الإفتاء المصرية تتراجع عن وصف فتح القسطنطينية بـ”الاحتلال العثماني”.. ماذا حدث؟

دار الإفتاء المصرية

تراجعت دار الإفتاء المصرية عن وصفها “فتح القسطنطينية” بـ”الاحتلال العثماني” وذلك بعدما أثار بيانها ردود فعل غاضبة لزجها بفتح بشر به النبي محمد في الخلافات السياسية بين مصر وتركيا.

ولم تنس الدار في بيان تراجعها مواصلة هجومها على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ كتبت، الإثنين، على صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “أكدنا مرارا وتكرارا بالوثائق والمؤشرات والأدلة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواصل استخدام سلاح الفتاوى لتثبيت استبداده في الداخل باسم الدين وتبرير أطماعه في الخارج باسم الخلافة المزعومة”.

وتابعت “أما ما يتعلق بفتح القسطنطينية فهو فتح إسلامي عظيم بشر به النبي صلى الله عليه وسلم وتم على يد السلطان العثماني الصوفي العظيم محمد الفاتح أما أردوغان فلا صلة له بمحمد الفاتح”.

كانت الدار نشرت بيانا مطولا، أمس السبت، اثار انتقادات وجدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي لوصفها الفتح الذي بشر به النبي محمد بـ”احتلال عثماني” في توظيف ديني بحت للخلاف السياسي بين البلدين.

ونشر موقع دار الإفتاء المصرية بيانًا (1811 كلمة) هاجمت فيه الرئيس التركي واصفةً فتح المسلمين للقسطنطينية (إسطنبول حاليًا) بـ”الاحتلال العثماني”.

واتهم البيان المنسوب إلى ما يسمى “المؤشر العالمي للفتوى” الرئيس التركي أردوغان باستغلال الخطاب الديني وسلاح الفتاوى؛ لتثبيت أركان حكمه في الداخل التركي وإبراز “مطامعه” السياسية في الخارج.

وأضاف البيان أن العثمانيين احتلوا إسطنبول عام 1453، وحولوا كنيسة أيا صوفيا إلى مسجد، بعد 916 سنة من اعتمادها كنيسة، وفي عام 1934، تحولت إلى متحف بموجب مرسوم صدر في ظل الجمهورية التركية الحديثة.

وتطرق البيان إلى دعم أردوغان لقوات حكومة الوفاق الوطني الليبية (المعترف بها دوليا) في حربها ضد مليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، والذي تدعمه دول عربية على رأسها الإمارات والسعودية ومصر.

وقال البيان إن تركيا أرسلت آلاف “المرتزقة” إلى طرابلس وأن أردوغان “جنَّد مفتين ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية ليبرروا كل تلك الأفعال الدنيئة”.

مغالطة كبرى

من جانبه، رد وكيل اللجنة الدينية بالبرلمان المصري ومستشار وزير الأوقاف السابق، الشيخ محمد الصغير، على بيان دار الإفتاء قائلًا: “المغالطة الكبرى في هذا البيان تتمثل في وصفه فتح القسطنطينية بـ “الاحتلال”، وهذه مغالطة قبيحة وفجة لحديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي بشر بفتح القسطنطينية في أكثر من حديث؛ منها قوله عليه السلام “أول جيش يغزو مدينة هرقل (أي القسطنطينية) مغفورٌ له”.

وفي مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سأله بعضهم: أي المدينتين تفتح أولًا قسطنطينية أو رومية (روما الإيطالية بلغة العصر)؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينة هرقل تفتح أولًا.

وتساءل الصغير: فكيف يُعقل ما تدعيه دار إفتاء مصر؟ الرسول الكريم أسماه فتحًا وهي قد أسمته غزوًا!

واستطرد الشيخ الصغير: “مرصد الفتوى في مصر مهتم بالجانب التركي، حتى فيما لا يخص الفتوى ولا العلم؛ فتحدث سابقًا عن مسلسل تركي وأحداث فنية تركية، إلا أن البيان الجديد أشبه بالتقارير الأمنية”.

وواصل الصغير: “هل تناول المرصد شيئًا غير الواقع التركي؟ أم أنه تخصص فقط في الشأن التركي؟”.

يُذكر أن المؤشر العالمي للفتوى والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تتبعان دار الإفتاء المصرية.

المصدر : الجزيرة مباشر