الموت يغيّب الفنان أبو بكر سالم “ثاني أفضل صوت في العالم”

المطرب أبو بكر سالم من أهم أعمدة الفن العربي

غيب الموت، الأحد، المطرب اليمني الأصل والذي يحمل الجنسية السعودية “أبو بكر سالم بلفقيه” عن عمر ناهز الـ78 عاما بعد صراع طويل مع المرض، وبعد مشوار فني امتد قرابة ستة عقود.

ويعد الفنان أبو بكر سالم بلفقيه، وهو مغن وملحن وشاعر، من أهم أعمدة الفن اليمني والخليجي والعربي، وأثرى المكتبة الفنية بمئات الأغنيات، وتميز بعذوبة صوته وقدرته على أداء الألوان الغنائية المختلفة والحرص على انتقاء الكلمات الهادفة.

ولد سالم في 17 مارس آذار 1939 بمدينة تريم التاريخية في حضرموت ثم انتقل للسعودية في السبعينيات وعاش متنقلا بين عدن وبيروت وجدة والقاهرة إلى أن استقر في الرياض.

ظهرت مواهب بلفقيه الفنية منذ صباه فاشتهر بأدائه الأناشيد والموشحات الدينية وكان مولعا بالأدب والشعر، إلى جانب حبه الكبير للغناء الذي مارسه بشكل رسمي بعد الإنشاد، كما عرف عنه آنذاك شغفه وتأثره بأخواله الذين تميزوا بالعلم والثقافة والغناء.

قدم الفنان الراحل مجموعة كبيرة من الأغاني من أشهرها (يا ورد محلا جمالك) و(قال المعنى لمه) و(مسكين يا ناس) و(يا ليل هل أشكو) و(مجروح) و(24 ساعة) و(كما الريشة) و(يا بلادي واصلي) إضافة إلى قصائد بالفصحى للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي وجده أبو بكر بن شهاب.

وحقق شهرة إقليمية كبيرة من خلال الحفلات التي قدمها في معظم الدول العربية كما كتب ولحن للعديد من المغنين العرب منهم الراحلة وردة الجزائرية.

كما تميزت تجربته بالبعد الصوفي الذي تجلى في عدد من أناشيده الدينية، مثل “يا ساكنين طيبة”، و”يا رب يا عالم الحال”.

وحاز الراحل على العديد من الأوسمة والتكريمات الفنية، فقلده الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح وسام الفنون من الدرجة الأولى 1989، ومنحته جامعة حضرموت درجة الدكتوراه الفخرية عام 2003، ووسام الثقافة في نفس العام، وتذكار صنعاء عاصمة الثقافة العربية عام 2004.

كما حصد جائزة “الكاسيت الذهبي” من إحدى شركات التوزيع الألمانية، وجائزة منظمة “اليونسكو”، كـ “ثاني أفضل صوت في العالم”.

وعانى سالم من المرض خلال السنوات العشرة الأخيرة في حياته حيث خضع لعملية قلب مفتوح ثم رقد في المصحات الطبية لفترة امتدت عدة أشهر.

وكان آخر ظهور عام له خلال حفل أقيم في جدة في سبتمبر/أيلول بمناسبة اليوم الوطني السعودي حيث أطل من فوق كرسي متحرك وتم تكريمه ومنحه درعًا بصفته رمزًا وطنيًا فنيًا.

ومن المقرر تشييع الراحل بعد صلاة عصر الإثنين من جامع (الجوهرة البابطين) في حي الياسمين بالرياض إلى مثواه الأخير في مقبرة بنبان شمالي العاصمة السعودية.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز