الإيكونوميست: مظاهرات الخبز تهدد النظام السوداني.. والبشير تحت حصار المتظاهرين

الرئيس السوداني عمر البشير

قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية إن المظاهرات التي تخرج في شوارع السودان هذه الأيام مختلفة عن سابقاتها، وإنها باتت تهدد النظام رغم قسوة القمع.

وذكرت المجلة الأسبوعية أن البشير ليس غريبا على مواجهة الاحتجاجات، فقد واجه حركات تمرد في الجنوب، وارتكب جرائم حرب في دارفور وقمع مظاهرات ونجا منها، لكن المظاهرات الأخيرة مختلفة، ويبدو أنها هزت النظام، بدليل تعهده بالتوقف عن قطع الدعم وزيادة النفقات الحكومية بنسبة 39%، خاصة على الرواتب والموظفين في المؤسسات العامة.

أبرز ما ورد في تقرير إيكونوميست:
  • وصف البشير المتظاهرين بالمخربين وبالخونة الذين باعوا أنفسهم. كما وجه أصابع الاتهام لناشطين في دارفور بالتآمر مع إسرائيل لتخريب السودان. وتم اعتقال 50 طالبا من دارفور بتهمة الإرهاب. 
  • لم تنجح أساليب البشير، فقد هتف المتظاهرون في معاقله بالخرطوم والشمال “كلنا دارفور”.
  • رغم قمع الشرطة ، فالمظاهرات مستمرة بل وتبدو أكثر تنظيما وأًصبحت أضخم وتقودها النقابات المهنية. وشبه البعض المظاهرات الأخيرة بثورتي 1964 و 1985 اللتين أطاحتا بحكمين ديكتاتوريين. 
  • في كلتا الحالتين تطورت أحداث شغب معزولة إلى حركة تغيير سياسي واسعة. وفي كلتا الحالتين قرر النظام التنحي عن السلطة. ولكن البشير قد يعاند ويصعب إجباره على التنحي في الوضع الحالي.
  • أليكس دي وول خبير شؤون السودان : كان الجيش جيشه لمدة 29 عاما، ولديه القدرة على التلاعب بالفصائل مع بعضها بعضا، كما أن القادة العسكريين يخشون من المحاكمة بجرائم حرب لو خرج البشير.
  • لا تزال لدي نظام البشير مؤسسة أمنية قوية، ورغم ذلك فإن خياراته محدودة، ففي السنوات القليلة الماضية تحول السودان عن حليفته إيران، واقترب من السعودية والإمارات. وأسهمت المساعدات المالية منهما على إخفاء المأزق الاقتصادي للبلاد. 

 

  • لا يبدو أن أيا من الرياض أو أبو ظبي مستعدة لإخراجه من ورطته، لأن البشير لا يعد حليفا مواليا، فقد تقارب مع قطر وتركيا.
  • يواجه البشير المحتجين ضده وحيدا ومحطما، يواجه من يعاودون الخروج للشوارع رغم القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي. فغضب الناس لا نهاية له كما يقول إبراهيم سنوبي، مخرج الأفلام.
  •  مراكز الشرطة في الخرطوم ازدحمت بالمعتقلين، ففي كل ساعة تحضر الشرطة معتقلين جددا، وبعد فترة امتلأ المركز في شمال الخرطوم بالمحتجين. 
  •  الناشط السوداني عاطف ( …. )  الذي اعتقل في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2018 قال إنه شاهد اعتقال حوالي ألف شخص في يوم واحد وفي مكان واحد، حيث تم ضرب الكثير منهم، فيما حلقت رؤوس الآخرين، وحظي المحامون والأطباء بمعاملة مهينة أكثر خصوصية من غيرهم.
  •  عاطف الذي فضل عدم الكشف عن هويته، يعد واحدا من عشرات الآلاف الذين خرجوا للشوارع في الأيام الأخيرة. وما بدأ كشغب واحتجاج على ارتفاع أسعار الخبز في مدينة عطبرة في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2018، انتشر في معظم مدن البلاد. وحسب التقارير فقد قتل على الأقل 40 شخصا على يد قوات الأمن في 400 احتجاج.
  • تقول الحكومة إنها اعتقلت حوالي 800 من الذين شاركوا في التظاهرات (وربما كان العدد الحقيقي أعلى)، إلا أن هذه الجهود لم تفعل الكثير لإخماد ما ينظر إليها بأنها أكبر انتفاضة ضد حكم عمر البشير.

 

جذور الغضب
  • تعود جذور الغضب السوداني إلى عام 2017، عندما أعلنت الحكومة عن خطط لوقف الدعم عن القمح. وكان الهدف منها هو تخفيف العجز في الموازنة الذي كان سيصل إلى 5% من حجم الناتج المحلي هذا العام. وعندما ارتفعت أسعار الخبز في العام الماضي بشكل أدى لاحتجاجات، حاولت الحكومة إرجاع المسار وأعادت بعض الدعم على المواد الأساسية، إلا أن الاقتصاد الذي يكافح منذ انفصال الجنوب عن الشمال وأخذ معه في عام 2011 نسبة 75% من الثروة النفطية انخفض بشكل كبير، وتقلص بنسبة 2.3% في عام 2018.
  • لم تعد الحكومة قادرة على دفع الفواتير، ولهذا قامت بطباعة أموال نقدية جديدة وهو ما دفع التضخم لنسبة 70% ويعد الأعلى في العالم بعد فنزويلا.
  • يعاني السودانيون من نقص في الخبز والوقود والأدوية. وقال عبد العزيز عثمان (28 عاما)، المصور الذي اعتقل الشهر الماضي “تقف في الطوابير أمام البنوك للحصول على النقد الذي لا تشتري فيه أي شيء” وأضاف “نقضي معظم حياتنا الآن واقفين في الطوابير”.
  • دعوات تغيير النظام باتت واسعة. فقد تم حرق فرع لحزب البشير. وفي 6 يناير/ كانون الثاني زحف المتظاهرون إلى القصر الجمهوري لتقديم عريضة تطالب باستقالة البشير، فالرئيس الذي وصل إلى السلطة عام 1989 على متن دبابة وفاز في عدة انتخابات مشبوهة يخطط لخوضها من جديد في عام 2020. 
  • تعرض الإئتلاف الحاكم الذي يقوده البشير لانشقاقات، حيث انسحبت منه ثمانية أحزاب على الأقل.
  • تساءلت مجلة الإيكونوميست عما إذا كان البشير سيصمد أمام موجة الاحتجاجات الشعبية؟ وتركت السؤال مفتوحا بدون إجابة واضحة.
المصدر : إيكونوميست + الجزيرة مباشر