الذكرى السادسة لمذبحة رابعة.. العدالة غائبة والضحايا يحاكمون

رغم وقوع المئات من المعتصمين بين قتيل وجريح ومفقود إلا أن القضاء المصري أحال مئات آخرين من المعتصمين إلى المحاكمة

تحل اليوم الأربعاء الذكرى السادسة لفض اعتصام معارضي الانقلاب العسكري في ميداني رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس/ آب عام 2013.

ورغم مرور تلك السنوات، إلا أن الإفلات من العقاب كان السمة الأبرز فيما يتعلق بملف العدالة، بل تعدى الأمر إلى قيام القضاء المصري بمحاكمة الضحايا وتحميلهم مسؤولية مقتل الآلاف من معارضي الانقلاب.

محاكمة الضحايا

  • رغم وقوع المئات من المعتصمين بين قتيل وجريح ومفقود، إلا أن القضاء المصري أحال مئات آخرين من المعتصمين إلى المحاكمة، دون إحالة أي ضابط من الجيش أو الشرطة للمحاكمة، أو حتى التحقيق مع أي منهم.
  • أحالت النيابة 379 شخصا من معتصمي ميدان النهضة إلى المحاكمة بعد مذبحة فض الميدان، بتهمة التجمهر ومقاومة رجال الشرطة والقتل العمد. وصدرت أحكاما نهائية ضد 246 منهم بالسجن لمدد متفاوتة وصلت إلى المؤبد.
  • أحالت النيابة العامة 739 شخصا للمحاكمة على خلفية مذبحة فض رابعة، وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، قضت المحكمة بإعدام 75 شخصا، والسجن المؤبد (25 عاما) على 47 آخرين، والسجن 15 عاما على 374 متهما، وخمس سنوات على 215 آخرين، ومعاقبة متهم واحد بالسجن المشدد 10 سنوات، و22 حدثا بالسجن 10 سنوات.
  • قررت المحكمة أيضا حرمان المحكوم عليهم من إدارة أموالهم وأملاكهم والتصرف فيها وعزلهم من وظائفهم الحكومية ووضعهم تحت مراقبة الشرطة مدة 5 سنوات.
  • لا تزال محكمة جنايات جنوب القاهرة، تنظر إعادة إجراءات محاكمة 35 متهمًا في قضية فض اعتصام رابعة، وتم تأجيل نظر القضية لجلسة 1 سبتمبر/ أيلول المقبل.
  • وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش فض اعتصامي رابعة والنهضة بأنه “أكبر عملية قتل جماعي في تاريخ مصر الحديث” وبأنها “جرائم ضد الإنسانية” ووثقت مقتل ما يقرب من 1150 من المعتصمين.
  • هيومن رايتس ووتش في الذكرى الخامسة لفض رابعة العام الماضي: لم تحقق السلطات المصرية مع أي من أفراد قوات الأمن أو تقاضيهم بعد مرور 5 سنوات على قتلهم المتظاهرين السلميين بشكل ممنهج وواسع النطاق في ميدان رابعة في القاهرة. أدين مئات المتظاهرين بتهم غير عادلة في محاكمات جماعية على خلفية الاحتجاجات.
  • رغم أن السلطات المصرية أن الاعتصامين كان بهما أسلحة، إلا أن وزير الداخلية في ذلك الوقت محمد إبراهيم تحدث بعد الفض عن ضبط 15 قطعة سلاح فقط داخل الاعتصامين.
  • أثبت تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان التابع للحكومة المصرية أن قوات الأمن منعت إسعاف الجرحى من المعتصمين أثناء عملية الفض، كما فشلت في توفير ممر آمن للمعتصمين الذين أرادوا المغادرة.

المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا

  • ست سنوات على مجزرة فض اعتصامات المعارضين في رابعة العدوية والنهضة ومازال الجناة آمنين من العقاب بشكل كامل.
  • القضاء المصري حكم على من نجا من القتل في الاعتصام وذويهم بأحكام قاسية وصلت إلى الإعدام والسجن المؤبد.
  • صمت المجتمع الدولي على المجزرة شجع النظام على ارتكاب المزيد من المجازر والجرائم.
  • فض اعتصامات معارضي السلطات المصرية نتج عنه مقتل أكثر من 1100 شخص بينهم نساء وأطفال بطرق وحشية، بالإضافة إلى إصابة واعتقال الآلاف بينهم 37 شخصا على الأقل في عداد المفقودين.
  • كافة الشهادات والمشاهد المصورة والتقارير الطبية الرسمية، بالإضافة إلى أعداد القتلى ونوع الإصابات أفادت بتعمد الأمن استخدام القوة المميتة في مواجهة المعتصمين.
  • قرار النظام المصري ارتكاب تلك المجزرة اتخذ بعد حملات تحريضية ضخمة في وسائل الإعلام المصرية، المرئية والمقروءة والمسموعة الموالية للسلطة، والتي قامت بشيطنة المعتصمين ووسمهم بالإرهاب.
  • السلطة القضائية المصرية شاركت بشكل مباشر في الجريمة، حيث امتنعت حتى الآن عن تحريك أي دعوى جنائية أو تحقيق قضائي في أي من عمليات القتل الجماعي التي تمت في تلك الفترة، بالإضافة إلى إصدارها قرار الفض عن طريق النائب العام المصري السابق هشام بركات.
  • بهدف الالتفاف على المطالبات الدولية بفتح تحقيق في الجريمة قام النظام المصري بتشكيل لجنتين محليتين للتحقيق في الأحداث، إلا أنه وبعد صدور تقارير اللجنتين تبين أنهما لم تشكلا إلا لغسل جرائم النظام ولإسكات المطالبات المحلية والدولية لملاحقة المسؤولين عنها حيث انتهى كلا التقريرين إلى تحميل المعتصمين مسؤولية الجرائم التي وقعت، بينما اقتصرت انتهاكات الشرطة على أخطاء إدارية وإجرائية.
  • مجزرة رابعة والنهضة وما تبعها من عمليات قتل جماعي واعتقالات تعسفية تشكل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي.

رسالة مسربة

  • تمر علينا اليوم الذكرى السادسة لمذبحة فض اعتصام رابعة، ذلك الميدان الذي تجسد فيه الصمود والمقاومة السلمية ضد الظلم والطغيان والانقلاب على الإرادة الشعبية وأول رئيس مدني منتخب لمصر.
  • جريمة فض اعتصام رابعة دليل على إجرام وخسة الانقلاب العسكري الذي استخدم الأسلحة المحرمة وقناصي الطائرات نحو الآلاف من المعتصمين السلميين في ميدان من أكبر ميادين مصر، بل وقام بإحراق مسجد رابعة والمستشفى بمن فيه من الجرحى.
  • نقدم في هذه الذكرى تحية تقدير وإجلال إلى أرواح الآلاف من الشهداء، مؤكدين أننا على درب الشهداء سائرون وعلى عهدهم قائمون، وأن دماءهم لم ولن تذهب هدراً.
  • ما زلنا نؤكد أن مصرنا الغالية لم تخلو مؤسساتها من وجود شرفاء يتطلعون لعودة الحياة الكريمة للشعب المصري وإنقاذ مصر من براثن الانقلاب العسكري الدموي.
  • مذبحة فض اعتصام رابعة أصبحت عار وسبة في جبين البشرية لن ينساها التاريخ للمجرمين وداعميهم، وإن السبيل الوحيد لمحو هذا العار هو القصاص العادل وإزاحة الانقلاب العسكري.

محمود حسين أمين عام جماعة الإخوان في مؤتمر لإحياء الذكرى السادسة للفض

  • رابعةَ والنهضة مجزرة شهدتها مصر في تاريخها الحديث ضد مواطنينَ عزل خرجوا للمطالبة بحقوقهم المشروعة.
  • لم يحدث أي تحرك فعلي من الأمم المتحدة تجاه المتورطين في تلك الأحداث، وسط مكافآت للجناة.
  • منذ الفض الأمني حدث من السلطات بمصر عمليات تنكيل واسعة، بينها محاكمات ملفقة (..) والزج بأكثر من 60 ألفا (في السجون). أي فجور في الخصومة السياسية وأي بشاعة في الانتقام تلك؟
  • جماعة الإخوان لن تتوقف عن فتح تحقيق دولي يكشف ملابسات وفاة الرئيس الراحل محمد مرسي.
  • النظام المصري لن يستقر في ظل أجواء تراجع اقتصادي وسياسي واجتماعي.
المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع إلكترونية + وكالات