السودان: وسط الجمود السياسي.. جهود لحل أزمات المعيشة

طوابير من السودانيين أمام ماكينات الصراف الآلي
طوابير من السودانيين أمام ماكينات الصراف الآلي

سلمت السلطات السودانية إمدادات من الوقود لمحطات الكهرباء لتفادي القطوعات، في وقت تعمل فيه على إيجاد حلول لأزمة السيولة، في جهود التصدي لأسباب رئيسية للاحتجاجات التي أطاحت بالبشير.

إمدادات الدقيق
  • عضو اللجنة الاقتصادية في المجلس العسكري الانتقالي الحاكم، اللواء إبراهيم جابر، قال إن السودان البالغ عدد سكانه 40 مليون نسمة لديه إمدادات من الدقيق (الطحين) تكفي حاجة البلاد حتى نهاية يونيو/ حزيران.
  • تمثل تلك المشكلات تحديات للمجلس العسكري الانتقالي الجديد الذي تشكل بعدما أطاح الجيش بالرئيس السوداني المعزول عمر البشير واحتجزه في 11 من أبريل/ نيسان، وزاد القلق بشأن نقص الإمدادات قبيل شهر رمضان عندما يزيد الاستهلاك.
  • نقل التلفزيون الرسمي عن جابر قوله “تم تأمين الوقود لكل السودان، وتم نقل الوقود مباشرة إلى المحطات، وبدأت محطات التوليد الحراري تعمل”.
  • تعاني معظم المناطق السكنية في العاصمة من انقطاعات شبه يومية في الكهرباء لساعات، ويزيد الانقطاع في الوقت الذي ارتفعت فيه درجات الحرارة في الخرطوم إلى 47 درجة مئوية.
  • جابر أوضح أن المجلس العسكري يدرس إصدار بطاقات خاصة للمواطنين لشراء الوقود كوسيلة لمواجهة نقص السيولة الذي تعاني منه البلاد منذ شهور، وقال إن هذه “خطوة تقلل حركة النقود خارج الجهاز المصرفي”.
 أزمة سيولة
  • يقف بعض السودانيين لساعات في صفوف طويلة تحت الشمس الحارقة، على أمل سحب النقود من ماكينات الصرف الآلي، أحياناً يتمكنون من ذلك، فيما لا يحالفهم الحظ في مرات أخرى.
  • تقرير لوكالة (فرانس برس) ذكر أن الحصول على السيولة بات أمرا بالغ الصعوبة في السودان، البلد الغارق في أزمة اقتصادية أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير تحت ضغط الشارع.
  • يضاف ذلك إلى لائحة طويلة من صعوبات الحياة اليومية للسودانيين مثل انقطاع الكهرباء والشح في الوقود والأسعار باهظة. 
  • تقول حليمة سليمان وهي تقف بهدوء، في صف نسائي لا ينفك يطول أمام مصرف في شارع أفريقيا “عبثاً أحاول منذ ثمانية أيام، ولكنني آمل أن تسير الأمور اليوم”.
  • تروي حليمة الحاصلة على شهادة في العلوم البيولوجية والعاطلة عن العمل، “على مدار ثمانية أيام، كنت أنتظر ساعتين في المتوسط، وفي كل مرة كانت الأموال المودعة في الآلة تنفد”.
  •  لكن في هذه المرة، تدخل حليمة قليلاً إلى حجرة الآلة الصغيرة، لتخرج حاملة رزمة أوراق نقدية والابتسامة تعلو وجهها.
  • وبرغم أن السحب محدد بسقف ألفي جنيه سوداني يومياً (40 دولار تقريباً)، فإنّها تقول إن ذلك أفضل من لا شيء، وتضيف “سيكون الإفطار أكثر دسامة هذا المساء”.
سودانيون أمام مقر الاعتصام يطالبون بتسليم السلطة لحكومة مدنية
اقتصاد مستنزف
  • بحسب التقرير فقد ضاعف الفساد المعمم، كما القمع المنهجي والحروب الداخلية الصعوبات الاقتصادية بالسودان في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير.
  • حمل انفصال الجنوب عام 2011 ضربة قاسية إلى الاقتصاد، إذ حُرِمت البلاد من ثلاثة أرباع احتياطاتها النفطية ومن جوهر عائداتها من الذهب الأسود.
  • تضرر اقتصاد السودان من جراء حصار اقتصادي أمريكي استمر عشرين عاما بسبب ما وصفه بأنه انتهاكات لحقوق الإنسان وارتباطات بـ”الإرهاب” ورُفع الحصار عام 2017، غير أن ذلك لم يحل مشكلة البلد.
  • سجل السودان تضخماً بلغ نحو 70% فيما تراكمت الديون الخارجية إلى أكثر من 55 مليار دولار، في وقت لم يستفد فيه الاقتصاد من رفع العقوبات الأمريكية بسبب الحالة الهشة التي كان عليها.
  • يعدّ السودان واحداً من أكثر دول العالم فقراً، رغم كثرة موارده، ويحتل المركز 167 من أصل 189 في تقرير الأمم المتحدة لعام 2018، فيما يتوقع صندوق النقد الدولي نمواً سلبياً بـ2.3% لعام 2019.
  • فاقمت أربعة أشهر من الاحتجاجات الأوضاع هناك، فأربكت قنوات توزيع السيولة وخلفت نقصاً ما أدى إلى طفرة في أسعار الاستهلاك، بحسب اقتصاديين محليين.
  • ما يزيد من أزمة السيولة هبوط قيمة الجنيه و”افتقار الثقة بالنظام المصرفي” وفق ما يشرح لفرانس برس استاذ المالية والاقتصاد في جامعة الخرطوم ابراهيم أونور.
المصدر : وكالات