“الأكل العاطفي”.. عندما تصبح الثلاجة “الصديق وقت الضيق”

بعد يوم طويل من المواقف العصيبة، أو في غمرة شعور جارف بالوحدة والفراغ العاطفي، قد لا يجد البعض إلا الطعام لـ “يحنو” عليه!

يلجأ البعض ليلا إلى الثلاجة، يأخذ كل ما تشتهيه الأعين، أو يطلب عبر التليفون وجبة ضخمة الحجم والسعرات، ويجلس وحيدًا ليتناول الطعام، أو ينضم إلى العائلة ويلتهم الطعام في صمت أثناء مشاهدة التليفزيون، محاولًا التهام كل مشاعره السلبية مع وجبته.

مشهد متكرر في حياة كثير منا، وحيلة سلبية للتنفيس عن الضغوط النفسية؛ يعقبها إحساس عميق بالندم، أو اكتساب كيلو غرامات بشكل مفاجئ، فما سبب هذه الحالة؟ وكيف يمكن السيطرة عليها؟

يلجأ البعض إلى الطعام عند الشعور الجارف بالوحدة
اضطراب نفسي شائع

يؤكد خبراء النفس والتغذية أن هذا الشعور المفاجئ بالحاجة إلى الطعام وقت الحزن أو الفرح الشديد؛ حالة معروفة من الاضطرابات تسمى بـ “الأكل العاطفي”.

ويشير الأخصائي النفسي د. جميل البابلي إلى أن اضطرابات الأكل بالزيادة أو النقصان دلالة على عدم الاستقرار العاطفي، وتصنف ضمن الاضطرابات النفسية.

وأوضح أن العادات والتقاليد ساعدت على شيوع ظاهرة “الأكل العاطفي”، فالشعوب العربية تعبر عن المشاعر بالأكل، كما يخطئ كثير من الآباء والأمهات بمكافأة الأبناء بالطعام والحلويات، لأن هذا يؤصل لدى الطفل ارتباط الانفعال إيجابًا وسلبًا بالأكل، والأصل ألا يرتبط الطعام بحالتنا النفسية، ولكنه احتياج بدني، وليس وسيلة للتنفيس النفسي أو المكافأة.

الفرق بين الجوع الجسدي والعاطفي

وعرفت أخصائية التغذية سوسن عواضة الأكل العاطفي بأنه إفراط في تناول الأكل بسبب حالة نفسية أو عاطفية، ويلجأ البعض للطعام كنوع من الراحة عندما لا يستطيع التوافق مع حالة نفسية سلبية يمر بها.

وأكدت أن كثيرا من المصابين بالسمنة لا يعرفون أن سبب زيادة وزنهم هو “الأكل العاطفي”، وأن فهم الإنسان لشعوره وتحكمه الواعي بالذات يساعده على إدارة هذه المشاعر.

وبينت أن الإنسان يستطيع التفرقة بين الجوع الجسدي والجوع العاطفي، فالجوع العاطفي يبدأ بسرعة وبشكل مفاجئ، وفي الغالب يشتهي المرء أكلات محددة، وبعد تناول الطعام يشعر بالندم. أما في الجوع الجسدي يشعر الإنسان بحاجته إلى الطعام أيا كان دون تحديد.

يستطيع الإنسان تدريب نفسه على فهم حقيقة شعوره بالجوع
هل أنت جائع؟

وينصح د. جميل المرء بالتدريب التالي عند الشعور بالجوع:

  • تأخذ نفس عميق هادئ يمنحك القدرة على التفكير السليم.
  • تسأل نفسك: هل أنا جائع؟
  • إذا كانت الإجابة بـ “لا”: يمكنك القيام بأنشطة وأي هواية حتى لا تلجأ للطعام.
  • إذا كان الجواب بـ “نعم”، تحتاج إلى معرفة مقدر شعورك بالجوع، وتختار الكمية والأكل الذي يناسبك، وتحاول أن تأكل ببطء وتستمتع بطعم الأكل وتعيش اللحظة.

ويوصي موقع ميديكال نيوز توداي Medical New Today من يعانون من “الأكل العاطفي” باتباع العادات التالية:

  • استبدال الحلويات والأكلات الغنية بالسعرات الحرارية بمأكولات أفضل غذائيا مثل الحلويات المحلاة بسكر قليل السعرات، ورقائق بطاطس مصنوعة من العدس.
  • تقليل الكافيين.
  • تناول ثلاثة وجبات متوازنة في اليوم.
  • شرب الكثير من الماء.
  • طهي الطعام في المنزل.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الحصول على قسط كاف من النوم.
  • محاولة الحد من التوتر.
  • “الأكل الذهني” أي الجلوس أثناء تناول الوجبات، ومحاولة التركيز على مذاق وملمس الطعام والمضغ ببطء.
توفير بدائل صحية حل ذكي للتعامل مع اضطراب "الأكل العاطفي"
المصدر : الجزيرة مباشر