السودان .. دعوات لمظاهرات جديدة غدا والحكومة تدعو للحوار

أطلقت الشرطة السودانية الغاز المدمع لتفريق مئات المحتجين الذي أغلقوا طرقا وأحرقوا إطارات ورددوا هتافات مناهضة للحكومة في الخرطوم ومحيطها، مساء أمس، في احتجاجات مستمرة منذ شهر.

وخرجت مسيرات احتجاجية أمس في العاصمة الخرطوم في مناطق الحاج يوسف بمدينة بحري (شمال العاصمة)، وأمبدة بمدينة أم درمان غربي الخرطوم، جاءت استجابة لدعوات من تجمع المهنيين والمعارضة.

تشهد المدن السودانية تحرّكات احتجاجية مستمرّة منذ أكثر من شهر ضد الرئيس السوداني عمر البشير الذي يحكم البلاد منذ ثلاثة عقود، تطالب بتنحيه عن السلطة.

• مساء أمس الثلاثاء، هتف مئات المتظاهرين في أحد أحياء مدينة بحري في شمال الخرطوم بشعارات تطالب بالتغيير؛ لكن شرطة مكافحة الشغب سارعت إلى التصدي لهم بالغاز المسيل للدموع، بحسب شهود عيان.
• متظاهر، طلب عدم كشف هويته، قال إن هناك إطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع وإن الدخان يملأ المكان، وأوضح أن العديد من المتظاهرين تعرضوا للاختناق فيما أعاد البعض رمي قنابل الغاز باتّجاه قوات الأمن.
• في أم درمان التي يفصلها النيل عن العاصمة الخرطوم أمكن مشاهدة دخان يتصاعد من إطارات سيارات وأغصان أشجار مشتعلة وسماع صوت الهتافات المطالبة بإسقاط البشير.
• وقال شهود إن محتجين في شمال العاصمة أغلقوا طريقا رئيسيا في واحد من أكثر الأحياء ازدحاما بالسكان، وهتفوا “دم الشهيد بكم؟ ولا السؤال ممنوع؟”
• أحد الشهود قال إن المحتجين كانوا يهتفون “حرية، حرية.. يسقط بس، يسقط بس” خلال تجمّع أمام منزل شاب جامعي في أم درمان توفي الإثنين متأثرا بجروحه ونُظّمت أيضا تظاهرات ليلية في عدة مناطق من المدينة بحسب ما أفاد شهود عيان.
• لجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة باتحاد المهنيين السودانيين الذي يقود الاحتجاجات، قالت إن المتظاهر توفي الإثنين متأثرا بجروحه بعد أن أصيب خلال مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن في الخرطوم.
• قالت ربة منزل (36 عاما) طلبت عدم نشر اسمها “سنواصل الاحتجاج حتى نحقق الأهداف التي خرج الشهداء لتحقيقها”.
• جهاز الأمن والمخابرات الوطني، اعتقل خلال شهر المئات من قادة المعارضة والنشطاء والصحفيين والأطباء الذين سقط من بينهم ضحايا.

أعلن تجمع المهنيين السودانيين (مستقل يضم أطباء ومعلمين ومهندسين وأساتذة جامعات) وثلاثة تحالفات معارضة، عن انطلاق مسيرات احتجاجية في كل أنحاء البلاد، غدا الخميس.

• ونقلت وكالة (الأناضول) عن بيان مشترك صدر فجر اليوم الأربعاء، عن (تجمع المهنيين وتحالف نداء السودان وقوى الإجماع الوطني والتجمع الاتحادي المعارض) دعوته لمواكب شاملة في كل مدن السودان.
• التجمع، قال في البيان المنشور على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك” وعدت الجماهير، ووعدها دين، ووفاؤه بميقات معلوم، فيوم الخميس ستنطلق المدن والقري في جولة مواكب شاملة”.
• البيان أضاف أن “احتجاجات الثلاثاء في المدن والقرى كتبت فصلاً باهرًا في رواية الثورة، فقد كسبنا أرضاً جديدة، وامتدت رقعة الاحتجاجات إلى مناطق أمبدة، والحاج يوسف بالعاصمة، ومناطق المعيلق والشبيراب (وسط) وكسلا (شرق).
• من جانبه قال المتحدث باسم الشرطة السودانية، هاشم علي عبد الرحيم أمس، إن الأوضاع بالبلاد هادئة ومستقرة، ماعدا بعض التجمعات المحدودة غير المشروعة في العاصمة الخرطوم وبعض الولايات (دون تحديد) تم تفريقها وفق القانون.
• وأشار، وفق وكالة الأنباء السودانية إلى أنه لم تسجل مضابط الشرطة وقوع أية إصابات أو خسائر في الممتلكات.
• سبق أن نظم تجمع المهنيين 4 مواكب منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد، ديسمبر/ كانون الأول الماضي وسط الخرطوم، بهدف تسليم مذكرة للقصر الرئاسي، تطالب الرئيس، عمر البشير بالتنحي.
• الحكومة السودانية، اتهمت يوم الإثنين، الحزب الشيوعي (معارض) وحركة جيش تحرير السودان/ فصيل عبد الواحد نور بإدارة تحركات، خلال الاحتجاجات الحالية لضرب استقرار وأمن البلاد.

الناطق باسم الحكومة السودانية: لا بديل عن الحوار

في ذات سياق الأزمة في السودان، قال بشارة جمعة، وزير الإعلام السوداني، والناطق باسم الحكومة، إنه لا بديل عن الحوار لأنه الخيار الأمثل والأفضل في كل مناحي الحياة، ليس للسودان وحده، ولكن للعالم أجمع.

• جمعة أضاف في مقابلة مع وكالة (سبوتنيك) الروسية سيتم نشرها لاحقا” ما زال الباب مفتوحا في الحوار الوطني الذي جرى في المرحلة السابقة والوثيقة مفتوحة ومن أراد أن يضيف أو يطور فأهلا به، لا خيار في مثل هذه الظروف سوى الحوار، رغم الصراعات والخلافات والحروب”. 
• الوزير تابع بالقول “في النهاية، لا يصح إلا الصحيح، والصواب هو التفاوض من أجل حل الصراع ما بين الحكومة والحركات المسلحة للوصول إلى تفاهمات واتفاقات”.
• جمعة قال “الأصح من ذلك، هو أن يكون الحوار وطني شامل لحل القضايا الكلية ذات الصلة بطابع القضايا القومية في الإطار السياسي، ونحن سنمضي قدما في إطار إنفاذ كل لغة الحوار الوطني ضمن برنامج التحول الوطني المنشود وتغيير كل الأوضاع”.
• الوزير أوضح بالقول “نحن حكومة وفاق وطني، شعارنا الأمل والعمل على أرض الواقع إنتاجا وإنتاجية، ولن نتوقف ولن نلتفت لأية شائعات أو أشياء مغرضة”. 
• تأتي تصريحات الوزير السوداني مع دخول احتجاجات على تردي الاوضاع الاقتصادية شهرها الثاني سقط خلالها قتلى وجرحى، واتهم الرئيس السوداني عمر البشير مندسين بين المحتجين بقتل المتظاهرين. 

• الاحتجاجات الحالية تشكل أكبر تحد للرئيس البشير منذ وصوله إلى السلطة في 1989 في انقلاب دعمه الإسلاميون، وتمدّدت رقعة الاحتجاجات إلى مختلف أرجاء البلاد منذ أن خرجت أول تظاهرة في عطبرة في شمال شرق السودان في 19 ديسمبر/كانون الأول.
• تميزت موجة الاحتجاجات المندلعة حاليا في السودان عن سابقاتها بأنه الأكبر والأشمل والأطول مدة في تاريخ الاحتجاجات في السودان، إذ اندلعت من مدينة عطبرة شمال شرق السودان ومنها إلى القضارف في شرق السودان ومنها إلى باقي المدن.
• المظاهرات الحالية تميزت عن سابقاتها أيضا، بأنها بدأت من خارج العاصمة – مدينة عطبرة – ثم انتقلت إلى العاصمة الخرطوم ومدنها وحواضر الإقاليم الأخرى في كل أنحاء السودان.
• ويشهد السودان منذ 19 ديسمبر/كانون الأوّل احتجاجاتٍ دامية بسبب أزمات معيشية زادت حدتها بعد قرار الحكومة رفع أسعار الخبز، ثم تحولت إلى تظاهرات واسعة ضدّ حكم البشير المستمرّ منذ ثلاثة عقود وإلى مطالبات سياسية تنادي بتنحي البشير.
• خلّفت موجة الاحتجاجات في السودان 26 قتيلا بحسب حصيلة حكومية رسمية، إلا أن منظمات دولية منها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية تقول إن الحصيلة بلغت 40 قتيلا بينهم أطفال وعناصر من الكادر الطبي.
• يعاني السودان من أزمة اقتصادية يزيدها، نقص حاد في العملات الاجنبية وانكماش متصاعد ادى الى مضاعفة أسعار الغذاء والدواء، وتصاعدت حدة أزمة النقد الأجنبي منذ انفصال جنوب السودان في 2011 والذي تسبب بتقلص عائدات النفط بشكل كبير.