“المساج”.. علاج ملوكي منذ عصر الفراعنة [فيديو]

المساج التايلندي من أشهر أنواع التدليك للتخلص من آلام الظهر وإجهاد العضلات
المساج التايلندي من أشهر أنواع التدليك للتخلص من آلام الظهر وإجهاد العضلات

يُعد الإجهاد وآلام الظهر والرقبة من أمراض العصر، بسبب الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات، وطول ساعات العمل، وقلة الحركة، مع زيادة الإجهاد النفسي.

ويُمثل التدليك ( المساج Massage) أحد صيحات العلاج الطبيعي لمعالجة آثار الاجهاد وتشنج العضلات وآلام الجسم.

ومما يزيد من جمال طقس التدليك هو تفنن مراكز التدليك في اختيار الموسيقى الهادئة واستخدام ديكورات بسيطة، وإضاءة خافتة، و مختلِف أنواع الزيوت العطرية الفواحة.

آلام الظهر والرقبة من أمراض العصر بسبب طول ساعات العمل والجلوس أمام الشاشات

وتوجد أنواع مختلفة من التدليك، أشهرها التدليك السويدي، التدليك التايلندي، التدليك بالأحجار الساخنة، والتدليك بالكاسات الزجاجية.

ويتوالى ظهور صيحات جديدة من التدليك مثل المساج باستخدام الأسماك، والتدليك بتقنية محاكاة وضع الطفل في الرحم.

 

تؤكد لمى السباعي معالجة تدليك معتمدة في حديثها لموقع “الجزيرة مباشر” على أن التدليك يفيد في تنشيط الدورة الدموية، وإفراز هرمونات السعادة والاسترخاء، وتليين العضلات المتشنجة، ويخفف من حالة الإجهاد والتوتر لدى الجهاز العصبي، ليصل إلى حالة تعرف باسم “الجهاز العصبي الودي”.

وتشير إلى إمكانية الاكتفاء بجلسة واحدة في حالة طلب الاسترخاء، أما إذا كان المريض يعاني من آلام مزمنة فيحتاج لعدد من الجلسات المتتالية حتى يلمس النتائج.

وتوضح أن مريض “الديسك” ينبغي ألا يأتي مباشرة لعمل تدليك، بل يجب أن يذهب أولا لطبيب العظام ليحدد إن كان المريض بحاجة إلى تدليك العضلات المتشجنة أم لا.

وتبين أن التدليك الذاتي مفيد في الأماكن التي يستطيع الإنسان الوصول إليها بنفسه مثل اليدين والرقبة، والرجلين، ولكن الأفضل من التدليك الذاتي هي عملية الإطالة ” stretch ” لتقوية العضلات وتخفيف الآلام.

اللمسات الجمالية في مراكز التدليك تساعد المريض على الاسترخاء والتخلص من التوتر النفسي

وقد أكدت دراسة أجرتها الباحثتان د. سعاد عبد حسين ود. لماء عبد الستار بجامعة بغداد على أن التدليك وسيلة جيدة للمساعدة في التخلص من بعض المتاعب الصحية الشائعة مثل حالات التوتر انفسي والاحساس بالنقص في الطاقة الحيوية، فضلا عن كونه وسيلة مهدئة طبيعية، وعلاجا لآلام

 أسفل الظهر المزمن.

وأوضحت الدراسة أن التدليك بالأحجار الساخنة يفيد في تدليك مناطق معينة من الجسم، لقدرتها على الاحتفاظ بالحرارة، مما يعمل على زيادة مرونة المفاصل والأربطة والعضلات وتجاوز آلام الظهر، فضلا عن تحسين الدورة الدموية وتهدئة الجهاز العصبي.

ويوجد فرع خاص من الفروع الطب البديل، يعرف بـ” الرفلكسولوجي”، وتدرسه العديد من الجامعات حول العالم.

ويعرف د. محمد عمرو “الرفلكسولوجي” في كتابه ” الرفلكسولوجي.. العلاج الشامل للجسم عبر تدليك اليدين والقدمين” بأنه أسلوب ممارسة الضغط بالأصابع على نقاط ضغط منعكسية موجودة في نهاية الأطراف: اليدين والقدمين، باعتبارهما مرآة للجسم.

يشير الكتاب إلى أن الفراعنة قد لجأوا إلى هذا النمط من التدليك باعتباره علاجا سحريا، وتمت تسميته بعلاج الملوك، لأنه كان يقتصر على فرعون مصر وحاشيته المقربين، ودونه الفراعنة على رسومهم الجدارية. فمثلا وجد رسم “انكماهور” الذي يعود إلى سنة 2330 ق. م، وقد وجد على اللوحة كتابات ترجمتها الحرفية: المريض يقول إنك تؤلمني، فيرد عليه الطبيب قائلا: إني أؤلمك الآن يا سيدي، ولكنك سوف تشكرني لاحقا”.

صورة من كتاب "الرفلكسولوجي.. العلاج الشامل للجسم عبر تدليك اليدين والقدمين"

ويسرد الكتاب أن القدم هي من أعظم وأصعب وأروع هندسة خلقت في الإنسان، هذا العضو يقدر وزنه بـ 2 % من وزن الإنسان ويحمل 98% من هذا الوزن، القدم والقلب هما العضوان الوحيدان اللذان يتحملان هذا العبء، فضلا عن الأحمال الإضافية التي يحملها الإنسان يوميا.

تتكون هذه القدم الصغيرة من 26 عظمة مجتمعة وفق هندسة دقيقة، و33 عضلة و107 أوتار، وأكثر من 7200 طرف عصبي ممتدة من الدماغ وسائر الجسم إلى القدم، و يقارب طولها 50000 كيلو متر مجتمعة كلها في هذا العضو الصغير.

أما اليد فتتألف من 27 عظمة، وتتماسك عظام اليد والمعصم بفضل العدد الهائل من العضلات، والأوتار وأربطة العظام، لذلك فإن اليدين هما الموقع الغني بالنهايات العصبية، وهذا ما يجعلهما شديدتي الحساسية.

ويشير الكتاب إلى وجود محاذير من ممارسة العلاج بالتدليك في حال وجود أمراض جلدية معدية، وتجنب التدليك على الجروح والندوب، ممارسة تدليك أرق وأخف ضغطا على المسنين والأطفال، والانتباه عند تدليك منطقة القلب إذا كان الشخص يعاني من مشاكل قلبية.

المصدر : الجزيرة مباشر