس إسماعيل بن بده بن الشيخ سيديا وزيرًا أول، وهو أيضًا ينتمي إلى الفضاء الصوفي، حيث ينتمي إلى أسرة الشيخ سيديا الكبير التي تعتبر إحدى أهم مراكز الصوفية القادرية في موريتانيا وغرب أفريقيا عمومًا، كما أنه محسوب على الشيخ الصوفي المؤثر حاليًا في المشهد السياسي في موريتانيا الشيخ الفخامة بن الشيخ سيديا.
  • سبق للوزير الأول الجديد أن شغل عدة مناصب حكومية متعددة في عهد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز كما سبق أن تولي مشروع إعمار مدينة بوتلميت الذي كانت تموله قطر، وتقول وسائل إعلام موريتانية إنه لم يكتمل بسبب بعض العراقيل التي وضعها نظام الرئيس السابق قبل قطع العلاقات مع قطر.
  • ينتمي الوزير الأول وهو مهندس وخبير استشاري إلى جيل التكنوقراط، ويقول أنصاره إن تعيينه أيضًا يضيف توازنًا –جهويًا- إلى دائرة الحكم حيث ينتمي إلى مناطق الجنوب الموريتاني فيما ينتمي الرئيس إلى منطقة الشرق الموريتاني في حين ينتمي رئيس البرلمان الشيخ ولد بايه إلى الشمال.
  • يتعلق الأمر بإحدى الاعتبارات التي دأبت معظم الأنظمة الحاكمة في العقود الأخيرة إلى مراعاتها في توزيع مناصب الحكم الأساسية بين الجهات، وكثيرًا ما تثير لغطًا بين الرافضين لها والمدافعين عنها.
مدير الديوان.. مريد الرئيس
  • أيضًا عين الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني كذلك، مدير ديوانه الخاص به، وجاء التعيين من نصيب أحد المقربين سياسيًا واجتماعيًا إلى الرئيس ويتعلق الأمر بالسفير والوزير السابق محمد أحمد ولد محمد الأمين وهو وزير داخلية سابق، وسفير سابق لموريتانيا في تركيا ومالي.
  • الوزير الجديد ينتمي إلى أسرة أهل لحويرثي التي عرفت خلال قرون بعلاقاتها الروحية الوطيدة بالحضرة الغزوانية، وربطت علاقات المودة والأوراد والحلق الصوفية بين أبناء الأسرتين بشكل وثق العلاقة بينهما إلى أبعد الحدود.
  • سبق لولد الغزواني أن دفع لتعيين بعض أفراد هذه الأسرة المقربة منه في مناصب سامية، حيث تولى السفير والسياسي محمد محمود بن محمد الأمين بن لحويرثي وزارة الدفاع، فيما كان ولد الغزواني يومها قائدًا للأركان، كما تولى أيضًا رئاسة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، وذلك ضمن سياسية تقاسم النفوذ بين الرئيس الحالي وسلفه محمد ولد عبد العزيز.
  • المتصوفون الثلاثة يمثلون القرص الصلب للحكم في موريتانيا؛ حيث يقف الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على هرم الحكم، فيما يتولى الوزير الأول إسماعيل بن الشيخ سيديا إدارة العمل الحكومي وتنفيذ البرنامج الرئاسي للحكومة، أما مدير الديوان فهو الممسك عمليا بكل ملفات القرار ورجل الثقة والصندوق الأسود أو البني للرئاسة.
المصدر : الجزيرة مباشر