الغارديان: السعودية تسعى لغسل سمعتها عبر الرياضة

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن الاهتمام السعودي المتزايد بالرياضة يعود إلى سعيها لصرف الأنظار عن الأزمة الإنسانية في اليمن، والانتهاكات الحقوقية التي ترتكبها بحق المعارضين.

التفاصيل:
  • الشهر الماضي نشرت وثائق تسجيل حملات الضغط السعودية لعام 2018 في الولايات المتحدة.
  • تسلط الوثائق الضوء على استراتيجية المملكة لغسل سمعتها من خلال الرياضة.
  • تتضمن هذه الوثائق اجتماعات ومكالمات عمل مع مفوضي دوري كرة القدم الرئيسي (إم إل إس) في الولايات المتحدة والرابطة الوطنية لكرة السلة (إن بي إيه) ودوري البيسبول (إم إل بي)، فضلاً عن مسؤولين عن مؤسسة المصارعة العالمية الترفيهية (دبليو دبليو إي) ولجنة لوس أنجليس الأولمبية.
  • تضمنت الاستراتيجية السعودية، وفقا للوثائق الصادرة مؤخرا، اجتماعات ومكالمات مع عدد من كبار المسؤولين الرياضيين والهيئات الرياضية الرئيسية في الولايات المتحدة.
  • استعانت الهيئة العامة للرياضة في السعودية بخدمات مجموعة تشرشل ريبلي، وهي شركة استشارية دولية.
  • تمثل الشركة، التي تتخذ من لوس أنجليس مقرا لها، الهيئة العامة للرياضة من خلال العمل مع الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، السفيرة السعودية في واشنطن، للمساعدة في عقد اجتماعات في الولايات المتحدة مع العديد من الشركات والمديرين التنفيذيين لمناقشة تطوير قطاع الترفيه السعودي المزدهر.
  • تتضمن أدوار مجموعة تشرشل ريبلي ومسؤولياتها، وفقا لوثائق تسجيلها كممثل عن حكومة أجنبية، التفاوض بهدف التوصل إلى شروط مواتية للمبادرات الممولة من الهيئة العامة للرياضة في السعودية، وإيجاد فرص استثمارية مباشرة، والتحضير لاجتماعات رفيعة المستوى للأميرة ريما بنت بندر.
  • من خلال وضع الأميرة ريما على رأس الحملات الإعلامية وحملات الضغط هذه، تحاول الحكومة السعودية الرد على المنتقدين الذين تحدثوا عن القيود على حقوق المرأة السعودية وافتقار المملكة إلى القيم التقدمية.
  • الخدمات التي تقدمها هذه الشركة، والتي تجري دون عقد رسمي، كلفت الحكومة السعودية 22 ألف دولار شهريا.
  • وفقا لوثائق تسجيل الشركة لتمثيل الحكومة السعودية فقد أجرت الأميرة ريما محادثات مع شخصيات رياضية بارزة لتطوير الرياضة في السعودية، ومن بين هؤلاء:
  • لاعب كرة السلة الأمريكي السابق كوب براينت، بشأن “تطوير كرة السلة في المملكة العربية السعودية”.
  • صوفي غولدشميدت، المدير التنفيذي للرابطة العالمية للتزلج على الماء، بهدف تطوير رياضة ركوب الأمواج في السعودية.
  • الرئيس التنفيذي لشركة ثينكويل من أجل تطوير مركز رياضي في السعودية.
  • مفوض الرابطة الأمريكية للهوكي بهدف تطوير لعبة الهوكي الأرضي في السعودية.
الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود
أسباب التحول السعودي:
  • هذه الوثائق تتضمن تعاملات هيئة الرياضة السعودية مع شركة علاقات عامة واحدة فقط هي تشرشل ريبلي، والاجتماعات التي عقدتها الأميرة ريما بنت بندر عن طريق الشركة. 
  • الوثائق تلقي الضوء على استراتيجية الحكومة السعودية في استخدام شركات العلاقات العامة بشكل واسع لتحسين صورة المملكة.
  • رغم أن تحول السعودية نحو مجتمع أكثر ليبرالية كان محل ترحيب واسع به فإنه أثار تساؤلات مهمة حول هذا الاهتمام المفاجئ نسبيا بالرياضة.
  • يمكن تفسير هذا الاهتمام بأنه تكتيك يستهدف استخدام هذه القوة الناعمة للمساعدة في صرف الانتباه عن انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في المملكة، وكذلك الانتهاكات والحرب التي تقودها السعودية في اليمن والتي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين اليمنيين، وخلفت 14 مليون شخص يعانون من خطر المجاعة.
  • في الآونة الأخيرة كان التركيز على الرياضة في السعودية بسبب الحاجة الملحة إلى غسل سمعة المملكة بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، وهي جريمة خلصت وكالات الاستخبارات الأمريكية إلى أن الأمير محمد بن سلمان هو الذي أمر بتنفيذها.
  • في ضوء الجدل الأخير بعد مقتل خاشقجي ضاعفت السعودية من استراتيجية الضغط التي تمارسها باستخدام الرياضة. 
  • وصفت منظمة العفو الدولية هذه الجهود السعودية بأنها محاولة لغسيل سمعتها وصورتها الدولية عبر الرياضة، من أجل دفع العالم إلى تجاهل سجلها في مجال حقوق الإنسان. 

 

خلفيات:
  • يعود الاهتمام السعودي الاستراتيجي بالفعاليات الرياضية والترفيهية إلى نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2016 عندما أمر ولي العهد محمد بن سلمان الهيئة العامة للرياضة في السعودية، وهي الهيئة الحكومية المسؤولة عن تطوير الرياضة في المملكة، بإنشاء صندوق لتطوير الرياضة يدعم النشاط الرياضي في البلاد.
  • كان من بين أهداف الصندوق خصخصة أندية كرة القدم لزيادة المشاركة، وتشجيع الفعاليات الرياضية الجديدة، وإضافة 40 ألف وظيفة ضمن رؤية المملكة 2030، التي تتضمن تقليل اعتماد السعودية الكبير على النفط.
  • مثلت هذه التطورات تغيرا كبيرا في سياسات السعودية الاجتماعية المحافظة التي دامت في المملكة عقودا.
  • منذ فرض ابن سلمان هذا التغيير في سياسة المملكة في عام 2016 استضافت السعودية فعالية “سباق الأبطال” (روك)، وأبرمت اتفاقا طويل الأمد مع “دبليو دبليو إي” تتضمن تنظيم عدة عروض في السنة، كما استضافت مباريات ملاكمة ارتبطت بأسماء نجوم مثل أمير خان. واستضافت بطولة “جولة بي جي إيه الأوربية” للغولف، وحصلت على حقوق استضافة مباراة ملاكمة الوزن الثقيل والتي ستنظم في ديسمبر بين البطل السابق للوزن الثقيل أنتوني جوشوا وأندي رويز، والتي تعتبر أكبر مباريات الملاكمة من حيث الإيرادات.
المصدر : الغارديان