السودانيون يحتفلون بمرور عام على ثورتهم التي أطاحت بالبشير

قطار عطبرة في ساحة الاعتصام بالخرطوم-23 أبريل

يخرج السودانيون الي الشوارع اليوم الخميس احتفالًا بمرور عام على حركتهم الاحتجاجية التي أسقطت عمر البشير في أبريل/نيسان الماضي بعد حكم استمر لمدة ثلاثين عامًا.

عطبرة.. مهد الثورة

وفي بلدة عطبرة في وسط السودان التي تعد مهد الثورة، يتوقع وصول المئات على متن قطار من الخرطوم للمشاركة في احتفالات البلدة التي شهدت أول الاحتجاجات في ديسمبر/كانون الأول 2018 عقب إعلان السلطات حينها زيادة أسعار الخبز.

وتنظم الحكومة الانتقالية مع تحالف الحرية والتغيير الاحتفالات هناك لتكريم آلاف المتظاهرين الذين انطلقوا بطريقة معاكسة من عطبرة إلى العاصمة خلال محطات رئيسية من الثورة. 

وسيمكث ركاب “قطار الخميس” في عطبرة حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري ليعودوا الي الخرطوم بعد أسبوع من الاحتفالات.

وفي الخرطوم تنظم احتفالات في عدد من المناطق من بينها “الساحة الخضراء” نسبة للون الذي تبناه حزب الرئيس المخلوع والتي اعيد تسميتها ب (ساحة الحرية) وستكون المكان الرئيسي للاحتفال.

 الذكرى الأولى للثورة

 ذكر بيان أصدره رئيس وزراء الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك بداية الشهر الحالي أن حكومة ثورة الشعب السوداني ستحتفل بالذكرى السنوية الأولى للثورة السلمية على امتداد شهر ديسمبر/كانون الأول.

واندلعت التظاهرات في ديسمبر/كانون الأول 2018 في عطبرة إضافة إلى بورتسودان، الميناء الرئيسي الذي يقع على بعد ألف كيلومتر من الخرطوم، ثم عمت التظاهرات كل المدن السودانية واتخذ لها شعار (مدن السودان تنتفض).

حدثت أعمال عنف، قتل خلالها العشرات من المحتجين السلميين، وتوسعت إثر ذلك رقعة الاحتجاجات في كل البلاد، وزاد اتساع رقعة المظاهرات من الضغط على نظام الحكم، وحدا ذلك بالجيش بالإطاحة بحكم البشير في شهر أبريل/ نيسان.

قال بدر محمد -22 عامًا “بالنسبة لي هذا الاحتفال هو للتذكير بمطالبتنا الرئيسية بالعدالة لرفاقنا الذين استشهدوا أثناء التظاهرات، وأنا في هذه الاحتفالات سأحمل لافتة للمطالبة بالعدالة لهم”.

وقالت هناء حسين-21 عامًا “هذا الاحتفال لتذكّر الأيام الأولى لمظاهراتنا تحت الغاز المسيل للدموع والرصاص، والآن سنخرج للشارع في وضع مختلف، هذا أمر رائع وأفضل نجاح لثورتنا حصولنا على حريتنا”.

ترحيب بالثورة

رحبت منظمة العفو الدولية في بيان ينشر صباح الخميس باحتفال السودانيين بثورتهم وقالت “الاحتفال يجسّد حقيقة انتهاء العنف ضد السودانيين ويفتح لهم الأمل بمستقبل أفضل”. 

وبعد عام من بدء الاحتجاجات، ما زال الوضع الاقتصادي في البلاد يعاني من أزمة بمعدل تضخم بلغ 60% وفق لتقارير حكومية وضعف الاحتياطي من العملات الأجنبية.

وظل السودان يرزح تحت عقوبات اقتصادية أمريكية منذ عام 1997 وحتى 2017، لكن لم يستفد من رفعتها بسبب بقائه على قائمة واشنطن للدول الراعية للإرهاب والتي تحرمه من الاستثمارات الخارجية والتمويل الدولي.

من جانبه شارك رئيس مجلس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك على صفحته على موقع فيسبوك، مقطع فيديو في الذكرى الأولى للثورة السودانية التي تحل اليوم الخميس 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

كتب حمدوك “يا شعبنا الغلاب، تمر علينا الذكرى الأولى لثورتنا المجيدة ونحن نشد الخطى نحو شواطئ الديمقراطية، وأيادينا تمتد لحمل شعلة الخلاص وفي قلبها مِرجل التغيير، وعلى حوافها تمتدُ ألسنة من لهب الثورة لتضيء أرض بلادنا الأليفة، والجلال للوطن وللشهداء آلاف التحايا.”

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات