العراق: اتهامات لإسرائيل باستهداف معسكر الصقر في بغداد

رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي يتفقد معسكر الصقر بعد الانفجار

جددت أطراف في الحشد الشعبي، اتهاماتها لإسرائيل وأمريكا باستهداف معسكراتها داخل العراق، إثر انفجار في معسكر الصقر التابع للواء 14 في الحشد الشعبي.

وما زالت أطراف في العراق تصر على إنه “حادث عرضي”، وتتحدث وسائل اعلام إسرائيلية عن وقوف تل أبيب خلفه.

قيادي في كتائب حزب الله بالعراق، قال إن كلا من واشنطن وإسرائيل متورطتان في استهداف المقر، كما أكد خبير أمني وطيار سابق أن “طائرة إسرائيلية هي من نفذت العملية”.

ما القصة؟
  • مساء 12 من أغسطس/آب الجاري، هزت انفجارات متتالية منطقة مدينة الدورة غربي بغداد، متسببة بخروج الأهالي بمشهد نزوح تكرر أكثر من مرة في المناطق التي احتلها تنظيم الدولة، وتسببت بجرح العشرات.
  • الانفجار هو الثالث من نوعه خلال 27 يوماً، بعد انفجار معسكر الشهداء في آمرلي بمحافظة صلاح الدين، ومعسكر “أشرف” الذي كان تابعاً لما يعرف بـ “مجاهدي خلق” الإيرانيين، قبل أن يتحول إلى منظمة بدر، التي يقودها هادي العامري، ويقع في محافظة ديالى المحاذية لإيران.
  • تسبب الانفجار بإصابة 39 شخصاً، وقتل واحداً، فيما تضررت أملاك مواطنين قريبين من المعسكر، ما فتح باب المطالبات بإبعاد المعسكرات عن المدن مرة أخرى.
  • في صباح اليوم التالي (الثلاثاء)، ظهر رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي في موقع الانفجار، رفقة أبو آلاء الولائي، قائد كتائب سيد الشهداء، أو اللواء 14 بالحشد، وفق التسميات الجديدة للفصائل.
عبد المهدي يصدر أوامر
  • عقد رئيس الوزراء عقب الانفجار، اجتماعاً لـ “مجلس الأمن الوطني العراقي” الذي يضم القائد العام للقوات المسلحة، ووزارتي الدفاع والداخلية، والأجهزة الأمنية والاستخبارية العراقية.
  • خرج الاجتماع بعدة توصيات، من بينها “فتح تحقيق في الحادث، وتعويض المواطنين المتضررين، وإبعاد المعسكرات والذخائر عن المدن”.
  • لكن التوجيه الذي أثار ردودا واسعة في العراق، كان المتعلق منه “إلغاء كافة الموافقات السابقة على الطلعات الجوية، بما فيها طلعات الطيران الاستطلاعي، والاستطلاعي المسلح، والطيران الحربي، والطائرات المسيرة”.
  • هدد بيان الاجتماع بأنه “سيعتبر كل طائرة في الأجواء العراقية (ما عدا المدنية) تطير بغير موافقة رئيس الوزراء نفسه، طائرة معادية”.
  • البند الأخير دعا أطراف سياسية في العراق إلى اتهام الحكومة بأنها تمتلك معلومات عن استهداف المعسكر، وأنه لم يكن حادثا عرضيا.
     

    انفجار مستودع الحشد الشعبي خلف قتيلا و30 جريحا ( الأوروبية)
طائرة إسرائيلية نفذت المهمة
  • الخبير الأمني أحمد الشريفي، وهو طيار عراقي سابق، قال للجزيرة مباشر، إن “ما حدث في معسكر الصقر عملية استهداف واضحة، نفذتها طائرة اسرائيلية، قد تكون مسيرة، أو F35 مستبعداً أن تكون طائرة شبح، لكونها باهظة الثمن، ولا يمكن المغامرة بها”.
  • الشريفي: “عملية الاستهداف تمت بذريعة أن الحشد جزء من المنظومة الإيرانية، لكنه في حقيقة الأمر، امتداد للعمليات التي تشنها تل أبيب على الفصائل الشيعية في سوريا”.
  • الشريفي: “التحقيق الذي فتحته الحكومة بالموضوع، لن تُعلن نتائجه، فإذا قالت الحكومة إن طائرة إسرائيلية نفذته، أو قالت أنه نتيجة خطأ بتخزين السلاح، ستكون محرجة أمام الرأي العام العراقي”.
  • الشريفي: “أما قرار الحكومة بخصوص منع الطيران إلا بموافقة عبد المهدي، فهو مجاملة لا أكثر، لأن طيران التحالف الدولي يطير في العراق تحت مظلة أمريكا وقرارات الأمم المتحدة، وهي قرارات تتمتع بفوقية وأسبقية على القرار المحلي”.
“ثكناتنا ستبقى بالمدن”
  • المتحدث العسكري باسم كتائب حزب الله بالعراق، جعفر الحسيني، قال للجزيرة مباشر إن “ثكنات الحشد الشعبي ستبقى داخل المدن، بفعل الحاجة إليها، أما المعسكرات التي تحتوي سلاحاً وذخيرة، فسوف تبتعد، ولكنها لن تكون في الصحاري والمناطق النائية أيضاً”.
  • الحسيني: “عملية استهداف المعسكر التابع للحشد في بغداد، تقف وراؤها إسرائيل وأمريكا، ولكن الحكومة لن تقول ذلك في تحقيقها، وإلا فسوف تحرج داخلياً وأمام الطرفين”.
  • حول قرار إبعاد المعسكرات، قال الحسيني: “إبعاد المعسكرات لا يعني إبعاد الثكنات التي تضم مقاتلين عن المدن التي تحتاجها، وهي على سبيل المثال؛ ديالى، وصلاح الدين، ونينوى، وكركوك، والأنبار، وأطراف بغداد”.
  • الحسيني: “التحقيق الحكومي لن يقول إن إسرائيل أو أمريكا نفذت القصف، ولن تكون هناك أصلا نتائج للتحقيق الذي فتحته الحكومة”.
إعلام إسرائيلي يعترف
  • في 14 من أغسطس/ آب نشرت شركة “أميغ سات إنترناشيونال” الإسرائيلية للتصوير بالأقمار الصناعية، صورا لمعسكر الصقر ببغداد، تظهر تعرضه لغارة جوية.
     

    الصورة التي نشرتها الصحيفة نقلا عن شركة "أميغ سات إنترناشونال" للتصوير الجوي
  • حسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” قالت الشركة إن “خصائص الضرر التي تم تحديدها في الصور تظهر أنه من المحتمل أن يكون الانفجار الذي وقع في المعسكر قد نجم عن غارة جوية، أعقبتها انفجارات ثانوية للمتفجرات المخزنة في المستودع”.
  • الإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين، نشر تغريدة عبر حسابه في تويتر قال فيها إن “طائرة إسرائيلية أصابت معسكراً في بغداد بتماس كهربائي”، في إشارة إلى القول بأن الحوادث السابقة ناتجة عن تماس كهربائي.
المصدر : الجزيرة مباشر