الرئاسة الفلسطينية: التطبيع بين الإمارات وإسرائيل “مرفوض وخيانة للقدس”

الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"

قالت الرئاسة الفلسطينية إن التطبيع بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل “مرفوضٌ ويمثّل خيانةً للقدس”.

وأعلنت القيادة الفلسطينية، مساء الخميس، رفضها واستنكارها الشديدين للإعلان الثلاثي الأمريكي، الإسرائيلي، الإماراتي، المفاجئ، حول التطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة.

واعتبرت القيادة في بيان ما قامت به الإمارات “خيانة”، ووصفته بـ “المشين”، داعية إلى “عدم مقايضة” تعليق ضم غير شرعي للأراضي الفلسطينية بالتطبيع.

كما طالبت بعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى “اجتماع عاجل يعقبه بيان حول الاتفاق”.

وأعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات، الخميس، الاتفاق على تطبيع كامل للعلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب، في اتفاق يعد الأول بين دولة خليجية وإسرائيل.
جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته الدول الثلاث، ونشره الرئيس دونالد ترامب عبر حسابه على موقع “تويتر”.

واعتبرت القيادة الخطوة “نسفًا للمبادرة العربية للسلام وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، وعدوانًا على الشعب الفلسطيني، وتفريطًا بالحقوق الفلسطينية والمقدسات، وعلى رأسها القدس والدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران للعام 1967”.

ووصفت القيادة الفلسطينية ما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة بأنه “خيانةً للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية، واعترافًا بالقدس عاصمة لإسرائيل”.

وطالبت القيادة الإمارات “بالتراجع الفوري عن هذا الإعلان المشين”، ورفضت “مقايضة تعليق ضم غير شرعي بتطبيع إماراتي واستخدام القضية الفلسطينية غطاءً لهذا الغرض”، محذرة “الأشقاء من الرضوخ للضغوط الأمريكية، والسير على خطى دولة الإمارات والتطبيع المجاني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية”.

وقالت القيادة الفلسطينية إنه “لا يحق لدولة الإمارات أو أية جهة أخرى، التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني، ولا تسمح لأي أحدٍ كان بالتدخل بالشأن الفلسطيني أو التقرير بالنيابة عنه في حقوقه المشروعة في وطنه”.

وأضافت إن منظمة التحرير الفلسطينية هي “الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأن الشعب الفلسطيني يقف اليوم في كل مكان موحدا وراء قيادته الشرعية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس في مواجهة هذا الإعلان الثلاثي الغاشم”.

ودعت القيادة الفلسطينية إلى عقد جلسة طارئة فورية لجامعة الدول العربية، وكذلك لمنظمة التعاون الإسلامي لرفض هذا الإعلان.

كما دعت المجتمع الدولي لـ “التمسك بالقانون الدولي وبقرارات الشرعية الدولية التي تشكل أساسا لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن السلام لا يتحقق إلا بالإنهاء الكامل للاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي الفلسطينية”.

موقف منظمة التحرير الفلسطينية

وأعلن قادة كبار في منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة التحرير الوطني “فتح” التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، رفضهم للاتفاق، كما نددت فصائل فلسطينية بارزة، كحركتي المقاومة الإسلامية “حماس”، والجهاد الإسلامي، بالاتفاق.

وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، إن إسرائيل “تلقت جائزة من الإمارات عبر تطبيع العلاقات معها من خلال مفاوضات سرية”.

وتعقيبا على الاتفاق، قالت عشراوي على حسابها في تويتر “تمت مكافأة إسرائيل على عدم التصريح علانية بما كانت تفعله بفلسطين بشكل غير قانوني ومستمر منذ بداية الاحتلال، وكشفت الإمارات عن تعاملاتها السرية من خلال التطبيع مع إسرائيل”.

وأضافت عشراوي مخاطبة محمد بن زايد، الحاكم الفعلي لدولة الإمارات “من فضلك لا تفعل لنا معروفا، نحن لسنا ورقة تين لأحد”.

أما عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، فقال إن اتفاق الإمارات مع إسرائيل، هو “تخلٍ منها عن الواجب القومي والديني والإنساني تجاه القضية الفلسطينية”.

وفي تصريح خاص لوكالة الأناضول، قال زكي، إن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي “رهان خاسر وتبعية مطلقة لأعداء أمتنا العربية”، وتابع “ما كنت أتمنى لعربي أن يسقط في هذا المستنقع”، في إشارة للتطبيع مع إسرائيل.

بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأمين عام جبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف إن ما أعلن عنه من تطبيع إماراتي إسرائيلي “يأتي في ظل تصاعد كبير للعدوان وجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني”.

وأضاف أبو يوسف “الموقف الإماراتي يشكل خرقا للإجماع العربي حول ضرورة إسناد الموقف الفلسطيني، ويشكل طعنة في ظهر نضال الشعب الفلسطيني وإضعافا للموقف الفلسطيني. وبيع مواقف مجانية وتساوق مع الاحتلال في ظل عدوانه المتصاعد”.

وفي السياق، قال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، جمال محيسن، في بيان، إن ما أقدمت عليه قيادة دولة الإمارات هو “خروج فظ عن الإجماع العربي الذي أقرته كل القمم العربية، وهو طعن لمبادرة السلام العربية”.

وأوضح أن أحد أهم بنود المبادرة العربية ينص على أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل لن يتم إلا بعد “إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين حسب قرارات الشرعية الدولية”.

وفي وقت سابق الخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، عن توصل الإمارات وإسرائيل لاتفاق سلام واصفا إياه بـ “التاريخي”.

وقال في تغريدة نشرها على حسابه بموقع تويتر: “تقدم هائل اليوم، اتفاق سلام تاريخي بين صديقينا العظيمين، إسرائيل والإمارات العربية المتحدة”.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي، إنّ خطته لتطبيق السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية لم تتغير، المعروفة إعلامية باسم “الضم”، رغم توقيع اتفاقية السلام مع أبوظبي.

وأضاف نتنياهو “لا تغيير في خطتي لتنفيذ خطة الضم (في مستوطنات الضفة الغربية) بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة”.

وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن المخطط لم يُلغَ، لكن تمّ تأجيله مؤقتًا، بطلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وكان نتنياهو قد أعلن سابقًا عزمه ضم أراض فلسطينية واسعة بالضفة الغربية، تشمل منطقة الأغوار والمستوطنات الكبرى، في الأول من يوليو/تموز الماضي، ولكنه أرجأ العملية بسبب خلافات في داخل حكومته، وعدم وجود اتفاق مع الإدارة الأمريكية حول العملية.

اقرأ أيضًا:

أبو تريكة يعلق على اتفاق التطبيع الإماراتي مع إسرائيل.. ماذا قال؟

ترمب يعلن عن اتفاق “تاريخي” لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل

السيسي أول رئيس عربي يرحب بالتطبيع بين الإمارات وإسرائيل

البحرين ترحب باتفاق التطبيع الإماراتي مع إسرائيل

حماس: تطبيع الإمارات مع الاحتلال “طعنة غادرة لتضحيات شعبنا”

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر