السيسي يفرض “مسار إجباري” على الفن المصري

فاجأ فريق “مسار إجباري” الغنائي الشهير في مصر، والمعروف بدعمه لثورة يناير، جمهوره بالمشاركة في أغنية تدعو للمشاركة بقوة في التعديلات الدستورية، مع المطرب الشعبي “أحمد شيبة “.

الأغنية جاءت “صدمة” لمتابعي الفرقة الغنائية ومواقفها الثورية. لكن كانت هناك تفاصيل أخرى في القصة يحاول هذا التقرير رصدها.

• فوجىء جمهور فريق “مسار إجباري” الغنائي، الثلاثاء، 16 أبريل/نيسان الجاري، بطرح الفريق لأغنية تدعو المصريين للمشاركة في التصويت بالاستفتاء المزمع إجراؤه على التعديلات الدستورية الجديدة في مصر، والتي تمنح السيسي إمكانية البقاء لمدة أطول في الحكم.
• الأغنية تشارك فيها “مسار إجباري” مع المطرب الشعبي أحمد شيبة الذي كان قد أهدى سابقًا أغنية للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عقب فوزه في انتخابات الرئاسة الأخيرة.
• الأغنية الجديدة لـ “مسار إجباري” مختلفة تمامًا عن اللون الغنائي الذي اشتهر به الفريق، وهو اللون الذي نجح خلال السنوات الماضية في حصد جمهور عريض بين الشرائح الشابة والمثقفة والثورية.
• الأغاني التي اشتهر بها “مسار إجباري” عادة ما كانت تحوي إعادة توزيع لأغانِ تراثية أو قديمة، موضوعات حول الأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية التي يعيشها المصريون.
• فريق “مسار إجباري” تأسس في عام 2005، ويعتبر الموسيقي المصري “هاني الدقاق” أبرز مؤسسيه. وشارك في تأسيس الفريق موسيقي فرنسي شهير هو “بينوت فابري”.
• الفريق قام منذ تأسيسه بجولات في دول مختلفة، فشارك في مهرجانات بأوربا، وقدم عروضًا في الولايات المتحدة، وشارك في مهرجانات أفريقية كما قدم عروضًا في العديد من الدول العربية وشمال أفريقيا.
• كذلك اشترك الفريق في عدة أفلام سينمائية مصرية منها فيلم “حاوي”، وفيلم “ميكروفون” بطولة الممثل المصري خالد أبو النجا.
• الفريق حصل على جائزة “موسيقى الشرق الأوسط ” كأحسن فريق غنائي عام 2014، وفي عام 2011 تم تكريم “مسار إجباري” بمقر اليونسكو في باريس.
• في مارس 2011، أطلق الفريق أغنية مؤيدة لثورة يناير في مصر، تدعو للتوحد في وجه ما يحاك للثورة المصرية، وتؤكد على وحدة الثوار وحرية مصر، وانتشرت هذه الأغنية في أوساط مؤيدي الثورة تحت عنوان “نشيد الثورة “.

• هو مطرب شعبي مصري، مؤيد للرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، ذاع صيته بعد فيديو شهير عندما اقترب منه أحد المعجبين وقال له “أسيادنا راضيين عليك”.
• منذ ذلك الوقت صارت هذه العبارة مثلًا ذائعًا بين المصريين ويتم استخدامها في مواقف كثيرة كما جرى توظيفها دراميًا في عدة أعمال فنية.
• شيبة أطلق كذلك أغنية مؤيدة للسيسي أهداها للأخير بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية المصرية بولاية ثانية في أبريل 2018 .

• أغنية “مسار إجباري” الجديدة والتي شارك فيها الفريق، المطرب الشعبي أحمد شيبة وأطلقت الثلاثاء 16 أبريل، تدعو المصريين للمشاركة بقوة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي من المقرر أن يجرى أيام 19 و20 و21 من الشهر الجاري.
• تقول بعض سطور الأغنية التي حملت عنوان “انزل وشارك” وتذيعها القنوات التليفزيونية المصرية المؤيدة للسيسي:
• آدي (هذا) القلم وآدي الميزان وآدي الطريق.. وانت الحكم وبرضه (أيضًا) انت الفريق.. متحوش (لا تحجب) صوتك علّي (عاليًا) صوتك بالغنا.. وانزل وشارك.. ده اللي (هذا الذي) شارك في البنا (البناء) مخسرش (لم يخسر) شيء.

• لم تتوقف مفاجآت مشاركة “مسار إجباري” في أغنية داعمة لنظام السيسي عند ذلك الحد، فقد فاجأ مؤسس الفريق وأشهر أعضائه “هاني الدقاق” متابعي حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بكتابة بوست يعتذر فيه لابنته “شريفة” قال فيه:
• إلى بنتي شريفة: حييجي (سوف يأتي) يوم وما أكونش (لا أكون) موجود معاكي (معكِ) في حياتك، وناس حتقول (ستقول) عليّا (عليّ) كلام كتير وحش (سيء) أو حلو.. عايزك (أطلب منكِ) تفتكري (تتذكري) دايما (دائمًا) إني في حياتي حاولت أعمل المستحيل عشان أخليكي (كي أجعلك) في أمان، حتى لو المستحيل ده (هذا) ضد كل حاجه أنا مقتنع بيها واتربيت (تربيت) عليها، أنا ماعرفش (لا أعرف) الخوف غير بعد ما انتي (أنتِ) ظهرتِ في حياتي، الخوف عليكي. التمسي لي الأعذار وسامحيني واعرفي ان اي حاجة بعملها.. بعملها ليكي (لكِ).

• متابعو حساب هاني الدقاق فهموا أنه يعتذر عن المشاركة في أغنية التعديلات الدستورية، فانهالت التعليقات التي تتحدث عن الموضوع، ما بين مهاجم وبين متفهم للموقف، وكانت المفاجأة التالية عندما قام هاني الدقاق بحذف البوست الذي يتضمن اعتذاره لابنته.

 

 

 

• “بلاك تيما” فريق غنائي مصري، نال شهرة واسعة خلال السنوات الماضية، عرف بتأييده لشباب ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر، لكنهم تسببوا في صدمة كبيرة لشرائح واسعة من جمهورهم عندما شاركوا بالغناء أمام السيسي في حفل أقيم ضمن فعاليات المؤتمر الوطني الأول للشباب في أكتوبر 2016 .

• عدد من الفنانين والمطربين المصريين كانوا قد اتخذوا مواقف سياسية معارضة لنظام السيسي، أو عرف عنهم الانتماء لأفكار أو توجهات مخالفة للنظام الحالي في مصر فاضطروا لمغادرة البلد والإقامة خارجه، وبعضهم صدرت بحقه قرارات بمنع من إذاعة أغانيهم في وسائل الإعلام المصرية:
• الفنانون: هشام عبدالحميد، هشام عبدالله و محمد شومان، عرفوا بمعارضتهم لنظام السيسي فاضطروا للخروج من مصر والعمل بوسائل إعلام المعارضة في إسطنبول بتركيا.
• مؤخرًا تم إسقاط عضوية الفنانين عمرو واكد وخالد أبوالنجا، من نقابة المهن التمثيلية، على خلفية زيارة قاما بها للكونغرس الأمريكي، وعقد جلسة استماع من نواب أمريكيين، حول الوضع الحقوقي بمصر، ورفعت ضد الفنانين دعاوى قضائية.
• المطرب المصري “حمزة نمرة” الذي عرف بدعمه للثورة ووقوفه مع المرشح الرئاسي المعتقل حاليًا “عبدالمنعم أبو الفتوح”، تم منع أغانيه من البث في كافة شبكات الإذاعة العاملة في مصر بقرار صدر في 20 نوفمبر 2014.
• وقتها صرح رئيس الإذاعة المصرية عبدالرحمن رشاد لجريدة “اليوم السابع” المحلية، بأن من بين أسباب القرار أن نمرة له أغانِ بعنوان “ضد الانقلاب” على حد قول رئيس الإذاعة.