الثورة تجدد نفسها: قيس سعيّد رئيسا لتونس

النتائج الأولية غير الرسمية أشارت إلى تحقيق سعيد فوزا "كاسحا"

أعلنت اللجنة الانتخابية فوز المرشح المستقل أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية في تونس بفارق كبير عن منافسه.

التفاصيل
  • الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أعلنت فوز سعيّد بصورة كاسحة محققا 72.71 % مقابل 27.29% لمنافسه نبيل القروي.
  • قيس سعيّد ومباشرة بعد ظهور النتائج الأوّليّة أعلن فوزه أمام حشود غفيرة من أنصاره تجمّعت للاحتفال بالفوز شاكرا كل ّ من دعمه وخاصّة الشباب الذي “فتح صفحة جديدة في تاريخ تونس” حسب تعبيره، كما جدّد التزامه بعلويّة القانون وأنّه سيطبّق على الجميع.
طمأنة التونسيين
  • عدنان منصر مستشار رئيس الجمهوريّة الأسبق منصف المرزوقي، اعتبر أنّ قيس سعيّد شخصية ذات قيم عالية، ووجوده في منصب رئيس الدولة فيه طمأنة للتونسيين على قيمهم وحقوقهم وحرياتهم ومكاسبهم بعد الثورة.
  • منصر أشار في حديث لموقع الجزيرة مباشر إلى أنه يمكن للتونسيين معارضة سعيّد من دون أن يتحمّلوا وزر ذلك حسب تعبيره.
  • منصر أضاف أن إحساس التونسي بالاطمئنان لرئيسه الجديد يأتي من خلال قطعه مع المنظومة القديمة التي يمثّلها، في تقديره المرشّح الخاسر في الجولة الثانية نبيل القروي “المتورط في ممارسات مشبوهة” حسب وصف منصر.
  • منصر أضاف أن أمام قيس سعيّد تحدّيات كبيرة أولها المساعدة على تشكيل الحكومة واستعادة رئاسة الجمهورية لدورها كضابط للساحة السياسية برمتها.
  • منصر قال إن على “رئيس الجمهورية أيضا، أن يحظى بدعم شعبي قوي وبالتالي سيكون مرجعا نزيها عند وجود خلافات، وتدخله سيكون ضامنا لتجاوز الكثير من الصعوبات، وعونا كبيرا للحكومة في مواجهتها الأزمة الاقتصادية”.
نهاية منظومة
  • الكاتب والإعلامي نصر الدين بن حديد يرى في وصول سعيّد إلى منصب رئيس الجمهورية ضربة قاضية لمنظومة حكم استمرت طيلة عقود باعتبار أن حكمه سيكون نموذجا جديدا في البلاد التونسية قوامه رؤية جديدة وعلاقات جديدة بين الأحزاب ومكونات المشهد السياسي.
  • بن حديد اعتبر في تصريحه لموقع الجزيرة مباشر أن شخصية قيس سعيّد هي الأولى من نوعها، لعدم قيامها على أي أساس حزبي أو أيديولوجي وتزكيته أتت من الشعب في حد ذاته.
  • بن حديد أضاف أن هزيمة القروي قطعت الطريق أمام المنظومة القديمة للعودة إلى الواجهة وإعادة ترتيب أوراقها في انتظار المحطات السياسية والانتخابية القادمة.
  • في سياق آخر أشار نصر الدين بن حديد إلى التحديات الاقتصادية، من حيث مؤشرات غلاء المعيشة وتراجع القدرة الشرائية وأزمة البطالة وما يتبعه من استقرار اجتماعي يرتكز بدوره على الاستقرار السياسي.
  • بن حديد يرى أن البرلمان ورئيس الجمهورية المنتخبين من قبل الشعب مجبران على معالجة هذا الثالوث الاقتصادي والاجتماعي والسياسي من منظور التحقيق وليس من منظور الوعود.
الثورة تجدد نفسها
  • من جهة ثانية، يرى النائب في البرلمان التونسي وعضو المكتب السياسي لحركة النهضة محمد القوماني أن فوز سعيّد وبهذه النسبة العالية هو تعبير عن تجدد الثورة التونسيّة، وانتصار لإرادة الشعب وخاصّة إرادة الشباب الذي صنع الثورة في 2011.
  • القوماني أشار إلى أن هذا الفوز هو تسفيه لكل من ظنوا أن ثورات الربيع العربي في تراجع، فتونس بهذا الفوز الكبير لقيس سعيّد تجدد عهدها مع الحريّة والكرامة.
  • القوماني اعتبر أن “انتصار سعيّد هو انتصار للوضوح في تبني العناوين الكبرى للثورة ولشعاراتها، الوضوح في الانتماء للأمّة العربية والإسلامية وتبني قضاياها المركزية وعلى رأسها القضية الفلسطينية”.
  • كما يرى القوماني أن ما جاء على لسان قيس سعيّد بأن “التطبيع خيانة عظمى”، وتفاعل معه الناخب التونسي من خلال التصويت له هو موقف قاطع وواضح من الشعب التونسي تجاه هويته وانتمائه وخياراته.
  • كما اعتبر أن هذه الانتخابات شبيهة باستفتاء حول الثورة وشعاراتها، ولا أدل على ذلك من حصول سعيّد على نسبة فاقت 90% في بعض المحافظات.
  • القوماني أضاف أنه من حق االشعب التونسي أن تكون من جملة أولوياته تحسين ظروف حياته اليومية والاستجابة لحاجاته التي تضمن كرامته، ولكنه ظل في نفس الوقت وفيا لقيم الثورة وأهدافها، محدثا تركيبة عجيبة حصنته من أن يتم التلاعب بخياراته.
مرحلة حسّاسة
  • يجمع كل التونسيين على أن المرحلة حساسة، بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الذي تعيشه تونس منذ سنوات وحالة الاحتقان الاجتماعي المتزايدة الناتجة عن تدهور الظروف المعيشيّة لشريحة واسعة من الشعب، إضافة للظروف الإقليمية المتوترة، خاصة مع عدم الاستقرار في الجارة ليبيا والحراك في الجزائر.
  • هذه عوامل قد تعقد الوضع السياسي في تونس بشكل أكثر، على خلفية غياب كتلة قويّة وذات أغلبية في البرلمان، ما يجعل من العسير تشكيل الحكومة بسرعة، ولكنها في نفس الوقت ستجعل دور الرئيس الجديد مركزيا في تجاوز هذه العثرات.
  • الأيام القليلة القادمة، حسب عديد المراقبين، ستحمل إشارات أساسية لاستشراف المرحلة المقبلة على المدى القريب، التي قد تحمل معها أيضا، بعض المفاجآت كحدوث تقارب بين مكونات البرلمان الجديد.
  • سبق وأن عبرت بعض الكتل البرلمانية عن عدم رغبتها في أن تكون ضمن  حكومة تشكلها حركة النهضة، باعتبارها الحزب صاحب الكتلة الأكبر في البرلمان، ويبدو من تصريحات بعض رموزها أنها بدأت تعدل من خطابها، فاتحة فرصا لحوارات، قد تتحوّل بسرعة إلى مفاوضات.
المصدر : الجزيرة مباشر