الفلسطينيون يتخذون خطوة نحو الوحدة وسط استمرار الشكوك

بدأ الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية تسجيل أسمائهم للتصويت في انتخابات تأجلت طويلا تهدف إلى رأب الصدع المرير المستمر منذ قرابة ست سنوات بين حركتي فتح وحماس المتنافستين.

ولكن مع عدم تحديد موعد حتى الآن سواء للانتخابات التشريعية أو الرئاسية ومع استمرار التشاحن بين الكتل السياسية الرئيسية حول عملية المصالحة فان احتمالات التوصل إلى وحدة دائمة تبدو بعيدة المنال مثل أي وقت مضى.

واصطف مئات الفلسطينيين في طوابير أمام مراكز التسجيل للتأكد من وجود أسمائهم على القوائم في حالة إجراء أي انتخابات رغم إن الكثير من المواطنين يتشككون في إمكانية حدوث انفراجة سريعة.

وقال مواطن يدعى نعيم دغمش أثناء تسجيل اسمه في سجلات الناخبين في غزة الأمل ضئيل جدا يعني مثل أمل إبليس في دخول الجنة.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” التي سيطرت على قطاع غزة من حركة فتح المنافسة لها في حرب أهلية عام 2007 قد منعت في السابق لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية من العمل في القطاع، لكنها تراجعت في أعقاب محادثات توسطت فيها مصر بين حماس وفتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والتي لا تزال تهيمن على الوضع في الضفة الغربية المحتلة.

لكن مسؤولين قالوا إن أحدث اجتماعات عقدت في القاهرة في مطلع الأسبوع سارت على نحو سيء حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة أو على تعديل منظمة التحرير الفلسطينية أعلى هيئة فلسطينية لاتخاذ القرار.

وقال إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس في غزة في بيان بعد اجتماعه مع حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية إن الحوارات في القاهرة لم تحقق الانطلاقة المرجوة منها ولكنها لم تنهار.

وتقول لجنة الانتخابات المركزية إن انطلاق عملية تحديث سجل الناخبين يهدف إلى السماح لما يقدر بنحو 700 ألف فلسطيني بتسجيل أسمائهم لتضاف إلى أسماء نحو 5ر1 مليون فلسطيني مسجلين بالفعل.

ومن المقرر استكمال العملية بحلول 18 فبراير شباط ويمكن حينئذ من الناحية النظرية الدعوة لإجراء انتخابات بعد ثلاثة أشهر.

وأجريت آخر انتخابات فلسطينية عام 2006 وفازت فيها حركة حماس مما أنهى هيمنة حركة فتح وأثار بواعث قلق القوى الغربية التي تعتبر حماس منظمة إرهابية بسبب رفضها نبذ العنف أو الاعتراف بإسرائيل.

وأكدت الحرب الأهلية التي اندلعت بعد ذلك بين حماس وفتح أن الفلسطينيين أصبحوا منقسمين جغرافيا وسياسيا.

وأجرى الفلسطينيون انتخابات محلية في الضفة الغربية العام الماضي وسط شعور بالقلق على التراجع المتزايد للديمقراطية، وقاطعت حماس تلك الانتخابات.

وتشكو من تعرض أنصارها للاعتقال والسجن بشكل متكرر بأيدي قوات حركة فتح.

وألقى كل جانب باللوم على الطرف الآخر في عدم إحراز تقدم خلال المحادثات التي جرت مؤخرا في القاهرة.

وقال المحلل السياسي في غزة طلال عوكل “كلا الطرفين غير مستعدين لتقديم التنازلات اللازمة لكي يلتقيا في منتصف الطريق  وما زالا متخوفان من فكرة تقاسم السلطة والشراكة السياسية الحقيقية.

وقال باسم الزبيدي المحلل السياسي في الضفة الغربية انه في حين أن تسجيل الناخبين مسألة إجرائية فلن يمكن بسهولة التغلب على الخلافات بين الحركتين فيما يتعلق بالقضايا الأمنية، وأضاف المصالحة لا تزال بعيدة المنال.