السياسات التركية الدفاعية.. أبرز التهديدات وتكوين الجيش وانتشاره

عرض عسكري للجيش التركي في ولاية إزمير

تقع تركيا بين مجموعة من الدول التي خاضت معها صراعات تاريخية، حيث لها حدود مع بلغاريا واليونان من الغرب، والعراق وسوريا من الجنوب، وأرمينيا وأذربيجان وجورجيا وإيران من الشرق.

وقد انعكس هذا المحيط الجغرافي على شعور المواطنين الأتراك بالتهديد واهتمامهم بالقضايا الدفاعية، ففي استطلاع لمعهد غالوب في نهاية عام 2015 أبدى 73% من الأتراك استعدادهم للقتال من أجل بلادهم، لتحتل تركيا بذلك المرتبة 12 من بين 64 دولة شملها الاستطلاع، وهي أعلى نسبة بين الدول الأعضاء في حلف الناتو.

أبرز التهديدات التي تواجهها تركيا
  • عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
  • التنظيمات الكردية المسلحة ذات الميول الانفصالية مثل حزب العمال الكردستاني.
  • الخلاف مع أمريكا وعدد من الدول الأوربية بشأن دعمهم للتنظيمات الكردية في سوريا والعراق، وحصول تركيا على منظومات إس 400 الروسية للدفاع الجوي. 
  • تذبذب العلاقات مع روسيا ما بين التقارب والتباعد، إذ وصلت العلاقات التركية الروسية إلى الحضيض في عامي 2015 و2016 على خلفية إسقاط الطائرة الروسية، ثم تحسنت عقب محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا.

هيكل القوات المسلحة 
  • حدث تخفيض كبير في عدد القوات المسلحة التركية بعد نهاية الحرب الباردة مباشرة، لكن ظل حجم الجيش التركي منذ التسعينات حتى عام 2016 يدور حول 500 ألف عنصر. 
  • عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو2016، تم إبعاد ما يقرب من ثلث عناصر الجيش بما في ذلك نسبة كبيرة من الضباط. 
  • بحلول عام 2017، تم تخفيض القوات المسلحة إلى حوالي 350 ألف من الأفراد العسكريين، بما في ذلك حوالي 200ألف من المجندين.
  • اعتمد الجيش التركي بشكل كبير على التجنيد الإجباري، ففي عام 2015 كان 81% من القوات البرية، و71% من القوات البحرية من المجندين.
  • تعمل تركيا حاليا على تقليص حجم القوات المسلحة وبالأخص المجندين، وذلك لتخفيض النفقات الخاصة بالأفراد والتي تستهلك ما بين 70 إلى 75% من الموازنة العسكرية، وهو ما سيسهم في زيادة النفقات الخاصة بالمعدات مع التركيز على تدريب عناصر الجيش بشكل أكثر احترافا وفعالية.
انتشار القوات المسلحة التركية
  • ينتشر الجيش التركي في سائر أنحاء تركيا وبالأخص على الحدود مع سوريا والعراق، كما يشارك بانتظام في عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة، وفي مهمات الاتحاد الأوربي والناتو. كما يوجد فيلق تركي يتكون من 43 ألف مقاتل في قبرص الشمالية.
  • للقوات الجوية التركية قواعد في جميع أنحاء البلاد، لكنها تتركز إلى حد ما في جنوب تركيا ووسطها وجنوبها الغربي. 
  • للبحرية التركية 14 قاعدة، 4 منها على البحر الأسود و3 على بحر مرمرة. كما أن لديها مقرين إقليميين: قيادة المنطقة البحرية الشمالية التي تغطي البحر الأسود والمضائق التركية، وقيادة المنطقة البحرية الجنوبي التي تغطي بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط. 
  • توجد على الأراضي التركية قوات أجنبية تابعة للناتو منذ عهد الحرب الباردة. 
  • تملك الولايات المتحدة أسلحة نووية مخزنة في تركيا. ورغم أن ألمانيا نقلت في مايو 2017 وحدات سلاح الجو التابعة لها من تركيا إلى الأردن بسبب الخلافات مع أنقرة حول دعم برلين للتنظيمات الكردية في سوريا، فما زالت توجد قوات أمريكية وإيطالية وإسبانية على الأراضي التركية.

الإنفاق العسكري التركي
  • زاد الإنفاق العسكري التركي بين عامي 2007 و2017 بنسبة 48%. وبحلول عام 2017 شغلت تركيا المرتبة السادسة عشرة عالميا في ترتيب الدول الأكثر إنفاقا عسكريا.
  • في عام 2018 زادت الموازنة العسكرية التركية بنسبة 30 % مقارنة بعام 2017. 
  • جاءت الزيادة كرد فعل على التهديدات المتزايدة على طول الحدود الجنوبية لتركيا مع العراق وسوريا. 
  • تُعد تركيا واحدة من الدول القليلة الأعضاء في الناتو التي تلتزم بإنفاق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي أو أكثر على القوات المسلحة تنفيذا لمطالب حلف الناتو.
  • خلال الفترة 1991 – 2007، كانت تركيا خامس أكبر مستورد للأسلحة على مستوى العالم؛ لكن خلال العقد الأخير طورت تركيا بشكل كبير صناعات دفاعية محلية، وتبنت سياسة لتوسيع إنتاجها العسكري بشكل كبير من الناحية الكمية والنوعية. 
  • يحصل الجيش التركي حاليا على أكثر من 60 % من المعدات والإمدادات التي يحتاجها من الصناعة الوطنية، وفق مخطط يهدف للوصول إلى نسبة 70% بحلول عام 2020.
  • كما تعمل تركيا حاليا على تحديث منظومة تسليحها عبر شراء شبكة دفاع جوي صاروخية طويلة المدى متطورة مثل منظومة إس400 الروسية، فضلا عن التعاقد على شراء عدد كبير من أحدث الطائرات القتالية مثل تعاقدها على شراء 100طائرة إف 35 أمريكية الصنع.
معهد ستوكهولم الدولي للسلام (سيبري) يرى أن السياسة الدفاعية التركية تركز حاليا على
  • الحدود الجنوبية على خلفية التطورات في سوريا والعراق.
  • البحر المتوسط على خلفية النزاع مع اليونان وقبرص اليونانية ومصر على التنقيب عن الغاز في المياه الاقتصادية لقبرص الشمالية. 
  • يؤكد معهد سيبري على أن تركيا أظهرت استعدادها لاستخدام قوتها العسكرية لحماية مصالحها خارج حدودها، ولكن حتى الآن لم تتم مثل هذه العمليات إلا عبر حدودها الجنوبية في العراق وسوريا.
المصدر : الجزيرة مباشر