السجون المصرية تتحول إلى مراكز تجنيد لتنظيم الدولة

سجون مصر- أرشيفية

قالت صحفية بريطانية إن الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون في السجون ومراكز الاحتجاز في مصر دفعت العديد منهم للانضمام لتنظيم الدولة للانتقام جراء الإساءات التي تعرضوا لها.

ذكرت إيمي ووديات في مقال لها بمجلة فورين بوليسي الأمريكية (الإثنين) إنه بينما تعرض تنظيم الدولة للهزيمة في سوريا والعراق تحذر منظمات حقوقية ونشطاء من تزايد تجنيد أشخاص في السجون المصرية لصالح التنظيم بسبب الأوضاع المزرية في هذه السجون.

أوضحت ووديات أنها تحدثت إلى أشخاص أدلوا بشهاداتهم على نشاط تنظيم الدولة في السجون المصرية.

التفاصيل:
  • منظمات حقوقية ومعتقلون سابقون عبروا عن مخاوفهم من تزايد عدد الأشخاص الذين أصبحوا عرضة للتحول للتطرف في السجون ومراكز الاحتجاز.
  • أيمن عبد المجيد، مهندس، يقول إنه اعتقل بسبب نشاطه السياسي عام 2015 واحتُجز في سجن القناطر، وسجن محكمة الجيزة، وعدة مراكز شرطة، وإنه رأى أشخاصا محتجزين بسبب تهم لا تتعلق بالعنف تحولوا بعد ذلك إلى التطرف أثناء الاحتجاز.
  • يقول عبد المجيد إن بعض الأشخاص اعتقلوا بسبب خلاف مع ضابط شرطة، وانتهى الأمر بهم إلى السجن والدخول في دائرة من الاحتجاز إلى أجل غير مسمى من دون محاكمة، ما جعلهم يخسرون وظائفهم وأعمالهم وحياتهم، وبالتالي فقد ملأهم هذا بالكراهية تجاه الدولة والشرطة، وهؤلاء هم الأشخاص الذين يسعى إليهم المتطرفون.
  • أعضاء في تنظيم الدولة يستقطبون مجندين جددا من السجون المصرية، وتنظيم الدولة بات يهيمن فعليا على أجزاء من السجون المصرية.
  • تنظيم الدولة يجند المعارضين السلميين والسجناء السياسيين مستغلا حالة الغضب لديهم من الانتهاكات التي تعرضوا لها في السجون.
  • بريان دولي، المستشار لدى منظمة “هيومن رايتس فرست” قال إن العديد من الأشخاص ينضمون لتنظيم الدولة لسببين هما “الانتقام والحماية”.
  • السجين السابق محمد نبيل، وهو عضو بحركة شباب 6 أبريل، قال نبيل إنه شاهد أثناء احتجازه في أحد السجون المصرية زملاءه المعتقلين يتعرضون للتعذيب ثم يُحتجزون في زنزانات مع سجناء تابعين لتنظيم الدولة.
  • أوضح نبيل أن مسؤولي السجن كانوا يجعلون بعض السجناء يشاهدون جلسات تعذيب يتعرض لها إسلاميون تتضمن الضرب والتعذيب بالكهرباء في أماكن حساسة من أجسادهم والتعليق في السقف، وكان من بين هؤلاء المعتقلين فتيان صغار السن تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاما، بعضهم تعرض للاغتصاب من مسؤولي السجن.
  • يضيف نبيل أن عناصر تنظيم الدولة كانوا يقولون للشخص الذي يتعرض للانتهاكات: “هؤلاء الأشخاص يستحقون القتل، ويمكننا أن نساعد في هذا”.
  • بحسب نبيل فإن عملية جذب الشخص للتطرف تتضمن عدة دوافع، أولها الانتقام، وثانيها الوعد بالجنة في حال مقتله وهو يدافع عن المبادئ ولهذا فإنها “تبدو صفقة جيدة”.
  • معتقلون مصريون سابقون قالوا إن معالجة انتهاكات حقوق الإنسان في السجون ستقلل من معدل تجنيد الأشخاص لصالح تنظيم الدولة.
  • معتقل سابق، طلب الإشارة إليه باسم فهد، قال إنه قضى نحو أربع سنوات في ستة مراكز احتجاز مختلفة قبل الإفراج عنه في نوفمبر 2018.
  • يرى فهد أن إيجاد ظروف احتجاز أفضل من شأنه أن يخفف بعض المظالم التي يستغلها تنظيم الدولة لإقناع السجناء بالانضمام إليهم.
  • أوضح فهد في مقابلة مع هيومن رايتس فرست أنه رغم أن هذا الأمر ليس مضمونا، لكنه اعتبر أن وقف التعذيب والضرب سينتزع من تنظيم الدولة بعض القوة التي يتمتع بها في مساعيه لتجنيد عناصر جديدة.
  • أما أيمن عبد المجيد فقد استدل بحالة أحد المعتقلين الذين كانوا معه في زنزانة واحدة، والذي روى له كيف أنه شاهد مسيرة لجماعة الإخوان تمر من أمام منزله، وشاهد في المسيرة فتاة كان معجبا بها.
  • يقول الشاب إنه ذهب كي يحاول الحديث للفتاة، ولم ينضم للمسيرة، لكن الأمر انتهى به في السجن، حيث تعرض لاعتداءات، ويضيف: “بمجرد أن أخرج من السجن سأذهب للصحراء كي أتدرب مع تنظيم الدولة”.
سكوت أمريكي:
  • الإدارة الأمريكية بدلا من أن تدين أوضاع السجون وانتهاكات حقوق الإنسان في مصر قامت في يوليو 2018 بدفع 195 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر كانت قد جمدتها عام 2017 احتجاجا على سن قانون يقيد عمل المنظمات غير الحكومية في مصر.
  • في كلمة له بالقاهرة في شهر يناير أشاد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بجهود مصر في مكافحة الإرهاب، وذلك رغم تعبير أعضاء مجلس الشيوخ عن قلقهم من التهديد الذي تمثله سياسات السيسي للأمن القومي والأمن الدولي.
خلفيات
  • مصر تعيش أسوأ أزمة حقوقية خلال عقود، في ظل حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.
  • قدرت هيومن رايتس ووتش في عام 2016 أن أكثر من 60 ألف شخص قد قُبض عليهم أو اتُهموا في مصر منذ أطاح السيسي بسلفه الرئيس السابق محمد مرسي في انقلاب عسكري عام 2013.
  • الاعتقالات استهدفت مجموعة واسعة من المعارضين السياسيين، والكثيرون اعتقلوا بدون أي سبب على الإطلاق، بحسب حسين بيومي، الباحث المصري في منظمة العفو الدولية.
  • العفو الدولية تقول إن حملة القمع ضد الحريات في عهد السيسي “لا مثيل لها في التاريخ الحديث… حيث يتعرض أشخاص للاحتجاز لمجرد السخرية أو كتابة تغريدات أو دعم نواد رياضية أو إدانة التحرش الجنسي، أو العمل في مونتاج الأفلام”.
  • في عام 2015 اعترفت الحكومة المصرية بأن السجون تضم مساجين بأكثر من طاقتها الاستيعابية بنسبة 160٪، واعتبرت الخارجية الأمريكية أن زحام السجون المصرية يهدد حياة النزلاء.
  • تختلف تقديرات عدد النزلاء في السجون المصرية، لكن تقرير السجون في العالم (World Prison Brief) قدر أن السجون المصرية تضم 90 ألف نزيل، من السياسيين وغير السياسيين، بينما يوجد نحو 16 ألفا في مراكز احتجاز أخرى.
  • أنشأت السلطات المصرية 18 سجنا جديدا خلال السنوات الست الماضية، بحسب هيومن رايتس ووتش.
المصدر : الجزيرة مباشر + فورين بوليسي