الجزائر: بوتفليقة يترشح والاحتجاجات تتصاعد

تزايد الاحتجاجات في الجزائر مع ترشح بوتفليقة للعهدة الخامسة
في الجزائر أجبر ملايين المتظاهرين الرئيس الثمانيني عبد العزيز بوتفليقة على الاستقالة

أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الأحد، ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل/ نيسان المقبل.

ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن مدير حملة الرئيس الجزائري، عبد الغني زعلان قوله إن بوتفليقة سيعلن عن انتخابات رئاسية مبكرة في أقل من سنة في حالة إعادة انتخابه.

جاء هذا التصريح بعد إيداع ملف ترشّح بوتفليقة للعهدة الخامسة لدى المجلس الدستوري.

تعهدات بوتفليقة:
  • في حال فوزه في هذه الانتخابات سيعلن عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لن يكون مرشحا فيها بهدف ضمان خلافته في ظل ما وصفها بظروف هادئة وفي جو من الحرية والشفافية.
  • وعد بوتفليقة في رسالة تلاها مدير حملته الانتخابية عبد الغني زعلان بالدعوة لعقد ندوة وطنية مستقلة وشاملة لمناقشة واعتماد إصلاحات سياسية ومؤسساتية لإرسال نظام جديد وإصلاحي في الجزائر.
  • تعهد بالعمل على إعداد دستور جديد يصدق عليه الشعب الجزائري عن طريق الاستفتاء يكرس ما وصفه بميلاد جمهورية جديدة في الجزائر.

في سياق متصل قال عبد الوهاب دربال رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات في الجزائر، الأحد، إنه يتعين على كل المرشحين في الانتخابات الرئاسية تقديم أوراق ترشحهم شخصيا.

وإذا جرى تطبيق ذلك، فإنه ذلك يعني أنه سيتعين على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (82 عاما) أن يقدم بنفسه أوراق ترشحه للمجلس الدستوري.

ولم يظهر بوتفليقة بشكل علني إلا نادرا منذ العام 2013. لكن وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية قالت إنه ليس من المطلوب أن يقوم بذلك بنفسه.

الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (غيتي)
التفاصيل:
  • شاهد من “رويترز” قال إن مدير حملة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وصل، الأحد، إلى مقر المجلس الدستوري بالعاصمة الجزائر.
  • لم يتحدث مدير الحملة عبد الغني زعلان، للصحفيين لدى دخوله مبنى المجلس المسؤول عن تسلم أوراق المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 من أبريل/ نيسان المقبل.
  • حسب “فرانس برس” وصلت عدة عربات يفترض أنها تنقل مغلفات تحوي “تواقيع” دعم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لانتخابات 18 من أبريل/ نيسان الرئاسية، إلى مقر المجلس الدستوري. الأحد، وهو الأخير من المهلة القانونية لتقديم الترشيحات، بحسب وسائل اعلام جزائرية.
  • على “علب الورق المقوي البيضاء” التي نقلتها العربات كُتبت عبارة: “مديرية حملة المرشح عبد العزيز بوتفليقة – رئاسيات 2019″، حسب صحفية في وسيلة إعلام جزائرية.
  • وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية نشرت (“تصريح الممتلكات الخاصة” لبوتفليقة وهو شرط أساسي من متطلبات خوض الانتخابات).
  • تلفزيون النهار -محطة تلفزيونية خاصة- قالت إن بوتفليقة، (82 عاما)، المعتل الصحة منذ سنوات، قدم أوراق ترشحه للمجلس الدستوري في الجزائر العاصمة.
مدير حملة الرئيس الجزائري، عبد الغني زعلان (وكالة الأنباء الجزائرية)

وكانت عربات مماثلة قد وصلت إلى المجلس الدستوري خلال الاقتراع الأخير في 2014 قبيل وصول بوتفليقة ليودع شخصيا ملف ترشحه، رغم آثار الجلطة الدماغية التي تعرض لها في 2013.

وأعلنت حملة الرئيس بوتفليقة الذي لم يخاطب مباشرة الجزائريين منذ تلك الجلطة الدماغية وبات ظهوره نادرا، أن ملف ترشح الرئيس سيتم ايداعه دون أن توضح إن كان بوتفليقة سيكون حاضرا أم لا.

وأودع الرئيس الجزائري مستشفى في جنيف قبل أسبوع لإجراء “فحوصات طبية دورية” حسب الرئاسة .

مستشفى جنيف الجامعي حيث يرقد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (غيتي)
من الذي ترشح حتى الأن؟
  • كان أول من قدم أوراق ترشحه في انتخابات الرئاسة هو على غديري وهو لواء متقاعد يتحدى الصفوة الحاكمة التي تتكون من أفراد الجيش والحزب الحاكم ورجال الأعمال. وقال للصحفيين إنه يبشر الشعب بفجر جديد.
  • وصل مرشح آخر هو رشيد نكاز رجل الأعمال، مستقلا سيارة أجرة وقال لمحتجين إنه ينبغي أن تبقى الاحتجاجات سلمية لتقديم صورة جيدة عن “ديمقراطيتنا”.
  • عبد العزيز بلعيد (55 عاما) الذي استقال من جبهة التحرير الوطني (حزب بوتفليقة) في 2011 ليؤسس “جبهة المستقبل”، ونال 3% من الأصوات في انتخابات 2014.
  • وزير السياحة السابق عبد القادر بن قرينة، رئيس “حركة البناء” (إسلامية)، قال إنه قدم ملف ترشيحه لدى المجلس الدستوري.
  • بالإضافة إلى ذلك هناك مرشحان آخران هما: علي زغدود رئيس حزب صغير من “التجمع الجزائري”، وعبد الكريم حمادي وهو مستقل وسبق لهما الترشح لكن ملفيهما لم يقبلا.

وفشلت المعارضة في الاتفاق على مرشح موحد مما يجعل قيامها بحملة مهمة صعبة في بلد يهيمن عليه منذ الاستقلال حزب واحد هو حزب جبهة التحرير الوطني.

انسحابات من السباق الرئاسي:

كان عدد من المترشحين للانتخابات الرئاسية في الجزائر، أعلنوا انسحابهم من سباق الانتخابات، احتجاجا على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لولاية رئاسية خامسة.

  • عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، أعلن انسحابه من الانتخابات.
  • المرشح المستقل، غاني مهدي، وهو كاتب وإعلامي أعلن انسحابه.
  • السيدة لويزة حنون، الأمين العام لحزب العمال الجزائري أعلنت انسحابها.
  • رئيس الحكومة الجزائرية السابق، ورئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، قال أثناء إعلان انسحابه إن إجراء الانتخابات الرئاسية في الظروف الراهنة سيزيد الأوضاع توترا.

واقترح بن فليس تأجيل الانتخابات الرئاسية لمدة 6 أشهر وتجميد مهام اللجنة المستقلة للانتخابات وتعيين تركيبة جديدة للمجلس الدستوري.

رئيس الحكومة الجزائرية السابق، ورئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس ( مواقع التواصل)
تزايد الاحتجاجات:
  • شهد عدد من الجامعات الجزائرية، الأحد، مظاهرات رافضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
  • شهدت كليات العلوم السياسية والحقوق، في العاصمة الجزائرية، وقفة احتجاجية لعدد من الطلبة، رددوا خلالها شعارات منددة بترشح بوتفليقة.
  • شهدت جامعات سكيكدة، ووهران، وقسنطينة، والمسيلة، وسطيف، والقليعة، ومستغانم، مظاهرات مماثلة.
  • احتشد آلاف الطلاب داخل عدد من الكليات الجامعية التي يقع إحداها قرب المجلس الدستوري حيث يقدم المرشحون للانتخابات الرئاسية أوراقهم، ورددوا هتافات تقول “لا للعهدة الخامسة”.
  • كان هناك وجود أمني مكثف حول المجلس الدستوري ومنعت الشرطة الطلاب من مغادرة الحرم الجامعي القريب من المجلس، حيث أغلقت أبوابه الرئيسية.
  • شوهد الآلاف بعد ذلك في مظاهرات في وسط المدينة كما حدث، الجمعة.
  • قدر مصدر دبلوماسي عدد المتظاهرين في الجزائر العاصمة، الأحد، بنحو 70 ألف شخص وشمل ذلك احتشادا بجامعة باب الزوار، وهي الأكبر في البلاد.
  • تقترب أعداد المحتجين سريعا من مستويات، الجمعة الماضي، عندما ملأ المحتجون وسط العاصمة الجزائر في واحد من أكبر الاحتجاجات، النادرة في الجزائر، منذ انتفاضات الربيع العربي في عام 2011.
  • قالت عائشة، وهي طالبة تبلغ من العمر 23 عاما، لـ “رويترز”: “لن نكف عن التظاهر حتى نتخلص من هذا النظام”.
تزايد الاحتجاجات في الجزائر مع ترشح بوتفليقة للعهدة الخامسة (غيتي)
خلفيات:
  • دعت المعارضة الجزائرية، التي تعاني عادة من الضعف والانقسام، إضافة إلى جماعات المجتمع المدني لمزيد من الاحتجاجات إذا ترشح بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ عشرين عاما.
  • سعت الحكومة لاستغلال مخاوف الجزائريين من العودة إلى إراقة الدماء في تسعينيات القرن الماضي عندما قتل نحو 200 ألف شخص بعد ما حمل الإسلاميون السلاح إثر إلغاء الجيش انتخابات كانوا على وشك الفوز فيها.
  • موجة الاحتجاجات الجديدة اتسمت بالسلمية باستثناء، الجمعة، عندما أسفرت اشتباكات مع الشرطة عن إصابة 183 شخصا.
  • كان العديد من الجزائريين يتجنبون النشاط السياسي على مدى سنوات خوفا من التعرض للأذى من جانب أجهزة الأمن أو بسبب اليأس من إمكانية تغيير القيادة في البلاد.
  • بعد تمرد إسلامي استمر عشر سنوات وتمكن بوتفليقة من القضاء عليه في فترة حكمه الأولى أصبح الجزائريون يتحملون نظاما سياسيا لا يترك مساحة تذكر للاختلاف كثمن يدفعونه مقابل الأمن والاستقرار النسبيين.
  • يقول معارضون إن بوتفليقة لم يعد لائقا للنهوض بمهام الرئاسة، مشيرين إلى اعتلال صحته وما يقولون إنه انتشار للفساد وافتقار إلى الإصلاحات الاقتصادية اللازمة لمعالجة مشكلة البطالة التي يتجاوز معدلها 25 في المئة بين الأشخاص دون الثلاثين من العمر.
  • لكن محللين يقولون إن الحركة الاحتجاجية تفتقر لقيادة وتنظيم في بلد ما زال يهيمن عليه المحاربون القدامى الذين شاركوا في حرب الاستقلال عن فرنسا في الفترة من عام 1954 حتى عام 1962.
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات