المساعدات الأمريكية: ضمان التبعية بثمن بخس

الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)

بأقل من 1% من الموازنة الأمريكية يحصل الأمريكيون على الولاء والخضوع ومزايا استراتيجية من العديد من الدول بثمن بخس.

هذا ما أشار إليه موقع “how much”، وفقا لبيانات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وهي الوكالة المسؤولة عن المساعدات الأمريكية للدول في جميع أنحاء العالم.

وفقا للبيانات تحصل 30 دولة على نسبة 82٪ من إجمالي المساعدات الأمريكية، بينما تتلقى 121 دولة أقل من 100 مليون دولار سنويا، وهكذا يظهر التحيز في اختيار البلدان التي تحصل على المساعدات، بحسب الموقع.

يُكثر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الحديث عن وقف المعونات الخارجية للولايات المتحدة، ولكن أكثر ما تفتقده التغطية الإعلامية حول هذا النقاش، هو وجهة المساعدات الأمريكية، وأهداف هذا الإنفاق.

هناك حفنة من البلدان تحصل على النصيب الأكبر من المساعدات الأمريكية، يأتي على رأسها 10 دول هي:

الدولة

قيمة المساعدات السنوية

أفغانستان

5.7 مليار دولار

العراق

3.7 مليار دولار

إسرائيل

3.2 مليار دولار

الأردن

1.5 مليار دولار

مصر

1.5 مليار دولار

إثيوبيا

1.1 مليار دولار

كينيا

1 مليار دولار

جنوب السودان

924 مليون دولار

سوريا

891 مليون دولار

نيجيريا

852 مليون دولار

 

هية المعونة الأمريكية

وهكذا يظهر من الجدول أن المساعدات الأمريكية ليست موزعة بعدالة، فهناك عدد قليل من البلدان في كل مجموعة دخل، تتلقى الجزء الأكبر من المساعدات.

لأسباب واضحة تبرز أفغانستان بمساعدات تبلغ (5.7 مليار دولار)، والعراق بـ (3.7 مليار دولار) وذلك بالنظر إلى الارتباطات العسكرية الأمريكية في تلك الدول.

هناك زاوية أخرى مثيرة للاهتمام يجب أخذها في الاعتبار، وهي الهدف النهائي للمساعدات الأمريكية.

على سبيل المثال، تحصل إسرائيل وحدها على أكثر من 94٪ من المساعدات الخارجية التي تحصل عليها البلدان ذات الدخل المرتفع، ويعود ذلك إلى التحالف العسكري القديم بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والذي تم تعزيزه في ظل ترمب.

للوهلة الأولى، يبدو أننا نتحدث عن الكثير من المال الذي يتدفق بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة إلى دول أخرى، للحد من الصراعات، والإغاثة في حالات الطوارئ، والوقاية من فيروس نقص المناعة “الإيدز”.

ولكن مع الوضع في الاعتبار أن عجز الموازنة الأمريكية سيزيد عن تريليون دولار سنويا عام 2020، وأن الموازنة الأمريكية التي أقرها الكونغرس لعام 2017-2018 بلغت 4 تريليونات دولار، تبلغ قيمة المساعدات الأمريكية 36.8 مليار دولار فقط، وهي نسبة ضئيلة من الميزانية الإجمالية لا تتجاوز 1%.

في المقابل، يحصل الأمريكيون على تبعية الدول المتلقية للمساعدات، ومزايا استراتيجية بثمن بخس.

وبحسب دراسة لمركز البديل للتخطيط والدراسات الاستراتيجية، تعد المساعدات الاقتصادية الأمريكية إلى الخارج واحدة من الأدوات الفعالة لتحقيق أهداف السياسية الخارجية الأمريكية، ومنها المصالح الدبلوماسية مثل إنـشـاء الـقـواعـد الـعـسـكـريـة، وتـأمـيـن الأصــــوات فـي الأمــم الـمـتـحـدة، والمصالح الثقافية التي تتوخى عادة تغيير الدين واللغة، أو القيم التي ُيعتقد أنها تشكل تهديدات للغرب.

آثار ونتائج المساعدات الأمريكية:
  • ربط المعونة بالمصلحة.
  • تأمين الحصول على الموارد الاقتصادية بأبخس الأثمان، وفتح الأسواق لرأس المال الأمريكي في البلاد النامية.
  • تكريس التبعية.
  • التدخل في شئون الدول وتغيير هوية المجتمعات.
  • التأثير في هياكل الإنتاج للدول المتلقية للمعونة.
  • رهن الرؤية السياسية للدول المتلقية للمساعدات للولايات المتحدة الأمريكية.

وتخلص الدراسة إلى أن المساعدات الأمريكية للدول النامية ذات أثر سلبي على النمو الاقتصادي لتلك الدول، علاوة على تكريس تبعية السياسة الخارجية لتلك الدول للسياسية الخارجية الأمريكية.

المصدر : الجزيرة مباشر