القرضاوي يوجه رسالة لابنته المعتقلة في مصر

علا القرضاوي وزوجها حسام خلف

وجه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي رسالة إلى ابنته علا، المعتقلة في مصر بعد مرور أكثر من 100 يوم على اعتقالها.

وقال القرضاوي في الرسالة التي نشرها (الأربعاء) على صفحته الرسمية على فيسبوك: “حبيبتي.. صار لك أكثر من مائة يوم في سجون الطغاة، وما أطول أيام الظلم على المظلوم! حتى لكأن اليوم بسنة. ستنقضي إن شاء الله أيام الظلم هذه، وتعودين وزوجك لأهلك وبيتك، سالمة غانمة”.

وأكد القرضاوي في رسالته أن ابنته علا لم ترتكب شيئا يخالف القانون أو حتى أي نشاط سياسي، معتبرا أن السلطات تعاقب ابنته كونها تحمل اسمه فقط.

وقال: “كنتِ تظنين أنك بعيدة عن مظنة القوم، وأنت بعيدة عنهم، ولدت في غير أرضهم، وتعلمت في غير مدارسهم وجامعاتهم، وتوظفت في غير دواوينهم، فما لهم ولكِ؟”

وأضاف: “أنت زوجة وأم وجدة، وامرأة مسالمة، وموظفة في سفارة بلدك، التي تحملين جنسيتها، لا علاقة لهم بعملك، ثم أنت لا تشتغلين بالسياسة، يشتغل بالسياسة زوجك، من خلال حزب الوسط، المرخص والمعترف به قانونا، ورغم ذلك اعتقلوه سنتين أو أكثر، وحُوكم فلم يوجد عليه شيء، فبرَّأوه وأفرجوا عنه، ثم أعادوه مرة أخرى؛ لأنه زوجك”.

وتقول أسرة القرضاوي إن ابنتهم علا (55 عاما)، وتحمل الجنسية القطرية، وزوجها حسام خلف (58)، يخضعان للاحتجاز في سجنين مختلفين في القاهرة في حبس انفرادي بعد اعتقال قوات الأمن الوطني لهما من منزلهما الصيفي في 30 يونيو/حزيران.

وتقول سلطات الأمن المصرية إن الزوجين متهمان بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين وبتمويل أعضاء في الجماعة المحظورة لنشر معلومات تهدف إلى تشويه صورة مصر، وهو ما تنفيه الأسرة.

ورغم احتجاز الزوجين منذ أكثر من 100 يوم فإن السلطات لم توجه لهما اتهامات بشكل رسمي بعد.

وقال القرضاوي في رسالته: “الأصل في الإنسان أنه بريء. هكذا يراه القانون، كل قانون. والأصل في كل متهم أنه بريء، ما لم تَدِنْه محكمة عادلة”.

وتساءل القرضاوي: “لماذا يعاملونك هذه المعاملة القاسية؟ ولماذا هذا الحبس الانفرادي في زنزانة ضيقة، لا يعرف فيها ليل من نهار؟ بل لماذا الحبس أصلا؟ ولماذا التشهير في الصحف والأخبار أثناء المحاكمة؟ ولماذا المنع من الحقوق الأساسية، من زيارة ورعاية صحية ودواء؟! فلا ارتكبت كبيرة ولا صغيرة، لا دينية ولا دنيوية، ولا شاركت في مظاهرة ولا مغامرة، وقد مرَّ عليك سنوات، وأنت تخرجين وتدخلين، وتسافرين وتعودين، ولم يقل لك أحد أي كلمة، فما الذي جرى اليوم؟ وكأنهم تذكروا فجأة أنك بنت القرضاوي!!

كما أكد القرضاوي براءته من التهم التي توجهها له السلطات المصرية، فقال في رسالته: “لقد كان حين وجهوا له هذه التهم عضوا في هيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية بمصر، ثم استقال منهما حين رأى أنهما لا يجتمعان من تلقاء أنفسهما لمناقشة الملمات العظمى التي تمر بها مصر، فودعهم راجعا إلى موطنه الاختياري. فلماذا يحاكمونه بتهمة غريبة: أنه شارك وهو فوق الخامسة والثمانين – آنذاك – في اقتحام السجون، وإخراج المسجونين من سجن لم يسمع به إلا حين سمع هذه التهمة، والتي لم يعلموه بها، لا في مصر ولا في قطر”.

المصدر : الجزيرة مباشر