“اعتبارات” تعقد حسابات ترمب بشأن العقوبات على إيران

ترمب على تويتر: لقد هزمنا تنظيم الدولة في سوريا وكان ذلك السبب الوحيد لوجود قواتنا هناك خلال فترة رئاستي

تواجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب معضلة الاختيار بين الضغط على إيران، وبين السعي لخفض أسعار النفط.

ويأتي ذلك مع اقتراب انتهاء فترة الاستثناءات التي منحتها الإدارة لبعض الدول لاستيراد النفط الإيراني.

التفاصيل:
  • ينتهي الشهر المقبل الموعد النهائي للاستثناءات التي منحتها إدارة ترمب لبعض الدول لاستيراد النفط الإيراني.
  • ترمب يواجه قرارًا صعبًا، ففي حين أنه يريد زيادة الضغط على إيران، فإن ذلك سينطوي على مخاطرة تتمثل في زيادة أسعار النفط ومعه أسعار البنزين في بلاده.
  • براين هوك، الممثل الخاص للولايات المتحدة لإيران، يعتقد أن أوضاع سوق النفط أفضل هذا العام مما كانت عليه في عام 2018، وأن هذا من شأنه الإسراع بالهدف المتمثل في “التخلص من جميع مشتريات الخام الإيراني” حسبما صرح للصحفيين الأسبوع الماضي.
  • في المقابل ارتفعت أسعار النفط الخام بنسبة تقرب من 50٪ منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
  • أسعار البنزين للتجزئة تشهد ارتفاعًا أيضًا.
  • أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الطاقة الأمريكية، تظهر ارتفاع أسعار البنزين بنسبة 18٪ منذ أواخر فبراير/شباط.
زيادة الصادرات الإيرانية:
  • شهدت صادرات إيران من النفط الخام ومن المكثفات -وهي نوع خفيف من النفط يجري إنتاجه من حقول الغاز الطبيعي- ارتفاعًا بشكل مطرد منذ مطلع العام الجاري.
  • العقوبات الأمريكية على إيران سمحت لبعض الدول بشراء النفط الإيراني وفقًا لاستثناءات مدتها ستة أشهر.
  • هذه الاستثناءات منحت لثماني دول، من بينها الصين وكوريا الجنوبية والهند واليابان وتركيا.
  • إيران باعت نحو 1.76 مليون برميل يوميًا لهذه الدول الخمسة في شهر مارس/آذار، في مقابل 1.42 مليون برميل يوميًا خلال شهر فبراير/شباط، وفقا لوكالة بلومبرغ.
  • هذا الصعود يتعارض مع تأكيد الدبلوماسي الأمريكي براين هوك الذي قال إن الولايات المتحدة في طريقها “لوقف جميع مبيعات النفط الإيراني الخام”.
  • هوك قال إن ثلاث دول من الدول الثمانية التي حصلت على استثناءات قد أوقفت شراء النفط الإيراني، في حين أن هذه الدول الثلاث، وهي تايوان واليونان وإيطاليا، لم تستفد من هذه الاستثناءات أصلًا.
  • وفقًا لوكالة بلومبرغ، فإن مصافي النفط في اليونان وإيطاليا لم تستقبل أي شحنات من النفط الإيراني منذ شهر أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، بينما وصلت آخر شحنة نفط إيرانية إلى تايوان في سبتمبر/أيلول الماضي.
ناقلة تحمل على متنها شحنات من النفط الإيراني (غيتي)
فنزويلا وليبيا تعقدان الحسابات:
  • بينما يرغب ترمب في زيادة الضغوط على إيران الشهر المقبل، فإن ارتفاع أسعار النفط مؤخرًا سيمثل معضلة أمامه في ظل رغبته في خفض الأسعار.
  • يعزز من صعوبة تشديد العقوبات على إيران، الأوضاع المتدهورة في اثنين من الدول الأعضاء في منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك)، وهي فنزويلا وليبيا.
  • في فنزويلا هبط إنتاج النفط بمقدار النصف خلال فترات انقطاع الكهرباء التي شهدتها فنزويلا الشهر الماضي.
  • العقوبات المفروضة على شركة النفط الحكومية في فنزويلا أدت أيضًا إلى انخفاض إنتاجها، ما حرم الشركة من مشترين كبار لديها.
  • مع استمرار الأزمة السياسية في فنزويلا، يتوقع المزيد من الانخفاض في إنتاج النفط.
  • في ليبيا، يواجه إنتاج النفط مخاطر جديدة مع تقدم القوات التابعة للواء العسكري المتقاعد خليفة حفتر نحو العاصمة الليبية طرابلس، ما يهدد بتصعيد كبير في الأوضاع.
خيارات ترمب:
  • وكالة بلومبرغ قالت إن الرئيس الأمريكي أمامه خياران في التعامل مع العقوبات على إيران، وإن فريقه للأمن القومي منقسم بشأن الخيار الذي يتعين السير فيه، وهما:
  1. أن يسمح بانتهاء مدة الاستثناءات فيما يتعلق بالدول التي لم تستفد منها في استيراد النفط الإيراني، ويتخذ موقفًا متشددًا من دون أن يؤثر فعليًا على تدفقات النفط، وربما يقوم بخفض حجم النفط الذي يسمح للدول الأخرى باستيراده من إيران. يتوقع أيضًا أن يمارس ترمب ضغطًا خاصًا على اليابان وكوريا الجنوبية، اللتين ربما تكونان مستعدتين للاستجابة للمطالب الأمريكية أكثر من الدول الأخرى.
  2. الخيار الآخر أن يواصل ترمب الاعتماد على السعودية وبقية الدول الأعضاء في منظمة أوبك ودول أخرى في زيادة إنتاج النفط لتعويض الانخفاض المتوقع في الإنتاج الإيراني، رغم أن السعودية ستكون سعيدة بأن تقوم بزيادة الإنتاج على حساب منافستها إيران، فإنها ليست مستعدة للقيام بهذا قبل أن ترى ترمب وهو يفرض فعليًا عقوبات أشد قسوة على إيران.
  • إذا كان على ترمب أن يختار بين خفض أسعار البنزين في الولايات المتحدة، وتشديد العقوبات على إيران فإن الكفة ستميل لصالح الاعتبارات المحلية.
  • لهذا يتوقع خلال الأسابيع المقبلة أن يطلق ترمب المزيد من التغريدات التي تستهدف السعودية ومنظمة أوبك، يعقبها تمديد الاستثناءات لخمسة من الدول الثمانية، ما سيسمح ربما بخفض حجم شراء بعض الدول للنفط الإيراني.
المصدر : الجزيرة مباشر + بلومبرغ