التسريبات.. نهج إسرائيلي لإجبار “العرب” على الاعتراف بالتطبيع

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

على الرغم من حرص عدد من الأنظمة العربية على إبقاء علاقاتها وتقاربها مع إسرائيل سرا، إلا أن التسريبات التي تكشف عن أبعاد التطبيع العربي لم تتوقف من جانب إسرائيل نفسها.

العشرات من الوقائع والاجتماعات واللقاءات ومحاولات التقارب السرية جرت بين مسؤولين إسرائيليين وعرب، لكن اللافت أن جميع تلك اللقاءات كشفت إلى العلن بطرق متنوعة تحمل جميعها بصمات إسرائيلية.

مؤتمر وارسو

  • مؤتمر وارسو الذي جمع عددا من الدول العربية بجانب إسرائيل، كان المناسبة الأبرز الذي ظهرت فيه تلك الاستراتيجية الإسرائيلية بوضوح.
  • مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قام بتسريب مقطع فيديو لثلاثة وزراء خليجيين وهم يدافعون عن إسرائيل ويهاجمون إيران وحماس.
  • الوزراء هم وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، ونظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، بالإضافة إلى وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير.
  • تحدث وزير خارجية البحرين في المقطع عن أن مواجهة إيران أكثر إلحاحا من حل القضية الفلسطينية.
  • وزير خارجية الإمارات دافع عما سماه “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” في معرض رده على سؤال بشأن الغارات الجوية الإسرائيلية على القوات الإيرانية المتواجدة في سوريا.
  • اتهم عادل الجبير إيران بدعم حماس وجماعات مسلحة أخرى من أجل تقويض السلطة الفلسطينية.
  • بعد 30 دقيقة من نشر التسريب الذي أرسل إلى الصحفيين، قام مكتب نتنياهو بحذف الفيديو من قناته على يوتيوب.
  • التقطت كاميرات وسائل إعلام إسرائيلية وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي أثناء توجهه للقاء نتنياهو في مقر إقامة الأخير على هامش مؤتمر وارسو.
  • القناة 13 العبرية حرصت على التأكيد أن بن علوي وصل إلى مقر إقامة نتنياهو سرا، وهو ما يعني أن التسريب الإسرائيلي متعمد.

  • سمح نتنياهو بتسريب تسجيلات من كلمته خلال مؤتمر وارسو، تحدث خلالها عن لقاءات عقدت مع زعماء ووزراء خارجية عرب، وعن وجود مفاوضات ومباحثات واتصالات مع عددٍ من الدول العربيّة دون أن يكشف عن أسماء تلك الدول.

مؤتمر ميونيخ

  • الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يدلين نشر صورة جمعته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش مؤتمر ميونخ للأمن.
  • يدلين قال إنه التقى السيسي خلال المؤتمر وتبادلا معًا ذكريات عملها بالاستخبارات.
  • صفحتا “إسرائيل بالعربية” (تتبع الخارجية الإسرائيلية) و”إسرائيل في مصر” (تتبع سفارة تل أبيب بالقاهرة) احتفلتا عبر فيسبوك، باللقاء.
  • الصفحتان أرفقتا، صورة السيسي ويدلين ومن خلفهما وزراء ومسؤولون مصريون، خلال المؤتمر الدولي.
  • الصفحتان قالتا إن “اللواء الإسرائيلي السابق والرئيس الحالي لمركز الأبحاث في جامعة تل أبيب عاموس يدلين يحيي زميله السابق السيسي بعد كلمته في ميونخ”.

تصريحات رسمية

  • رئيس الوزراء الإسرائيلي من جانبه لم يتوان عن الكشف عن وجود لقاءات سرية تجمع بين مسؤولين إسرائيليين ونظرائهم من دول عربية.
  • كشف نتنياهو خلال حفل تنصيب رئيس الأركان الجديد أفيف كوخافي في يناير/ كانون الثاني الماضي أن قائد الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته غادي آيزنكوت، عقد لقاءات واجتماعات كثيرة مع نظرائه من الدول العربية خلال فترة ولايته.
  • نتنياهو حرص على إبراز أن تلك اللقاءات تم تصويرها، وأن رؤساء أركان الجيوش العربية عانقوا نظيرهم الإسرائيلي.

  • في يناير/ كانون الثاني الماضي كشفت الخارجية الإسرائيلية أن ثلاثة وفود عراقية تضم ممثلي أحزاب وشخصيات زارتها العام الماضي.
  • في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قال نتنياهو أن شركات الطيران الإسرائيلية ستتمكن من التحليق فوق الأجواء السودانية في طريقها إلى أمريكا الجنوبية.
  • في مارس/ آذار من العام الماضي، قال نتنياهو إن السعودية منحت شركة طيران الهند (إير إنديا) الإذن للطيران فوق أراضيها عبر مسارات جديدة من وإلى تل أبيب.
  • نتنياهو صرح العام الماضي بأن هناك تطورات إيجابية في العلاقة بين إسرائيل وبعض الدول العربية، موضحًا أن إسرائيل لم تتخيل قبل عدة سنوات التطبيع مع دول عربية محورية وبهذا الزخم.
  • في 19 فبراير/ شباط 2017 قال نتنياهو إنه عقد قمة سرية في مارس/ آذار 2016 مع السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني في العقبة. وكشف نتنياهو في اجتماع الحكومة الإسرائيلية أنه كان صاحب المبادرة لعقد اللقاء.

تسريبات إعلامية

  • لم تتوقف التقارير الإعلامية الإسرائيلية التي تكشف بصفة دورية عن الدول العربية التي تتقارب مع تل أبيب، مع صمت من مكتب نتنياهو فيما يشبه الموافقة الضمنية.
  • الشهر الجاري بدأت القناة 13 الإسرائيلية بث سلسلة وثائقية بعنوان “أسرار الخليج” قالت في حلقة منها إن علاقة المملكة العربية السعودية بإسرائيل شهدت نقلة نوعية بعد توقيع اتفاق المبادئ بين إيران والغرب. وإن رئيس الموساد السابق تامير باردو زار السعودية سرا عام 2014 لبحث المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران.
  • القناة الإسرائيلية 13 كشفت أن نتنياهو “التقى سرا مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في سبتمبر/ أيلول 2018 على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وبحثا معا خطوات تطبيع العلاقات.
  • المغرب كان قد قرر طرد السفير الإيراني من الرباط قبل أشهر وسحب سفيره من طهران بتهمة التدخل في الشؤون الداخلية المغربية.
  • لم يؤكد أو ينف مكتب نتنياهو تلك التسريبات.
  • صحيفة إسرائيل اليوم كانت قد ذكرت في يناير/ كانون الثاني الماضي أن نتنياهو قد يقوم قريبا بزيارة إلى “إحدى دول شمال أفريقيا” في مارس/ آذار المقبل.
  • الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي نفى أنباء الزيارة قائلا إنها إشاعة.
  • مراسل القناة 13 الإسرائيلية قال إن نتنياهو حاول ترتيب زيارة إلى المغرب لكنه فشل بسبب رفض تونس والجزائر السماح لطائرته بعبور أجواء البلدين إلى المغرب. وقد يكون تسريب أنباء اللقاء مع وزير الخارجية المغربي محاولة لدفع السلطات المغربية إلى الكشف علانية عن تقارب البلدين.
نتنياهو مع السيسي خلال لقاء سابق على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • القناة 13 الإسرائيلية كشفت أيضا أن نتنياهو أجرى محادثات سرية مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في أعقاب توقيع الاتفاق النووي مع إيران.
  • صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية كشفت في يوليو/ تموز 2017 أن نتنياهو التقى في نهاية سبتمبر/ أيلول 2012 في نيويورك سراً بوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد.
  • في أغسطس/ آب من العام الماضي، كشفت صحيفة “هاآرتس” عن لقاء جمع بين نتنياهو والسيسي في مصر بتاريخ 22 مايو/أيار 2018.
  • صحيفة هآرتس كانت قد كشفت أيضا عن لقاء رباعي بين نتنياهو والسيسي وملك الأردن عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري في 21 فبراير/شباط 2016 في منتجع العقبة الأردني لبحث مبادرة أمريكية بشأن عملية السلام.
  • وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أن مبعوثا عن وزارة الخارجية الإسرائيلية اجتمع قبل مدة سرا مع مسؤولين سودانيين في إسطنبول.

أسباب محتملة للاستراتيجية الإسرائيلية

  • تذمر إسرائيل من استمرار العلاقات السرية، ورغبتها في المضي قدما ناحية الإعلان عن تلك العلاقات.
  • رغبة نتنياهو في تحقيق مكاسب انتخابية قبل الانتخابات التي ستعقد في التاسع من أبريل/ نيسان القادم، وهو ما أشارت إليه تسيبي ليفني زعيمة المعارضة الإسرائيلية، التي اتهمت نتنياهو بالمجازفة بالعلاقات مع الدول العربية عبر تسريب الفيديو بهدف تحقيق مكاسب سياسية.
  • إحراج الدول العربية ودفعها إلى الاعتراف بالعلاقات مع إسرائيل، وتشجيع الدول العربية الأخرى من أجل اتخاذ نفس الموقف عبر الإيحاء بأن الأمر طبيعي.
  • حث الدول العربية على اتخاذ موقف موحد تجاه التصدي لإيران.
المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام