البرغوثي :جرح سوريا أكبر من هزيمتي 48 و67

البرغوثي خلال حواره مع الجزيرة مباشر

اعتبر الشاعر وأستاذ العلوم السياسية الدكتور تميم البرغوثي أن ما حدث في سوريا اكبر وأفدح من هزيمتي 48و67 ،وقال في حواره مع الجزيرة مباشر إن الضحايا في تلك الحروب  كانوا بالآلاف ولكن ضحايا الأزمة السورية مئات الآلاف من القتلى وملايين اللاجئين .

واضاف “الجميع يتحمل المسئولية وإن كانت المسئولية الأكبر تقع علي عاتق الطرف الأقوى وفي سوريا حاليا كل الاطراف  أقوياء ومسلحين “النظام والمعارضة “والشارع هو الضعيف “

وهاجم البرغوثي النظام السوري  “الاستبداد كارثة مثلما هو الحال في سوريا ومصر والعراق ” واستدرك قائلا :ولكن اللجوء الي الاستعمار ليخلصك من الاستبداد كارثة اخري ” .

وشبه البرغوثي الاستبداد والاستعمار بالأفعى وأنه يجب أن نبتعد عنها وألا نحتضنها مثلما نفعل الآن

وقال البرغوثي  إن جميع القوي الوطنية والإسلامية قبلوا بالوطنية الأليفة ،واوضح خلال حواره مع الجزيرة مباشر اليوم الجمعة  أن مفهم الوطنية الأليفة والذي كان يمثل أطروحته للدكتوراه في حقل العلوم السياسية يعني فصل القضايا الرئيسية والوطنية عن بعضها البعض .

وضرب البرغوثي أمثلة لذلك بقوله إن الاستعمار الإسرائيلي في فلسطين حاول أن يرسخ في الأذهان أن الاستعمار في الضفة الغربية فقط ،وينتج عن ذلك أن تنشأ مصالح في الضفة  تتفق أو لا تتعارض مع مصالح إسرائيل ،وقد يري اصحاب هذه المصالح أن اي خطر يهدد اسرائيل يهدههم هم أنفسهم .

واكمل البرغوثي أمثلته عن الوطنية الأليفة بقوله إن معاهدة 1936 بمصر كانت من هذا  النوع من الوطنية الأليفة لأنها ضمنت للإنجليز مصالحهم في قناة السويس في مقابل استقلال مصر .

وتساءل البرغوثي “هل في برنامج القوي الوطنية الاسلامية أو العلمانية او غيرها إلغاء كامب ديفيد أو فك الارتباط مع الولايات المتحدة الأمريكية ؟

وعن رأيه في الشارع العربي والمصري واذا ما كان هذا الشارع قد خذل الربيع العربي أم ان الربيع العربي بتعثره هو الذي خذل طموحات الشارع قال البرغوثي –الناس أذكي مما يتخيل أحد حتي مع الخطة الممنهجة التي تقوم بها الأنظمة لإفقاد الناس ثقتها في عقلها ” واضاف “اخطر أزمة نواجهها الآن هي أزمة الثقة فرجل الشارع لن ينزل من بيته لأنه لا يثق فيمن كانوا فى الثورة والثوار لن ينزلوا لأنهم لا يثقون في المواطن العادي

وعن الشعر قال البرغوثي أنه بدأ محاولات كتابة الشعر وعمره 6 سنوات وأن اول قصيدة نشرت له عن فلسطين كان عمره 18 سنة

ولفت الي أن أول من تأثر بهم كانا والديه مريد البرغوثي ورضوي عاشور ،وقال أن والدته طلبت منه ذات مرة أن تختار هي بنفسها هدية عيد الأم التي كان سيهديها لها وأنها اخذته الي إحدي المكتبات وطلبت منه ان يشتري لها ملخصا لكتاب الأغاني لأبي فرج الاصفهاني .

وقال “هي فعلت ذلك لأنها تعرف أنني سأقرأ هذا الكتاب “

وعن المواقف السياسية المخزية  للشعراء والأدباء بعد الإخفاقات التي تعرضت لها الثورات العربية قال البرغوثي ” المواقف السياسية للشعراء والأدباء يكون لها تأثير في نفوس الناس وفي مدي تقديرهم لهؤلاء الادباء ولكن ما يعيش هو انتاج الاديب وليس مواقفه السياسية ” ودلل البرغوثي علي ذلك بقوله ” نحن لا نتذكر لشوقي موقفه من عرابي ولكن نتذكر قصائده ،ورغم اختلافي مع الأبنودي في موقفه الاخير إلا أن قصائده ستعيش “

 

المصدر : الجزيرة مباشر